عن الالتزام بالحكمة بروح التواضع في علاقة المؤمن بأعضاء أسرته كما بالأصدقاء، وقَدَّم لتلاميذه الشبان تحذيرات سلبية مثل عدم الاعتماد على المظاهر الخارجية في الحكم على أحدٍ، وعدم التسرُّع لمن ندينه، وعدم التراخي في العمل حتى في سن الشيخوخة إلخ. الآن يحدثنا عن الحكمة عندما نُقَدِّم إحسانًا أو صدقة، وأيضًا في اختيار الصديق الذي يبني نفوسنا.
يبدو أن الحديث عن اختيار الأصدقاء هنا فيه نوع من الحزم، ربما لأنه يكتب إلى شباب قليلي الخبرة في التعامل مع الأصدقاء، فقد سبق فطلب منهم أن يفتحوا قلوبهم بالحُبّ وفي سخاء، لكنه يخشى عليهم من الإحسان إلى أصدقاءٍ أشرارٍ يستخدمون هذا الإحسان في الشرّ، كما قد يكون له تأثير غير مباشر على المُحسِن نفسه، فيشاركهم السلوك في شرورهم.
يليق بالشاب أن يختار أصدقاء يسندونه على الحياة المقدسة المستقيمة، فلا تُفسِد الصداقة مفاهيمه الروحية والإيمانية.