|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالوصية نسلك طريق العرس إذ نراه بالإيمان خلال نقاوة القلب لا نفكر إلا في طريقه الملوكي، فنرد أقدامنا إلى طريق شهاداته، حتى نسرع إليه بلا تراخٍ، ونجعل من شهاداته قانون سيرنا وسلوكنا الذي لا ننحرف عنه. "تفكرت في طرقك، رددت قدمي إلى شهاداتك" [59]. يرى البعض أن التشبيه هنا في عبارة "تفكرت في طرقك" مأخوذ عن التطريز حيث يهتم الشخص بالثوب بدقة شديدة من كل جوانبه، فتسير الأبرة في خط مرسوم لها دون انحراف عنه. * أعني إنني دائمًا أفتكر في أعمالك، وأرتب سيرتي حسب وصاياك بكونها حق وجيدة للذين يفكرون فيها. أنثيموس أسقف أورشليم * "تفكرت في طرقي"، هذا هو ما يريد أن يقوله: إنني لم أنطق قط بتهورٍ أو طياشةٍ أو بغير أن أفتكر إن كان يليق أن أتكلم أم أصمت. لم أسلك بطياشةٍ أو بدون تروٍ مفكرًا ما إذا كان سلوكي مناسبًا. تتكون طرقنا من أفكارٍ وأعمالٍ، وكأنه يود أن يقول: لقد فعلت كل شيء بتحفظٍ، لهذا وأنا أسلك "رددت قدمي إلى شهاداتك"، حتى لا أسلك خارج شهاداتك، بل تكون كل أرادتي ملتصقة بوصاياك. العلامة أوريجينوس * رددتهما عن طرقي الذاتية التي تسرني، حتى تتبعا شهاداتك، وهناك تجدا لهما سبيلًا... هذا بالحري يُنسب إلى نعمة الله، ككلمات الرسول: "الله هو العامل فينا" (في13:2). القديس أغسطينوس إذ كاد الابن يموت جوعًا ولم يقدر أن يملأ بطنه من خرنوب الخنازير رجع إلى نفسه (لو17:15) ليدرك غنى أبيه وحبه. فإن المرتل هنا وقد التهب قلبه بالرب نصيبه بدأ يفكر في طرقه [59] لكي يقوم ويذهب إلى بيت عريسه السماوي، بسلوكه في شهادات الرب بلا انحراف. عجيب هو داود النبي الذي لا يتردد عن أن يراجع نفسه بين الحين والآخر، ليرد قدميه إلى شهادات الرب، فإنه مادام في الجسد يحيا هذه الأرض يتعرض إلى الآنحراف ولو قليلًا. حقًا امتاز داود النبي بالقلب اليقظ والمتضع، الذي لا يتوقف عن تصحيح موقفه من يومٍ إلى آخر. فالخلاص هو طريق التوبة المستمرة والرجوع إلى النفس تحت قيادة الروح، والتجديد اليومي فتُرد القدمان إلى شهادات الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | بالوصية تتهيأ للعُرس |
مزمور 119 | بالوصية نعاين عريسنا السماوي |
مزمور 119 | بالوصية نتحرر |
عريسنا السمائي ينتظرنا هناك بوليمة أعدها |
لنحيا مع عريسنا ونضع عريسنا فوق هذا العالم برُمته |