رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليست كل صلاة مقبولة أمام الله . فهناك صلوات رفضها ، مثل صلوات المرائين ، وصلوات قساة القلوب الذين قال لهم " حين تبسطون أيديكم ، أستر عيني عنكم ، وإن أكثرتم الصلاة ، لا أسمع . أيديكم ملآنة دماً " ( أش 1: 15 ) فما هي صفات الصلاة المقبولة إذن ؟ بحيث كل كلمة تقولها في الصلاة ، تكون فاهما لمعناها ، كل كلمة تقولها لها عمقها عندك . كل كلمة في صلاتك ، يشترك فيها اللسان مع العقل ، والقلب ، والمشاعر ، والجسد . يشترك فيها الإنسان كله . كما نقول في بعض صلواتنا " قلبي ولساني ، يسبحان القدوس " . فالصلاة ليست مجرد كلام . بل لسانك يتحدث ،وعقلك مركز في الكلام ومعانيه ، وتشترك بمشاعرك وكل قلبك ، وروحك تقود العملية كلها ... جسدك يشترك بالركوع ، بالسجود ، بالخشوع ، برفع اليدين ، ورفع النظر إلي فوق . وجمع الحواس ، فلا يتشتت السمع والبصر هنا وهناك ، ولاتتشتت الحركات ، بل يكون الإنسان ثابتاً ، باحترام شديد في صلاته يعرف أمام من هو واقف . إن الشاروبيم والسارافيم وهم يقفون أمام الله ، بجناحين يغطون وجوههم ، وبجناحين يغطون أرجلهم ، من هيبة الله الذي يقفون أمامه ... فكم بالأولي نحن ... إن الأب الكاهن في صلاة الصلح في القداس ، يمسك لفافة أمام وجهه ، رمزاً لهيبة الله الذي هو يقف أمام عظمته . فلا يصح أن تتكلم مع الله ، وأفكارك شاردة في موضوعات أخري . بل حاول أن تجمع أفكارك وتركزها في الصلاة . ويحسن أن تمهد لذلك بقراءة روحية أو بترتيلة أو تأمل . ولا تقف للصلاة وعقلك مشغول بشتي الموضوعات . البعض يغمض عينيه أثناء الصلاة ، حتى لا ينشغل بصره بأمور تجلب له أفكاراً . المصلي الحقيقي لا يحس بكل ما حواليه . هو مع الله فقط ، وحده ... كما أن الإنسان إذا صلي بفهم ، سيصلي حتما بتركيز وعمق . كما يقول داود " من الأعماق صرخت إليك يارب " ( مز130 : 1 ) . من عمق قلبي ، من عمق مشاعري ، من عمق احتياجي ، من عمق مشاكلي وسقطاتي أريد أن أرتفع إليك . لأن الإنسان يسكب نفسه أمام الله ، انظروا إلي حنة التي صارت اماً لصموئيل النبي ، يقول الكتاب عنها إنها " صلت إلي الرب ، وبكت بكاءً ، ونذرت نذراً " وإنها كانت تتكلم في قلبها ، وشفتاها فقط تتحركان ، وصوتها لا يسمع حتى أن عالي الكاهن ظنها سكري " ( 1صم 1: 10-13 ) . بكل عواطفها كانت تصلي ، بكل حرارة ، بنفس منسكبة أمام الله ... وما أجمل ما قيل عن إيليا النبي أيضا إنه " صلي صلاة " (يع 5 : 17 ) . ماذا تعني عبارة " صلي صلاة " ؟ .. تعني أنها ليست أي كلام . بل صلاة لها عمقها ولها حرارتها ... يصلي صلاة ، أي يصلي بالمعني العميق لهذه الكلمة فقد يقف كاهن أمام المذبح ، وتشعر في أعماقك أنه يصلي . بينما يقول كاهن آخر نفس القطعة من القداس ، فتلحظ أنه يتلو كلاماً ولا يصلي . وقد تسمع لحناً واحداً من إثنين من المرتلين ، فتحس أن أحدهما يصلي ، أما الآخر فيقدم نغمات وألحاناً بلا روح ، بلا صلاة ... هناك إنسان يزعم انه يصلي ، ولايصل إلي السموات من صلاته شئ . بينما آخر يصلي ، فإذا واحد من الأربعة والعشرين كاهناً الذين تحدث عنهم سفر الرؤيا ، يأتي ومعه مجمرته الذهبية ، فيحمل فيها هذه الصلاة لتصعد كرائحة بخور أمام الله .. إنه صلي صلاة . بعض الملائكة في السماء يشتمون رائحة بخور زكية ، فيبحثون عن سببها ، ويكون أن ( فلاناً ) قد وقف يصلي ... الصلاة بحرارة ، قد تظهر في ألفاظ الصلاة أو في قوتها ، أو في لهجتها ، وقد تظهر في دموع تصاحب الصلاة . أما عبارة أن الإنسان يسكب نفسه في الصلاة ، فلست أجد ألفاظاً في اللغة يمكن أن تعبر عنها ... أتركها لكم لتفهموها بأنفسكم . ولكن علي الأقل أقول إن الإنسان يعصر نفسه عصراً ، ويسكبها أمام الله ... فمثلاً إن صليت الصلاة الربية ، ووصلت إلي عبارة ليأت ملكوتك ، يمكن أن تدخل إلي عمق مفهوم هذا الملكوت ، كأن يملك الله علي قلوب الناس وأفكارهم ، وعلي أهدافهم ووسائلهم ...أوأن تتأمل ملكوت الله علي الأمم والشعوب والممالك إلى لاتعرفه .. أو تسرح في الملكوت الأبدي في أورشليم السمائية .. وهكذا تجد نفسك – في تأملاتك – وأنت داخل في عمق أعماق هذا الملكوت . هناك صفات أخري كثيرة للصلاة المقبولة ، كأن تكون صلاة بحب كما سبق أن قلنا ، وكذلك صلاة بخشوع ، وصلاة بإيمان يؤمن المصلي أن الله سيستجيب صلاته ، أو علي الأقل يؤمن أن الله سيعمل ما فيه الخير له ...1 - ينبغي أولاً أن نصلي بفهم :2 – وأيضا يشترك جسدك وتشترك حواسك في الصلاة :3 – وهكذا ينبغي أن تكون الصلاة أيضا بفكر مجتمع ، غير مشتت : 4 – مثل هذه الصلاة لابد أنها تكون بحرارة :5 – تصلي أيضا بتأمل ... 6 – صفات أخري كثيرة : |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصلاه سحر |
الصلاه |
قوة الصلاه |
الصلاه المقبوله |
ما هي الصلاه |