v يُقَال عن الخطاة "ضربتهم فلم يتوجَّعوا" (5: 3). تقع سياط هذا العالم المحسوسة على الأجسام الحيّة، سواء كان المضربون يقبلونها أو يرفضونها، وهي مؤلمة (للجميع). أما سياط الله فهي من نوعٍ يسبب ألمًا للبعض، بينما لا يتألم آخرون منها.
دعونا نشرح ماذا يعني عدم التألم منها. لماذا هؤلاء أصحاب الطبائع الشريرة لا يتألمون من سياط الله، بينما الذين يتوجعون منها هم مُطوَّبون. تقول الحكمة: "من الذي يُخضِع أفكاري للسياط وخاتم التعقُّل على شفتين، فلا يشفق على أخطائي، فلا تقودني أخطائي إلى الهلاك".
لننتبه إلى الكلمات: "من الذي يُخضِع أفكاري للسياط". إذن توجد سياط خاصة بضرب الأفكار. إنها سياط الله التي تضرب الفكر، حيث ترتبط الكلمة بالنفس، وتقودها إلى معرفة خطاياها. إنها تضرب النفس المُطوَّبة، فتتألم، لأن الكلمة تأتي وتخترق النفس في أعماقها... أما من كان متبلدًا من جهة الضرب، فيقال عنه: "ضربتهم فلم يتوجَّعوا".