|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ففي أواخرك تجد راحتها، وتتحول إلى بهجة لك [28]. فتكون قيودها كحماية قوية لك، وأغلالها حلة مجيدة [29]. ويكون نيرها زينة من ذهبٍ، وقيودها خيطًا أزرق [30]. فتلبسها كحلة مجيدة، وتتقلدها كإكليل غاية في الابتهاج [31]. إذا ما اقتنيت الحكمة تصبح مفخرة لك، وتصبح مثل إكليل يُزَيِّن الرأس، وقلائد تُزَيِّن العنق "إكْليل نعْمةٍ لرأْسك وقلائد لعنقك" (أم 1: 9). فإن الحكمة المتمثلة سواء في حسن الكلام أو السلوك هي مدعاة للبهجة لكل من الحكيم والذين حوله. لذلك كان الملوك والرؤساء والولاة في كثير من الممالك يحيطون أنفسهم بالحكماء والفلاسفة يزينون بهم مجالسهم وقضاءهم وقصورهم، وربما تذكرنا مظاهر الحكمة المجسدة هنا (حماية قوية، حلة مجد، حلي ذهبية، ثياب بنفسجية، قرمز، إكليل ابتهاج) ما وهبه فرعون مصر ليوسف: الخاتم والثوب والكتان والسلسلة الذهبية (تك 41: 45). تشير السلاسل الإسمانجونية على وجه الخصوص إلى الشريعة. جاء في سفر العدد أن الإسرائيليين ملتزمون بوضع عصابة من إسمانجوني على هدب ذيل ثيابهم، يرونها فيتذكرون كل وصايا الربّ ويعملونها (عد 15: 38-39). أما هنا فيرى الأتقياء قيود الحكمة زينة ذهبية بعصابة إسمانجونية، ويرتدون ثوب مجدٍ ويحملون إكليلًا ساميًا (6: 30-31). حقًا إن الحكمة السماوية تُقِيم من المؤمن كاهنًا يُقَدِّم ذبيحة التسبيح والشكر (رؤ 1: 6)، يرتدي ثوبًا مجيدًا (50: 11)، وإكليلًا فاخرًا (أم 4: 9). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|