منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 11 - 2023, 08:57 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

مزمور 119 | بين تأديبات الله وظلم المتكبرين




بين تأديبات الله وظلم المتكبرين

تسبح نفوسنا صلاح الله الذي يجدد طبيعتنا بعمل نعمته مستخدمًا اللطف كما الحزم، الحنو كما التأديب. فإن معاملاته معنا غير معاملات الناس، خاصة معاملات المتكبرين معنا. الرب يؤدب خلال أبوته الحانية أما المتكبرون فيبثون روح الظلم.
"كثر على ظلم المتكبرين،
وأنا بكل قلبي أبحث عن وصاياك" [69].
إن كان ظلم المتكبرين قد انهال على المرتل حتى صار ككومة عظيمة، لكن هذا كله لم يفقده البحث عن وصايا الله بكل قلبه، علة هذا خبرته بعذوبة الوصية.
* يقول: على أي الأحوال إذ يتزايد الظلم لا تبرد فيَّ المحبة (مت12:24).
كأنه يقول: الذي فيه عذوبة الله يتعلم برّ الله. فبالنسبة لوصايا ذاك الذي يعيننا بقدر ما تكون عذبة يحب الله ويطلبها، لكي يتممها عندما يتعرف عليها، ويتعلمها بممارسته إياها، فإنها تُفهم بأكثر كمالٍ عندما تُمارس.
القديس أغسطينوس
* كلما اصطف إنسان بار إلى جانب الله امتلأ فيه سلام الرب، وفي نفس الوقت يكثر ضده المتكبرون كمصارعين أقوياء؛ هؤلاء يبتغون له الشر، سواء كان هؤلاء بشرًا أو قوات شريرة. على أي الأحوال، عندما يحدث هذا لا يمتنع البار عن حفظ وصايا الله بكل قلبه حتى يمكنه أن يفهمها ويتممها. يتحول قلب هؤلاء المتكبرين من اللطف والحنان إلى القساوة. وكما يقول المرتل: "تجبن مثل اللبن قلبهم، وأنا لهجت بناموسك" [70]. قبل الكبرياء كان قلبهم لينًا ووديعًا وصالحًا حتى يمكن مقارنته باللبن الذي يغذّى. لكنهم إذ لبسوا الكبرياء تصلب قلبهم وتقسى، وتحول اللبن إلى "جبن" (في صدرهم). وكما يقول المرتل: "قلبهم السمين قد أغلقوا، بأفواههم قد تكلموا بالكبرياء" مز 10:17. ويقول إشعياء النبي: "غلظ قلب هذا الشعب" إش 10:6.
ربما أراد هذا النص القول بإننا كما نستخدم ثدييْ الأرض كأكثر الأعضاء خصوبة وجمالًا هكذا قلب الحكماء مثل ثديين مملوئين لبنًا يغذى من يرغب فيه. "اللبن العقلي العديم الغش" 1بط 2:2. لكن إذا ما تحول هذا الإنسان إلى الشر يتجبن فيهم ما كان لهم من لبن جيد، لذلك يقول المرتل: "تجبن مثل اللبن قلبهم" [70]. وإذ يحدث هذا لدى المتكبرين يقول البار: "كثر على ظلم المتكبرين، وأنا بكل قلبي أبحث عن وصاياك... وأنا لهجت بناموسك".
العلامة أوريجينوس
* الذين يظهرون الكبرياء يدبرون ضدي كل أنواع المكائد، ومع هذا لم أنجذب إلى الفساد والطغيان معهم، لأنني اتبعت وصاياك.
الأب ثيؤدوريت
* كثير من الماكرين الذين سخطوا على وصاياك، والذين يستخدمون كلمات كثيرة ليحطموا وصاياك (في حياة مؤمنيك)، هؤلاء اتعبونى بسبب ظلمهم، مستخدمين كلمات مخادعة، قادرة أن تبعد غير الثابتين في الرب عن وصاياك، لكنني في غيرتي واشتياقي نحو هذه الوصايا بكل قلبي حفظتها. لهذا فإنني إذ تأملت خلال هذه التجربة القاسية جمال وصاياك أدنت جميع الذين يريدون إبادة هذه الوصايا.
القديس ديديموس الضرير
* يقول لقد بلغت عجرفتهم وكبرياؤهم إلى الحد الذي فيه غلظ قلبهم وتجبن بسبب طابعهم المادي.
البابا أثناسيوس الرسولي
* بعدما سقاهم معلموهم "اللبن العقلي العديم الغش" 1 بط 2:2، لم يستطيعوا أن يهضموه، بل تراكم وتخثر وتجبّن فيهم... أما أنا فأتلذذ بشريعتك. أُظهر كل غيرتى حتى أفهمها، لأن حكمتها ليس فقط تبدد الضباب، وإنما تحطم أيضًا غلاظة الطبيعة المادية.
القديس ديديموس الضرير
إن كان الأشرار المتكبرون يبذلون كل الجهد ليحطموا ارتباطي بالوصية، مستخدمين كل خداعٍ وظلمٍ، لكنهم يفقدون اللبن العديم الغش ليتجبّن في صدورهم ويفسد، أما بالنسبة لي فتصرفاتهم تدخل بي إلى المذلة والآنسحاق فأتعلم بالأكثر فرائض الله.
"خير لي إني تذللت لكي أتعلم فرائضك" [71].
ربما كان الأشرار يستهزئون به قائلين إنهم يعيشون في رفاهية، ينجحون في كل طرقهم، أما هو فحياته كلها متاعب وضيقات، مع ذلك كان يحبهم، عالمًا بأن طريق الضيق يدخل به إلى المعرفة الإلهية.
* إذ يتقبل التجارب القاسية والصعوبات التي اعتاد أن يطلق عليها "تذللًا" يقول هذه الكلمات (خير لي إني تذللت) التي تعني: "لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح (أنظر 2 كو 10:12)، حتى انني إذ احتمل هذه الآلام أتأهل لتعلم فرائضك. فإنه لن يستطيع أحد أن يعرف فرائضك ما لم يتذلل، محتملًا آلامًا عديدة.
العلامة أوريجينوس
* هذه الضيقات نافعة للقديسين حتى يمارسوا الاعتدال والاتضاع، فلا ينتفخون بصنعهم المعجزات والآيات الصالحة، لهذا يسمح الله بها لتحقيق هذا الهدف. إننا نسمع داود النبي وبولس يقولأن نفس الشيء. الأول يقول: "خير لي أن أكون في تعبٍ لكي أتعلم فرائضك" [71]، والأخير يقول: "اختطفت إلى السماء الثالثة"، وذهبت إلى الفردوس... "لئلا أفتخر من فرط الإعلأنات أُعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني" (2كو 2:12، 4، 7).
القديس يوحنا ذهبي الفم
* إن كان التأديب للعظماء والصالحين عظيمًا (صالحًا)، كم بالأحرى يكون بالنسبة لنا؟!
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إذا ما انتاتبنا الضيقات، فلنشكر، فهذا يقربنا لله كما لو كان مدينًا لنا. لكن حينما نشكر ونحن في ترف نكون نحن المدينين ومطالبين بإيفاء الدين... حينما نال حزقيا بركات وتحرر من النكبات ارتفع قلبه عاليًا، وحينما ألمّ به المرض تذلل واتضع فصار قريبًا من الله.
القديس يوحنا الذهبي الفم
يختتم المرتل حديثه عن التأديب بتقديره العظيم للشريعة الإلهية أو الوصية التي نتعلمها خلال دخولنا في الضيق والألم، يدعوها "ناموس فمه"، لأن عذوبة الوصية مصدرها أنها حديث شخصي بين الله والمؤمن، يتحدث معه كما لو كان فمًا لفمٍ. يقول المرتل:
"ناموس فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" [72].
يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم: هل كان القديس بطرس فقيرًا حينما لم يكن له ذهب ولا فضة ليعطي المقعد؟
* هذا يعنى خير لي الناموس الصادر عن فمك؛ الذي هو المسيح. إني أستهين بالقطع الذهبية والفضية المتألقة لكي أتلذذ بناموس فمك وأتنعم به.
يمكننا القول بأن "ناموس الفم" هو ترتيب الكلمات الصادرة عن فم الله: الكلمات الأولى قيلت للمبتدئين، بينما الكلمات التالية قيلت لمن تسلم الأولى حتى يبلغوا الكمال.
العلامة أوريجينوس
* يقول النبي أنه بالنسبة له خير له شريعة فم الله أكثر من كل شهوات العالم، مشيرًا إلى الشهوات بالقطع الذهبية والفضية المتألقة.
القديس أغسطينوس
* بالتفسير الرمزي، الفضة تمثل العقل، والذهب يشير إلى الروح، فمع وجود آلاف من القطع الذهبية والفضية التي يستخدمها المجادلون بحكمة العالم في مدارس الفلسفة، إلا أن الذي يعيش الحكمة الإلهية والحق الإلهي يقول: "ناموس فم الرب خير لي". حقًا إن الناموس الصادر عن فم الله هو وحده الذي يمكنه أن يقدم المكسب الحقيقي للذين يتمسكون به.
القديس ديديموس الضرير
ألوف الذهب أو الفضة قد تضيع أو تسرق أو تمثل خطرًا على حياة صاحبها أما ناموس فم الرب فيقدم غِنى ثابتًا إلى الأبد، لا يستطيع أحد أن ينتزعه منا.
بين مضايقات الأشرار وتأديبات الله
قلنا أن الأشرار يلقون بحبالهم على أولاد الله لكي يمنعوا عنهم كل منفذ للخلاص، لكن الله في اهتمامه بأولاده يحول هذه المتاعب إلى بركة لنموهم، يحولها إلى تأديبات إلهية لبنيانهم.
1. ملخص حياة المؤمن كلها هي "خيرًا صنعت مع عبدك" [65]؛ هذا هو حكم القلب النقي الذي يعبّر عن شكره لله في كل الأحوال، واثقًا "أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" رو 28:8.
2. يستخدم الله التأديبات لينزع عنا الكسل ويحثنا على حفظ الوصية [67]، وقد طلب المرتل مع ثقته في صدق أحكام الله أن يعلن الله عن صلاحه كمؤدبٍ وأن يقدم له معرفة وسط الضيقات [66].
3. خلال المعرفة الصادقة الإلهية لا نتذمر بسبب الضيقات بل نشكر الله على رعايته، واثقين في حكمته، قائلين له: "حلو أنت يا رب!" [68].
4. لا تخف من مضايقات المتكبرين، فقد قيل: "كل آلة صُورت ضدكِ لا تنجح، وكل لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمين عليه" إش 17:54.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | بين تأديبات الله وظلم المتكبرين
مزمور 119 | كثر على ظلم المتكبرين
مزمور 119 | أحكام الله ضد المتكبرين
مزمور 106 | تأديبات الرب ورحمته
مزمور 90 | تأديبات الله لأجل خطايانا


الساعة الآن 03:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024