|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يكمل العلامة أوريجينوس عظته معلقًا على العبارات التالية في نفس الأصحاح هكذا: ["قد وجُدتِ وأُمسكتِ لأنك قد خاصمتِ الرب (قاومتي الرب)" ليست بابل هي الوحيدة التي قاومت الرب، بل جميع الأمم والشعوب الذين تركوا الخالق وعبدوا الأوثان قاوموا أيضًا الرب. أليست هذه العبادة هي أسلوب رمزي يُقصد به أن كل نفس تخاصم أورشليم "رؤية السلام" تكون مثل بابل؟ لأن الأبرار كانوا في أورشليم، والخطاة كانوا في بابل، لذلك حينما أخطأ سكان أورشليم تم سبيهم إلى بابل مع الخطاة. "فتح الرب خزانته وأخرج آلات زجره... لكي أفهم معنى "فتح الرب خزانته وأخرج آلات رجزه (غضبه)" أبحث عن معنى آلات غضب الله في أجزاء أخرى من الكتاب المقدس. لقد وجدت بالفعل فقرة مناسبة جدًا تتلائم مع هذا الموضوع في كلمات بولس الرسول الذي يقول: "فماذا إن كان الله وهو يريد أن يُظهر غضبه ويُبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك، ولكي يُبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضًا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضًا" (رو 9: 22-24). يقسم بولس الرسول جميع البشر إلى مجموعتين، قائلًا إن بعضهم يمثل آنية رحمة والبعض الآخر يمثل آنية غضب؛ لقد أطلق مثلًا على فرعون وعلى المصريين أنهم آنية غضب، بينما أطلق على نفسه هو وجميع الذين آمنوا سواء من اليهود أو من الأمم آنية رحمة. إذًا توجد في خزائن الرب آنية (آلات) غضب، فما هي إذًا تلك الخزائن التي يوجد فيها آنية غضب الله؟ هل لا يوجد في خزائنه سوى آنية غضب؟ خزائن الرب من وجهة نظري تتمثل في الكنائس، كثيرا ما يختبئ فيها أناسًا يمثلون آنية غضب، يأتي وقت حين يفتح الرب خزائنه التي هي الكنائس. الكنائس الآن مغلقة، وآنية الغضب موجودة وسط آنية الرحمة، والقمح موجود مع التبن (مت 3: 12)، والسمك الجيد مع السمك الرديء في نفس الشبكة (مت 13: 47). عندما يفتح الرب كنيسته في يوم الدينونة ويُخرج آلات غضبه؛ فإن كل واحدٍ من الذين يمثلون آنية الرحمة يقول عن آنية الغضب التي أخرجت خارجًا: "منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا، لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا" (1 يو 2: 19)]. العلامة أوريجينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|