v أولئك الذين عيَّنهم الله قبل إنشاء العالم ليأخذوا صورة ابنه الوحيد (رو 8: 29)، هذا الذي على وجه الخصوص عُصِرَ في آلامه بكونه العنقود العظيم، كانوا قبل اقترابهم إلى خدمة الله، يتمتعون في العالم بنوعٍ من الحرية اللذيذة، مثل عناقيد عنب مدلاة أو زيتون على الشجر. ولكن كما قيل: "يا بني، إن أقبلتَ لتخدم الربّ، فأَعدد نفسك للتجربة" (راجع سي 2: 1).
كل من يقترب من خدمة الله يجد نفسه في معصرة خمر، يحتمل متاعب، ويُسحَق، ويُعصَر، لا لكي يهلك في هذا العالم، إنما لكي ينساب في مخازن الله.
تُنزَع عنه أغطية الشهوات الجسدية مثل غلاف العنب (عند عصره)... يتحدث عنه الرسول: "اخلعوا الإنسان العتيق، وألبسوا الإنسان الجديد" (كو 3: 9-10؛ أف 4: 22). هذا كله لا يتم إلا بالعصر. لهذا تُدعَى كنائس الله في هذا الزمن "معاصر"
القديس أغسطينوس