|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كونوا أنتم أيضًا متّسعين" ]13[. كما يفتح الأب قلبه لأبنائه يليق بالأبناء أن يفتحوا له قلوبهم فيختبروا عذوبة الحب المتبادل. فتح قلوبهم يفتح بصيرتهم لإدراك اتساع قلب أبيهم. وكأن الرسول يتوسل إليهم: "حبوني كما أني أحبكم، فتختبرون حبي الذي لم تدركوه بعد." v لقد رأيتم إنسانًا جاب الأرض كلها، لأن طموحه وهدفه هما أن يقود كل إنسانٍ إلى اللَّه. وقد حقق هذا الطموح بكل ما ادخره من قوة، وكأن العالم كله قد صاروا أبناءه، لهذا كان على عجلة من أمره. كان دائم التجوال، كان دائم الحماس لدعوة كل البشرية لملكوت السماوات، مقدمًا الرعاية والنصح والوعود والصلاة والمعونة وانتهار الشياطين، طاردًا الأرواح المصرة على التحطيم. استخدم إمكانياته الشخصية ومظهره والرسائل والوعظ والأعمال والتلاميذ وإقامة الساقطين بجهده الشخصي. فكان يسند المجاهدين ليثبتوا في جهادهم، ويقيم كل من طُرح ساقطًا على الأرض. كان يرشد التائبين، ويعزي المتألمين، ويحذر المعتدين، ويراقب بشدة المقاومين والمعارضين. شارك القائد والطبيب الشافي في الصراع، فمدّ يد المعونة ليهاجم أو يدافع أو يرشد حسب الحاجة في ساحة العمل، فكان كل شيءٍ للمنشغلين بالصراع... في عظمته كان أكثر توهجًا وغيرة من أية شعلة نارٍ. ومن جهة إكليل كل الفضائل فقد فاق في المحبة (كل الفضائل). وكما ينصهر الحديد في النار فيصير الكل نارًا ملتهبة، هكذا انصهر بولس في المحبة، حتى صار هو نفسه محبة متجسدة. صار كأنه أب عام للعالم كله. نافست محبته محبة الآباء بالجسد، أو بالأحرى فاقهم جميعًا في المحبة الجسدية والروحية، وفي الاهتمام والرعاية باذلاً كل ماله وكلماته وجسده وروحه، بل وكل كيانه من أجل الذين يحبهم. القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( مت 24: 44 ) كونوا أنتم أيضًا مستعدين |
فقط كونوا معي ولا تخافوا أنتم موضع اهتمامي |
كونوا أنتم الصّـباح في حَيـاة من حولكم |
كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً |
كونوا أنتم أيضا قديسين |