اتبع ابن سيراخ ذات منهج الوصايا العشر حيث جاءت الوصية الخاصة بتكريم الوالدين مباشرة بعد الوصية الخاصة بمحبتنا لله،
في الأصحاح الأول ركّز ابن سيراخ حديثه في الحكمة ومصدرها وارتباطها بمخافة الرب وحفظ الوصية الإلهية. وفي الأصحاح الثاني أبرز مفهوم مخافة الرب، موضحًا أن خائف الرب يتحدَّى بروح الحكمة السماوية الضيق، مؤكدًا أن التجارب لا تُحَطِّم نفسيته بل تزيده بهاءً داخليًا كالذهب الذي يتنقَّى بالنار. خائف الرب لن يخور قلبه بسبب التجارب، بل يتزكَّى إيمانه ويتكلَّل بروح الصبر، ويحفظ طرق الرب.
الآن في الأصحاح الثالث يبدأ بجانب عملي مؤكدًا لتلاميذه كيف تصير الأسرة أيقونة السماء. يدعونا ابن سيراخ إلى طاعة الوالدين وتكريمهم، ليس أثناء صغرنا فحسب، بل حتى بعد بلوغنا سن الرشد، فنهتم بخدمتهم بفرحٍ دون انتظار لكلمة مديح أو شكر منهم أو من غيرهم، وإنما بالحب نخدمهم كسادةٍ لنا بلا تذمرٍ (راجع خر 20: 12؛ تث 5: 16؛ مر 7: 10-12). أوضح أيضًا ثمار هذه الطاعة القائمة على الحب والحنوّ. كما تنعكس هذه الطاعة على حياة المؤمن في المجتمع، فيتَّسِم بالوداعة والتواضع ومحبة العطاء للبشر.