|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي إرميا 51 لتلقِ ببابلي في نهر النسيان! * على أنهار بابل جلست حزينًا مرّ النفس، علقت قيثارات حبي على الصفصاف، وانهارت سخريات العدو عليّ! * لأسمع صوتك العذب يأمر أعماقى: اهربوا من وسط بابل فتنجوا. نعم روحك القدوس يحملني من وسط الخطية، ويقدم لي قيثارات الروح لأعزف عليها. أنضم إلى صفوف السمائيين، وأشارك تسابيح الحمد وهتافات التهليل! * أُصيب أعماقي بجراحات لا يُرجى شفاءها! أنت طبيب نفسي وبلسانها الفريد، احملنى إلى جلعاد الجديدة، كنيستك الحية، أنت طبيبي ودوائي، أنت قوتي وتسبحتي، أنت الكل لي! * هب لي أن ألقي بكأس بابل الذهبي، بريقه خدعني سنوات هذه عددها، سكب لي فيه عدو الخير سمًا خفيًا، أسكرني وقتلني وطرحني في الهاوية! قدم لي خطية تسحبني إلى أخرى، سحب أعماقي من دنسٍ إلى دنسٍ، بلبل أفكاري بفلسفات براقة! * عوض كأس بابل الذهبي هب لي إناءك الخزفي! عوض الخمر الممزوج سمًا، هب لي ذاتك بلسانًا من جلعاد الجديدة! أنت طبيب نفسي واهب القيامة للموتى! أنت البلسان السماوي شافي النفوس! أنت منقذ حياتي من الموت والفساد! هب لي كأسك الخزفي، فلا يخدعني بريق الذهب، بل أنعم بالكنز المخفي، أغتنى بك، وأسكر بحبك يا شهوة قلبي! * أعترف لك بخطاياي فتستر عليّ، تطلب آثامي فلا تجدها، لأنها مُحيت بدمك الطاهر! نعم! روحك الناري يحول ترابي إلى سماء! فلا تستطيع بابل أن تخدعني، ولا تقدم لي كأس الذهب الذي يُسكر كل الأرض! أقمني سماءً تسكنني أنت أيها القدوس المتواضع! فلا تقترب كأس كل الأرض إلى شفتي! بل أشارك كأس آلامك المملوءة حبًا! كأسك كأس البذل، يُعطي النفس اتساعًا ومجدًا! * حدرتَ بابل كحجر رحى كما إلى مياه نهر الفرات فلم تعد تُوجد، صارت جبلًا محرقًا، لا يصلح منه حجرٌ لزاويةٍ ولا لأساسٍ. أما أنت فصرت لي حجر الزاوية وحجر الأساس، تحملني بحبك فتجعل مني حجرًا حيًا متكئًا عليك! * استمع يا رب إلى شكواي، حطم بابل الداخلية، اقتلها، فقد قَتَلتْ أعماقي وحَطَمت حياتي! ولتقم أورشليمك فيَّ أيها الحياة! تمم وعودك الإلهية فيَّ أيها الأمين! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|