إن أول ما نلاحظ في تاريخ حياة إبراهيم هو الصفة التي تتميَّز بها دعوته، ونحن إذ نرجع إلى خطاب استفانوس المدوَّن في أعمال 7 نقرأ القول: «ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين» هذا أول ما تتميَّز به هذه الدعوة: أنها دعوة إلهية من الله إله المجد. في هذا العالم، في كل مدنيته، لا يوجد شيء يُكلّمنا عن الله. كل ما فيه يُظْهِر ويعظِّم الإنسان ويُمجِّده، أما القول: «إله المجد» فإنه يأخذ بأفكارنا إلى مشهد آخر، حيث لا يوجد شيء من الإنسان على الإطلاق، بل نرى كل ما يُظهر الله، الذي في نعمته العجيبة ظهر لإنسانٍ كان يعيش في عالمٍ متجنِّب عن الله، غارق في الوثنية. هذا هو الله – إله المجد - الذي ظهر لإبراهيم، الأمر الذي يُعطي أهمية بالغة لهذه الدعوة، بل ويُعطي للإيمان سلطانه وقوته لتلبية هذه الدعوة الإلهية.