|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميلاد يسوع بينما كانت العذراء الكليّة القداسة تقترب من اليوم المشتهى جدًا، صدر مرسوم من الامبراطور الروماني بأمر إحصاء رعايا مملكته، وكان يتوجّب على كل واحد أن يكتتب في مكان ولادته. حزن القديس يوسف كثيرًا لهذا النبأ، وبما أن ملك السماء يقود كل الأحداث، قالت له مريم: فلنستسلم بثقه لإرادته، ولن نخيب ابدًا. يا ليتنا نستسلم مثل مريم لمشيئة الربّ... ونتعلّم طاعته والاتكال عليه. بدأت الرحلة، وقد كانت شاقّة جدًا، حتى وصلا إلى بيت لحم، وبالرغم من معرفتها بعدم جدوى التفتيش عن منزل، تبعت يوسف من بيت إلى بيت، طالبين الضيافة، ولكنهما رفضا في كل مكان باحتقار وإهانة، حتى من الذين كانوا أقرباء لهما. هل نحن نستقبل يسوع بصورة جيّدة عندما يدق على باب قلوبنا؟ هل نعيل فقيرًا متشرّدًا أو نطعم جائعًا أو نسقي عطشانًا؟ وجدا المكان حيث السجل الامبراطوري، تسجلا ودفعا الجزية، وتساءل القديس يوسف إلى أين يذهبان وهو لا يعرفان ملجأ سوى مغاره شاهدها خارج المدينة. فأجابت مريم أنّ هذا المكان يلائم الفقر الذي هو كنز ابنها الإلهي. كانت المغارة محفورة في صخرة غير متساوية وصلبة، غير صالحة إلا للماشية، أخذت مريم كافه الاستعدادات لتنظيفها لتكون جديره باستقبال ابنها الإلهي. وهذا ما نفعله نحن، نهيّء منازلنا، مغاره وأضواء وزينه وألوان، أمرٌ جميل جدًا، والأجمل أن نهيّء قلوبنا ونجعلها مغارة نظيفة دافئة. انتهت التحضيرات وأصبح كل شيء جاهزًا، شعرت مريم بالطفل الإلهي يتحرّك في أحشائها العذريّة، فأصبحت جميلة للغاية حتى أنّها لم تعد تبدو وكأنّها إنسانة أرضيّة، وجهها كان يشعّ كشمس بهيّة، وهيأتها ذات وقار لا يوصف، وقلبها يضطرم بحبّ ملتهب. كانت ساجدة في المغارة ويداها مضمومتان إلى صدرها، وعيناها مرتفعتان إلى السماء وعقلها مسمّر بالله، عندئذ أعطت الأميرة السماوية للعالم ملكه الحقيقي، سيّدنا يسوع المسيح، لقد كان ذا جمال خارق، ومجد نفسه كان يفيض إشراقًا على جسده، كما حدث لاحقًا على جبل طابور. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|