كنت اجلس بجوار انهار تجف...
كأنسان كنت دائم البحث عن الماء…لاني دائم العطش …ومشكلتي كانت اني كلما اشرب اعطش اكثر !!!
قررت ان ابحث عن نهر يروي ضمأي كي لا اعود اعطش مرة اخرى…
جلست مرة عند نهر اسمه نهر العلم والفلسفة وانا اقصد نهر العلماء والمفكرين وما قالوه وما يقولونه… بحثت في هذا النهر …شربت الكثير منه…لكني اصبت بخيبة الامل …لان كل مياه هذا النهر لم تستطع ان تروي عطشي بل ازدت عطشاً اكثر من ذي قبل..و بعد حين بدى لي وكأن النهر يجف وهذا ما حدث بالفعل..
ثم بحثت وجلست عند نهر اخر اسمه نهر الاعمال والتحكم بالذات بالتدّين(السيطرة على الذات كي لا ارتكب اي نوع من الخطايا) غرقت في طقوس كثيرة …كنت مثلاً اجلس بطريقة معينة …اقول صلاة محفوظة…الخ
بالاضافة الى عمل جميع الخيرات التي تخطر على بالي كي اشعر بالرضا على نفسي والناس من حولي لعل الله يرضى عني هو ايضاً، وحاولت جاهداً ان اقنع نفسي باني صالح لكن وجدت نفسي اعيش كالممثل و سرعان ما خارت قواي وحالاً جف النهر..
ثم جلست عند نهر الثروة والمال كنت اظن ان هذا سيروي ضمأي ويشبع قلبي... وفي لحظة خسرت الكثير ولم استطع السيطرة على امتلاك المال كل حين لافعل به ما يحلو لي واذ بهذا النهر ايضاً يجف رويداً رويداً
وكنت وانا في رحلة البحث هذه قد سمعت ان الصداقة والحب هما الحل، نهر الصداقة والحب هو النهر الوحيد الذي لا تجف مياهه
جلست عنده وكان التعب والارهاق باديان عليّ وقلت في نفسي لابد اني حالما اشرب من هذا النهر لن اعطش ابداً ومن المستحيل ان يجف وبالفعل جلست هناك لسنوات طويلة.. لكن كانت الصدمة شديدة علي حين اكتشفت ان هذا النهر بدأ لونه يتغير ومياهه تتعكر ثم بدأ يتناقص واخيراً صرت ابحث وجاهدت كي اجد ولو قطرة ماء واحدة فيه.. لكني لم اجد.
عشت اختبار مؤلم ومُر لان كل الانهار التي جلست بجوارها لم تستطع ان تشبعني ولا ان تروي عطشي كانت كالمخدر الذي عاجلاً ام اجلاً سينتهي مفعوله…وفي النهاية استنفذت كل قواي..
لكني اكتشفت بعد ان بحثت.. بعد ان طلبت… بعد ان صرخت بدموع ومن القلب.. وجدت طريقاً يؤدي الى نهر اخر لم يخبرني احد عنه بل الله كشفه لي عندما فتح عيني وعلمني الاتي:
الله سيسمح (للانسان الذي يبحث عنه حتى ان بدأ بحثه في المكان الخطاً اي عند انهار وقتية واخرى وهمية بعيدة عنه) ان تجف هذه الانهار في حياته بل هو يريد ان يثبت لكل انسان ان هذه الانهار حتى ان شربت منها لا تقدر ان ترويك لانك ستظل عطشانا.
هو اراد من هذا الاختبار ان يعلمني ان لا اتكل على "نعمه" كالمال والحب والمعرفة الخ بل ان اتكل عليه هو لانه هو من اوجد هذه الاشياء وهو وحده نبع الحياة.
انه يريد ان يرفع ابصارنا الى النهر الخارج من عرش الله الذي لن يجف الى الابد.
وهذا بالضبط ما حاول السيد المسيح ان يوصله لهذه المرأة السامرية عندما تحدث اليها:
"وكانت هناك بئر يعقوب.فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر.وكان نحو الساعة السادسة. 7فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء.فقال لها يسوع اعطيني لاشرب. 8لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما. 9فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية.
لان اليهود لا يعاملون السامريين. 10اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا. 11قالت له المراة يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة.فمن اين لك الماء الحي. 12العلك اعظم من ابينا يعقوب الذي اعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه. 13اجاب يسوع وقال لها.كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا.14ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد.
بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية. 15قالت له المراة يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا اعطش ولا اتي الى هنا لاستقي. 16قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا. 17اجابت المراة وقالت ليس لي زوج.قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج. 18لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الان ليس هو زوجك.هذا قلت بالصدق. 19قالت له المراة يا سيد ارى انك نبي.
20اباؤنا سجدوا في هذا الجبل وانتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه. 21قال لها يسوع يا امراة صدقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في اورشليم تسجدون للاب. 22انتم تسجدون لما لستم تعلمون.اما نحن فنسجد لما نعلم.لان الخلاص هو من اليهود. 23ولكن تاتي ساعة وهي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق.لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. 24
الله روح.والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا. 25قالت له المراة انا اعلم ان مسيا الذي يقال له المسيح ياتي.فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. 26قال لها يسوع انا الذي اكلمك هو"
ومنذ ان التقيت به…..لم اعطش ابداً