|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يناجي القديس أغسطينوس الربّ طالبًا عمل النعمة فيه، إذ لا يستطيع بقدراته الشخصية أن يتحرَّر من الأهواء والشهوات، ففي اعترافاته يعلن عن حاجته إلى عمل الله فيه، ليُتَمِّم ما يوصيه به. v سمعت صوت إلهي يوصيني: "احترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكرٍ" (لو 21: 34). الخمر بعيد عني، لترحمني لئلا يقترب السُكر مني. على أي الأحوال النهم يحاول أحيانًا التسلل ليمسك بعبدك. لترحمني، فيبتعد عني! إذ لا يستطيع أحد أن يكون عفيفًا ما لم تهبه ذلك (حك 8: 21). إنك تعطينا الكثير عندما نُصَلِّي. وكل ما نلناه من أمورٍ صالحة حتى قبل الصلاة، تسلَّمناه منك. والحقيقة التي عرفناها مؤخرًا أننا نلناها منك. لم أكن يومًا ما سكيرًا، لكنني أعرف سكيرين كثيرين، بك صاروا أناسًا سامين للغاية. فهذا هو من عملك أنت أن هؤلاء الذين لم يكونوا قط هكذا وكان يلزم ألاَّ يكونوا هكذا، صاروا هكذا. إنها أعمالك كي يتعلَّموا من الذي عمل فيهم هكذا. لقد سمعت أيضًا بيانًا آخر من لدنك: "لا تتبع أهواءك، بل اكبح شهواتك" (راجع سي 18: 29). خلال معونتك سمعت بيانًا آخر أحببته جدًا: "إن أكلنا لا نزيد، وإن لم نأكل لا ننقص" (1 كو 8: 8). بمعنى آخر، لا يجعلني الأول غنيًا، ولا الأخير فقيرًا. سمعت أيضًا بيانًا آخر: "قد تعلَّمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه... وأن أستفضل وأن أنقص. أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني" (في 4: 11-13)... إنه يقويني حتى أستطيع ذلك. هب لي يا من أوصيت، ولتوصي بما تريده. اعترف هذا الرجل (القديس بولس) أنه استلم ذلك، لهذا يفتخر في الربّ (1 كو 1: 31). سمعت إنسانًا آخر يصلي كي يأخذ، قائلًا: "انزع عني نهم البطن" (انظر سي 23: 6). واضح من هذا أيها الإله القدوس أنك أنت الذي تعطي، وأنك تعمل بما أمرت أن يُعمل. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|