قلب المتكبر كالحجل الموضوع طُعما في القفص،
وكجاسوسٍ يرقب سقوطك [28].
يرى القديس هيبوليتس أن هذا الطائر متعجرف، فإذ ترى الحجلة عش حجلة أخرى به صغار دون أمه تصنع صوتًا تقلد به صوت الأم وتدعو الصغار إليها وتأخذهم وتجري بهم. فتبتهج متكبرة أنها استولت عليهم، لكن إذ تأتي الأم الحقيقية وتنادى بصوتها يكتشف الصغار خداع الأولى ويتركون المخادعة ويذهبون إلى الأم الحقيقية. هذا يحدث عندما يأتي ضد المسيح، فإنه يجتذب البشرية إليه بخداع ليملك على من هم ليسوا له، ويعدهم بالخلاص مع أنه غير قادر على خلاص نفسه.
تشير الحجلة إلى إبليس وجنوده خاصة الهراطقة، تعطي صوتها الذاتي، ولا تنطق بما لله، أما أولاد الله فينطقون بما لله لا بما لذواتهم، وكما يقول الرسول بولس: "إذ أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم فيّ" (2 كو 13: 3).