منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 11 - 2023, 11:13 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,885

مَثلُ الوَزَنات | أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين






"فقالَ له سَيِّدُه: ((أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين!
كُنتَ أَميناً على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ.




تشير عبارة "أَحسَنتَ" في الأصل اليوناني Εὖ (معناها حسنا فعلت) إلى عمل الخَادِم المجتهد الذي أثبت أن ما قدَّمه من عمل يساوي طاقته؛ أن صاحب الأمثال يمدح المرء الفاضل المجتهد السَّاهر على بيته "المَرأَةُ المُتَّقِيةُ لِلرَّب هي الَّتي تُمدَح. أُعْطوها مِن ثَمَرِ يَدَيها ولتمدَحْها في الأَبْوابِ أَعْمالُها" (أمثال 30: 29-30). وهذا المديح من فم الله أفضل من أعظم مديح النَّاس وأشرف منه. أمَّا عبارة "الصَّالِحُ" فتشير إلى الخَادِم الذي أثبت أمانته للسَّيِّد الذي حَسَب ما استأمنه عليه من عمل شخصي فوجد أمينًا فيه؛ إنه الصَّالِح المستقيم الذي يقوم بواجباته. أمَّا عبارة " الأَمين " فتشير إلى حفظ ممتلكات النَّاس إلى حين استردادها، والأمانة كانت أكثر اعتبارًا من سائر الصفات عند ذلك السَّيد وكذلك عند الله، والدَّليل على ذلك لم يقل الصَّالِح المجتهد ولا الصَّالِح المفلح بل الصَّالِح الأمين. فالخَادِم الأمين هو الخَادِم الصادق والوفي لحماية مصالح أموال سَيِّده الذي قدَّم خَمْس وَزَنات أخرى مقابل خَمْس وَزَنات استلمها. وهو يُمثِّل تلاميذ المسيح الأمناء اللذين اتخذوا الإنجيل نورًا لذواتهم ودستورًا لحياتهم ليبقوا أمناء لمعلمهم الإلهي ويُبشِّروا الآخرين به ليجذبوهم إلى المسيح. أمَّا عبارة "كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير " فتشير إلى الشَّخص الذي كان أمينا على هذه الأرض، فنال جَزءًا كبيرًا عليها، وفي الآخرة يستحق جزاء نعيم المَلَكُوت، كما صرّح المسيح " إِنَّه يُقيمُه على جميعِ أَموالِه"(متى 24: 47)؛ لا يشير المثل إلى السيد الذي يستحوذ على الربح، بل السيد الذي يفرح بسلوك الخادم ويَعده بخيرات أعظم بكثير "أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ". أمَّا عبارة "القَليل" فتشير إلى كل العطايا والمواهب التي تُعطى للإنسان المؤمن للمتاجرة بها على الأرض، فهي قليلة مهما كانت كمِّيتها وقوَّتها وقدرتها وعظمتها مقارنة لعطايا الله في السَّماء التي لا يُمكن وصفها أو إدراكها. أمَّا عبارة "الكَثير" فتشير إلى أعمال الرُّوح والحِكمة والفرح والمجد إلى ما لا نهاية؛ ومن هذا المنطلق، يكون ثواب الإنسان مكافأة على أمانته وجهده واجتهاده الذي أدَّاه خلال مسئوليته، ليس لراحته بل لاتساع دائرة عمله، كذلك يكافئ الله عبيده الأمناء " فيُجازي كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ أَعمالِه، إِمَّا بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ لِلَّذينَ بِثَباتِهم على العَمَلِ الصَّالِح يَسعَونَ إلى المَجدِ والكَرامةِ والمَنعَةِ مِنَ الفَساد"(رومة 2: 6-7). فسعادة السَّماء لا تقوم بمجرد الرَّاحة بل بسمو الخِدمة. ولا يدخل فيها الكثرة أو القلة في المواهب، فصاحب الخَمْس وَزَنات نال من المديح والمكافأة ما ناله صاحب الوزنتين تمامًا. أمَّا عبارة " أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" فتشير إلى نعيم المَلَكُوت الذي هو الفرح والمجد التي تكلم عنهما يوحنا الإنجيلي " لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا"(يوحنا 15: 11)، " أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد " (يوحنا 17: 24). ويعلق القديس أوغسطينوس " ليس النعيمُ الكاملُ يدخلُ قلوبَ أهلِ النعيم، بل أهلُ النعيم بأكملهم يدخلون نعيمَ الله" (CCL 39، 1351). هذا النَّعيم وفرح الوليمة المسيحانيّة والدَّخول إلى العرس الأبدي هو المكافأة، ويُعلق الأب يوحنا من كرونستادت "الخِدمة الأرضيّة هي مَحك وخدمة بدائية للخدمة السَّماويّة". لا ريب، أنَّ هذا الثَّواب أعظم مما يستحقه أحد من النَّاس أو يرجوه أو يتصوره، كما وَرَدَ في الكِتاب: "ما لم تَرَهُ عَيْنٌ ولا سَمِعَت بِه أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر، ذلكً ما أَعدَّه اللهُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَه" (1 قورنتس 2: 9). نحن هنا في القلب النابض للإنجيل كله، إذ نحن مرشحون للدخول إلى نعيم الله في ملكوت.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دخول نعيم سَيِّده: " أَحسَنتَ أَيُّها الخَادِمُ الصَّالِحُ الأَمين
مَثلُ الوَزَنات | ذلكَ الخادِمُ الَّذي لا خَيرَ فيه
مَثلُ الوَزَنات | أَيُّها الخَادِم الشِّرِّير الكَسْلانُ
أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ
مَثلُ الوَزَنات | فَدَنا الَّذي أَخَذَ الوَزَنات الخَمْس


الساعة الآن 12:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024