v لاحظوا الآن ما نقرأه في الأمثال: "الحكيم يستمر كالشمس، وأما الأحمق فيتغيَّر كالقمر" (راجع سي 27: 12). من هو الحكيم الذي يستمر سوى شمس البرّ الذي قيل عنه: "شمس البرّ يشرق عليّ" (راجع ملا 4: 2). أما الأشرار الذين لا يشرق عليهم، فسيقولون باكين في اليوم الأخير: "نور البرّ لا يشرق علينا... والشمس لا تشرق علينا". لأن الله جعل الشمس منظورة للأعين الجسدية، تشرق على الصالحين والطالحين (مت 5: 45)..
من هو الأحمق الذي يتغيَّر مثل القمر، سوى آدم "الذي فيه أخطأ الجميع" (راجع رو 5: 12). بلا شك إذ يبتعد الذهن البشري عن شمس البرّ، أقصد عن التأمل الداخلي في الحق غير المُتغيِّر، مُحَوِّلًا كل طاقاته إلى الأرضيات، يصيبه العمى أكثر فأكثر عن رؤية ما بالداخل والأمور العلوية. لكن عندما يبدأ في الرجوع إلى الحكمة غير المتغيرة، فبقدر ما يقترب إلى الحكمة (الله) بالحب المقدس، "يفنى الإنسان الخارجي، والداخل يتجدَّد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16). عندئذ كل نور ذهنه الذي كان موجهًا إلى أهدافٍ دنيئة يتحوَّل إلى أهدافٍ عاليةٍ، بمعنى يتحوَّل من الأمور الأرضية لكي ما يموت الشخص أكثر فأكثر عن العالم، وتصير حياته مستترة بالمسيح في الله.