|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسه سوسنه العفيفه كانت هذه القديسة ابنة القديس أغابينوس أخى القديس كابوس البابا وكلهم كانوا من أقرباء دقلديانوس الملك الكافر الذى لم يكن يعرف أنهم مسيحيين. فأراد أن يزوج هذه القديسة من أحد أشراف قصره. فأرسل اقلاديوس أحد أقاربه وطلب من اغابينوس أن يوافق على زواج ابنته من هذا الرجل الشريف فقال لـه أغابينوس إن الأمر فى يد ابنته وإذا ارتضت فلا مانع عنده. ولما حضرت القديسة سوسنة تقدم اقلاديوس ليقبلها حسب العادة المتبعة فى هذا الحين بين الأقرباء عند الرومانيين أما سوسنة فرجعت إلى الوراء وقالت لـه: "إننى إلى الآن لم أدع أحد يقبلنى فكيف أترك رجلاً وثنياً يقبلنى بفمه الذى يأكل ذبائح الشيطان." ثم فتحت فاها وشرعت تبين لـه أن عبادة الأوثان جهل لا يعادله جهل وبينت لـه قبح سيرة الذين يعبدونها وبينت لـه أيضاً أسرار الدين المسيحى وشرف أوامره وطهارة من يتبعه. ولما سمع اقلاديوس هذا الكلام من القديسة لمست الكلمات قلبه واحتار فى أمره وقال لها: "أرجوكِ عرفينى ما يجب علىَّ فعله لكى أخلص وأترك ما أنا فيه وأتبع القول الجميل الذى تقولينه لأننى فى حيرة من أمرى. " فقالت لـه القديسة: "إذهب إلى ابن عمى البابا كابوس فهو يرشدك إلى طريق النور والخلاص ويعلمك كيف تسير وماذا تفعل." فذهب اقلاديوس إلى البابا فعلمه هو وأهل بيته أعنى إمرأته وولديه وعمدهم وأرسلهم إلى أحد الكهنة ليهتم بأمورهم الروحية وينمى بذرة الإيمان فيهم لكى تنموا هذه النبتة الصغيرة فلما رأى دقلديانوس أن إقلاديوس تأخر ولم يخبره بكيفية قضاء الأمر الذى أرسله لأجله ولما لم يحضر أرسل إليه مكسيموس أحد الأمراء لكى يستخبره عن القضية. فلما دخل بيت اقلاديوس وجده جاثياً أمام أيقونة السيد المسيح ذارفاً الدموع ولابساً المسوح قارعاً صدره فقال فى نفسه ماذا حدث لهذا الرجل فعرفه إقلاديوس أنه آمن بالسيد المسيح وابتدأ إقلاديوس يعلمه عن الإيمان المسيحى وكيف نال نعمة المعمودية هو وأولاده. فلمس هذا الكلام قلب مكسيموس وآمن بالسيد المسيح لـه المجد. ومضى به إقلاديوس إلى البابا فعمده هو أيضاً فباع هذا الرجل أملاكه وابتدأ يوزعها على الفقراء والمساكين وسار سيرة صالحة مقتفياً أثر السيد المسيح لـه المجد مجتهداً فى حفظ وصاياه. فعرف الملك كل هذه الأمور وأن سوسنة هى السبب فى ذلك وأنها رفضت الزواج من الرجل الشريف وأن إقلاديوس ومكسيموس آمنا بالمسيح فأوغر ذلك صدره واغتاظ وأمر بالقبض عليهما ونفاهم إلى مدينة أوستا حيث ماتوا حرقاً حسب أمر الملك ثم ألقوا أغابينوس فى السجن وسلموا سوسنة إلى سيدة فى البلاط ابتغاء أن تستميلها إلى الزواج. غير أن هذه السيدة كانت مسيحية ولم يعلم بها أحد فبدلاً من أن تستميلها ثبتتها على عزمها. فبعد أيام قليلة سأل دقلديانوس السيدة هل استمالت سوسنة إلى غرضه. فقالت لـه إن هذا غير ممكن لسوسنة فلا يمكن أن تتزوج بعد أن نذرت البتولية. فقدم الملك على تسليم البتول إلى الرجل الذى كان يريد الزواج بها إلا أنه لم يرد أن يتم ذلك فى بلاطه فأرجعها إلى بيتها. وقد شعرت البتول بقصد الملك، ولهذا دخلت بيتها فجثت على قدميها أمام الله وطلبت بدموع حارة وطلبت منه أن ينجيها من هذه التجربة ويبعد عنها كل فساد. ولما أتى هذا الرجل ليلاً وكان قصده اغتصابها دخل بيتها فوجدها جاثية تصلى وهى ملتحفة بنور عظيم وملائكة يحرسونها فخاف وهرب وأخبر الملك بما كان فنسب هذا إلى قوة السحر وأرسل واحد من قواده اسمه مكدونيوس لكى يلزمها بعبادة الأوثان فلما وصل إليها هذا القائد كان يحمل معه صنم فقدم لها هذا الصنم لكى تسجد لـه أما القديسة سوسنة فرفعت عينيها إلى السماء وطلبت من الله أن يمجد اسمه وأن يُظهر قدرته أمام هؤلاء الناس فغاب الصنم فجأة وبعد مدة وجدوه مطروح بعيداً فى الشوارع فاغتاظ مكونيوس ومزق جسدها بالسياط، أما القديسة فلم تتحرك بالرغم من الضربات ولم تزل شاكرة لله. وتفنن هذ القائد فى تعذيب هذه القديسة وكان الرب يتمجد معها بعمل الآيات وكان دائماً يعزيها ويضمد جراحاتها ولما تعبوا من تعذيبها أمر الملك حينئذ بقطع رأسها بالسيف ونالت إكليل الشهادة وكان هذا فى الحادى عشر من أغسطس سنة 286م. ولما علمت المرأة آنفة الذكر بقطع رأس القديسة سوسنة أتت ليلاً وأخذت جسد القديسة وكفنته بأكفان غالية ودفنته بإكرام وبعد موتها بستة أشهر انتقل والدها أغابينوس شهيداً. وكان استشهاده فى يوم 19 فبراير سنة 287م. بركة صلواتهم وشفاعتهم المقدسة تكون معنا أمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسه الجميلة سوسنه العفيفه |
قصه حياة العفيفه سوسنه |
قصه سوسنه العفيفه |
قصه سوسنه العفيفه |
حصريا صور القديسه سوسنه العفيفه (الشهيده ) |