|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل للعماد زمان معين؟ فى سفر أعمال الرسل قبل خصى كنداكة المعمودية على يدى فيلبس الرسول وهو فى طريق رحلته إلى بلده، فقد حرص الرسل فى بدء الكرازة بالمسيحية أن يقدموا المعمودية للمؤمنين فى أى وقت، انتهازاً لكل فرصة لخلاص المؤمنين. وما نقوله عن الخصى بشأن كرنيليوس وأهل بيته (أع10: 48) وسجان فيلبى والذين معه (أع16: 33) الخ. وفى القرن الثانى إذ انتشرت المسيحية فى كثير من الدول ألزمت الكنيسة طالبى العماد بالدخول فى فترة إعداد طويلة بحرص شديد ومهابة، وبالتالى ظهرت ايضاً مواسم معينة لخدمة المعمودية. فيحدثنا العلامة ترتليان عن الفصح (عيد القيامة) والعنصرة (عيد البنطقستى) كموسمين للعماد المقدس: [الفصح هو الوقت الذى فيه نحتفل بآلام المسيح والذى فيه نعتمد، فإنه ليس من الخطأ أن نفسر رمزياً الحقيقة التالية وهى أنه عندما أراد الرب أن يحفظ الفصح قال لتلميذيه: يلاقيكما إنسان حامل جرة ماء (مر14: 13)، فمن خلال علامة الماء أظهر موضع الاحتفال بالفصح. أما الوقت الأكثر اتساعاً لممارسة الحميم فهو فصل البنطقستى (العنصرة) حيث عرفت قيامة الرب بين التلاميذ ومُنحت نعمة الروح القدس وظهر رجاء مجئ الرب… ومع هذا فإن كل يوم بل وكل ساعة هى للرب. كل وقت مناسب للعماد. فإن كان هناك فارق فى العيد لكن ليس الفارق فى النعمة ]. هنا يُوضح لنا العلامة ترتليان عادة العماد المقدس فى عيدى الفصح والبنطقستى، لكن العماد فى نعمته – كما يقول – لا يختلف أن يُتمم فى عيد أو فى غيرعيد. الآن فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فقد خصص يوم الأحد السابق لعيد الشعانين للعماد ودعى بأحد التناصير. أما سرّ ارتباط القيامة بالمعمودية فهو أن عيد قيامة الرب هو محور حياة الكنيسة ومركزها. قيامة السيد هى الصخرة التى تتكئ عليها الكنيسة لتعيش مطمئنة وسط دوامة هذا العالم، لا تخاف أمواجه أو عواصفه أو شروره، بل تحيا على رجاء القيامة مرتبطة بعريسها الذى لا يموت، مبّررة ومقدسة فيه. هذا الرجاء وهذا التبرير وهذا التقديس لا يمكن التمتع به إلا من خلال المعمودية التى فيها ندفن مع ربنا يسوع ونقوم، أى نقبل فصحه كفصح شخصى لنا. وكما يقول الرسول “أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة” (رو6: 3 – 4). لكن ما نريد أن نؤكده أن الآباء حذروا من التأخير فى نوال سرّ العماد وأوصوا بعدم الانتظار حتى لعيد من الأعياد مادام قد حان الوقت المناسب لنوال العماد. يقول القديس باسيليوس الكبير: [لا يوجد وقت خاص للعماد، لأن عمر الإنسان كله للمعمودية. كل وقت هو وقت مقبول لقبول الخلاص سواء أكان بالنهار أم بالليل، كل ساعة ودقيقة ولحظة تصلح للمعمودية]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|