v يقول أيضًا "وَجْهَكِ جَمِيلٌ". تستطيع أن تدرك أي نوع من "الوجه" هذا الذي مدحه كلمة الله ووصفه أنه جميل، إن فهمت ما عناه بولس بالوجه في قوله: "ونحن جميعًا ناظرين... بوجه مكشوف" (2 كو 3: 18)، وقوله أيضًا: "لكن حينئذ وجهًا لوجه" (1 كو 13: 12). إنه بلا شكٍ نوع من الوجه يتجدَّد يومًا فيومًا (2 كو 4: 16)، حسب صورة خالقه (كو 3: 10)، ليس فيه دنس أو غضن أو شيء من مثل ذلك، بل يكون مقدسًا وبلا عيبٍ، كالكنيسة التي يحضرها المسيح لنفسه (أف 5: 27).
بمعنى آخر يعني النفوس التي بلغت الكمال، هذه التي تكون جسد الكنيسة، يظهر هذا الجسد بالحق جميلًا ووسيمًا، متى كانت النفوس التي تتكوَّن منه مثابرة على نوال جمال الكمال. فكما أن النفس حين تكون ثائرة تشوّه شكل الوجه الجسدي، وتجعله مثيرًا، أما إذا كانت في هدوء فتعطي للوجه شكلًا يحمل سلامًا ورقة، هكذا أيضًا وجه الكنيسة يكون جميلًا أو قبيحًا حسب سمات المؤمنين وطموحهم.
لقد كُتِب أن الوجه الطلق يُشير إلى قلب ناجح [25]، وفي موضع آخر قيل: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحزن القلب ينسحق الوجه" (أم 15: 13). يكون القلب فرحًا متى كان روح الله فيه، هذا الذي أول ثماره هي المحبة، والثانية هي الفرح (غل 5: 32). وإنني أظن أن الحكم العالمية قد أخذت أفكارها من هذه الحقائق، إذ قالت إن الحكيم جميل، وكل إنسان شرير قبيح.