|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صليب وقيامة جلس الشابّ الروسيّ مع أحد المبشّرين بالمسيح يستمع بإصغاء شديد إلى قصّة سقوط البشريّة وحتميّة التجسّد الإلهي… وأخذ المبشّر يروي له عن المسيح الذي نزل إلى أرضنا، وأخذ يجول ويصنع خيرًا ويشفي كلّ مرض في الشعب، ثمّ بدأ يروي له عن تعاليم المسيح ووصاياه، ثمّ عن حقد رؤساء اليهود وكراهيّتهم. وكان الشابّ الروسيّ مشدودًا بأقوال المبشّر، وبدأ يشعر بالحبّ والجاذبيّة تجاه هذا الإله المحبّ العجيب. استمرّ المبشّر في الشرح حتّى وصل إلى أحداث الصليب، ثمّ موت المسيح. وهنا صرخ الشابّ: “لماذا؟ لماذا مات؟ لقد بدأت أحبّه… كنت أظنّه أنّه لن يخذلني”. وجلس الشابّ على الأرض حزينًا، ظانًّا أنّ حياة المسيح انتهت إلى هنا. فأقامه المبشّر مطمئنًا إيّاه أنّ المسيح بعد ما مات ودُفن غلب الموت وقام من الأموات. فقفز الشابّ طربًا، وأخذ يصيح مع المبشّر: “المسيح قام… المسيح قام”. أحبّاءنا، هل تعتقدون أنّه من الممكن أن يموت المسيح على الصليب وتنتهي الأحداث من دون قيامة؟! بالتأكيد لا. لأنّه لولا القيامة لبقي التلاميذ خائفين في علّيّتهم، وظلّت مريم المجدليّة باكية عند القبر، ولم تبشّر الجميع بالخلاص. ثمّ إنّ الموت لا يقدر أن يُمسك المسيحَ، بل إنّ المسيح بالصليب والقيامة أبطل الموت وسحقه. إذًا، لا يوجد صليب من دون قيامة، فإنْ كان المسيح أوصانا بأن نحمل صليبنا ونمشي وراءه، فهو بذلك يريد أن يدخلنا إلى القيامة. فنحن لن نتمتّع بفرح القيامة وانتصارها ومجدها إلاّ بالدخول، أوّلاً، في مدرسة الألم والباب الضيّق وحمل الصليب. أحبّاءنا، في كلّ مرّة تستيقظون باكرًا للصلاة وحضور القدّاس الإلهيّ، أو تسهرون قليلاً في الصلاة، أو تتعبون قليلاً محبّة بالمسيح بتأديتكم خدمة ما، فأنتم تدخلون مدرسة الألم. في كلّ مرّة تغصبون أنفسكم لعمل صالح كالصوم أو الصدقة أو التسامح، فأنتم تدخلون من الباب الضيّق المؤدّي إلى القيامة. وثقوا أنّه لا يوجد صليب بلا قيامة، وإنّ الباب الضيّق يؤدّي إلى الحياة، إذ إنّه بعد كلّ صليب قيامة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس لوقا سيمفروبول الروسيّ المعترف |
ما زالت ترسل المبشّرين دون انقطاع |
الشابّ الغنيّ |