|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاءَ شاهِدًا لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس تشير عبارة " شاهِدًا" إلى يُوحَنَّا المَعْمَدان، بينما يصفه يُوحَنَّا الإنجيلي الشَّاهد (يُوحَنَّا 21: 24). وظيفة يُوحَنَّا المَعْمَدان الخاصة هي أن يشهد بان يسوع هو المسيح (يُوحَنَّا 1: 31) مناديًا بين النَّاس بوجوب التَّوبة قبل مجيء المسيح ليُعدَّ قلوبهم لقبوله عند مجيئه، لأنَّه شهد بأم عينيه يسوع المسيح وعرفه وأمن به وعاش واختبر ما يشهد به كما أعلن يوحنا نفسه: "أَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله" (يوحنا 1: 34). ويُعلق القدّيس بطرس خريزولوغُس" هنيئًا ليُوحَنَّا لأنّه أراد أن تسبق التَّوبةُ موضوع الدَّينونة كي لا يُحكم على الخطأة بل أن يكافؤوا. لأنّه أراد أن يدخل الأشرار إلى المَلكوت وليس أن يُلقى عليهم العقاب" (العظة 167)؛ فالشهادة في الإنجيل أمرٌ جوهري، وقد تكرَّر مصطلح الشهادة أكثر من 40 مرَّة. أمَّا عبارة "يَشهَدَ لِلنَّور " فتشير إلى رسالة يُوحَنَّا المَعْمَدان، وهذه الشَهَادَةٌ تكمن بما "رأى وسمع" عن المسيح (يُوحَنَّا 3: 32). وهو الشَّاهد الأوّل ليسوع، علمًا أن مفهوم الشَهَادَةٌ في الإنجيل هو أمرٌ جوهريّ، إذ تكرَّر مُصطلح الشَهَادَةٌ أكثر من أربعين مرّة. وهذا الأمر حدث خاصة عند معمودية يسوع " وشَهِدَ يُوحَنَّا قال: ((رَأَيتُ الرُّوحَ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ كأَنَّه حَمامَة فيَستَقِرُّ علَيه. وأَنا لَم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنَّ الَّذي أَرسَلَني أُعَمِّدُ في الماءِ هو قالَ لي: إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس. وَأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله" (يُوحَنَّا 1: 32-34). لم يكن المسيح بحاجة إلى من يشهد له، فهو شَّاهد لنفسه بنوره، إنَّما كان يُوحَنَّا السِّراج الحامل لنور المسيح فيه، كما جاء في إنجيل يُوحَنَّا البشير: "كانَ يُوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" (يُوحَنَّا 5: 35). ورد فعل "شهد" 33 مرة في إنجيل يُوحَنَّا، ومرة واحدة في إنجيلي متى ولوقا، ولم يَردْ في إنجيل مرقس. أمَّا عبارة " لِلنَّور" فتشير إلى نور طبيعي بضوء الشَّمس والقمر، ونور اصطناعي بالزيوت وغيرها. وقد استعمل الكتاب النُّور في معان رمزية. فالله نور (1 يُوحَنَّا 1: 5)، وهنا يدل النُّور على المسيح، كما صرَّح يسوع نفسه "أَنا نورُ العَالَم" (لوقا 9: 5) وكما جاء أيضًا في تعليم يُوحَنَّا المَعْمَدان " آمِنوا بِالنُّور، ما دام لكُمُ النُّور لِتَصيروا أَبناءَ النُّور " (يُوحَنَّا 12: 36)، واخذ يُوحَنَّا علامة من الله لكي يعرف المسيح "أَنا لَم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنَّ الَّذي أَرسَلَني أُعَمِّدُ في الماءِ هو قالَ لي: إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس" (يُوحَنَّا 1: 33). أمَّا عبارة " فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس " فتشير إلى غاية شهادته هي الإعلان عن شخص السّيد المسيح، حتى يؤمن جميعُ النَّاس به، فيتمتعوا به نورًا في هذا العَالَم، ومجدًا في الحياة الأخرى، لآنَّ كل من يؤمن تكون له الحياة والخلاص. قصد الله عن شهاد يُوحَنَّا المَعْمَدان أن يُفتح على يده أبواب الإيمان للجميع. ولو أتى المسيح بالمَجد الذي كان له في السّماء قبل إنشاء العَالَم لم يحتاج إلى شَاهدٍ، وإنما احتاج إلى ذلك، لأنَّه جاء بصورة بشر. أمَّا عبارة " شَهادتِه " فتشير إلى شَهَادَةٌ يُوحَنَّا المَعْمَدان، وهي شَهَادَةٌ بشريَّة إلهيَّة، شَهَادَةٌ لا يقوم بها البشر إلاَّ بدعوة يخصُّهم الله بها، وهي حالة دعوة الأنبياء، (أشعيا 55: 4). ودعوة الرُّسل والكهنة (أعمَال الرُّسل 1: 8). فالشَهَادَةٌ تقوم على المعرفة والمسؤولية لإعلان الحقيقة وتفنيد الكذب والزُّور. وقد وردت لفظة شَهَادَةٌ 14 مرة في إنجيل يُوحَنَّا، ولم تردْ في إنجيل متى، إنَّما وردت ثلاث مرات في إنجيل مرقس، ومرة واحدة في إنجيل لوقا. ونجد في الأناجيل شهادات كثيرة للمسيح منها: شَهَادَةٌ الآب (يُوحَنَّا 5: 31)، وشهادته لنفسه (يُوحَنَّا 8: 14)، وشَهَادَةٌ الرُّوح القدس (يُوحَنَّا 15: 26)، وشَهَادَةٌ أعمَال المسيح (يُوحَنَّا 5: 36)، وشَهَادَةٌ يُوحَنَّا المَعْمَدان (يُوحَنَّا 1: 7)، وشَهَادَةٌ التَّلاميذ (يُوحَنَّا 15: 27). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|