منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 12 - 2012, 11:17 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

إلتجيء إلى الله الذي قال









" بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً "
( يو 5:15)


لقد خلق الله الإنسان وكوّنه، بحيث أنَّه لا يستطيع أن يعيش بدونه، ولا يمكن أن تكفيه الممتلكات المادية وحدها، فلابد أن يكون له علاقة روحية مع الله.
فالسباحة في الفضاء، والهبوط على سطح القمر، والغوص في أعماق المحيطات.. هى وسائل ترفيهية مهما كان فيه من نشوة وإثارة، إلاَّ أنَّها لا يمكن أن تُشبع جوع الإنسان الداخليّ.. والحصول علي مركز مرموق، والسكن في فيلا فاخرة، ومشاهدة البرامج المسلية علي شاشات التلفزيون.. كل هذه ليست الحل لمشاكلنا، فلابد للإنسان من الله.
قال بوذا في نهاية حياته: " لا أزال أبحث عن الحقيقة "، ويمكن أن يُردد هذه العبارة عينها آلاف البشر، من الفلاسفة والعلماء والأغنياء، ولا يستطيع أحد أن يُجيب مثل السيد المسيح الذي قال: " أَنَا هُوَ َالْحَقُّ " ( يو6:14).
وقال هندوسي عريق في بلاد الهند، وهو يضع يده علي قلبه: إنّي أحتاج إلي شيء، نعم أحتاج إلي شيء هنا "، وهذه صيحة جميع الناس في كل الأوقات، أمَّا هذا الشيء فهو الله، فالحياة بدون الله تعيسة وفارغة ولا معني لها، بدون الله لا حياة ولا أمل في حياة، ولا نمو أو إخضرار.. إنَّما يعُم القحط قلوبنا.
عندما إنتشر الفساد في الغرب، وسادت الخطية، وسيطرت اللذة, وتملّكت الرفاهية.. وسيطرت علي الكثيرين، قال بعض المستهترين الملحدين: " لقد مات الله في القرن التاسع عشر "!! ولكن بعد أن اكتشفوا حقيقة الخطية المرَّة، وما يجنيه الإنسان منها عادوا فقالوا: " والإنسان قد مات في القرن العشرين "، فأعلنوا بذلك أنَّه لا حياة للإنسان بدون الله.
أمَّا الله فهو أب حنون " يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ " (1تي4:2)، وهو لا يسر بموت الشرير بل برجوعه عن طرقه فيحيا ( حز23:18)، والسبب في هذا: إننا جبلة يديه التي علي صورته ومثاله قد خلقها.
فالمرأة الخاطئة، والسامرية، ومتي الرسول، وزكا العشار، وموسي الأسود، وأغسطينوس، وبيلاجية.. وغيرهم كثيرين وكثيرات، قد جاءوا إليه خطاة، ملوثين بالإثم.. لكنهم في الحالقد نالوا منه نعمة الغفران، ومنحهم السلام..
إنَّ الله قادر أن يُخلّصك من سلطان الخطية، ويُحررك من عبوديتها، لأنَّه قادر وسبق أن خلّص كثيرين، ممن كانوا يعيشون في ظلام الشر والفساد.. وهو لا يزال إلي اليوم يحطم قيود الكثيرين، ممن تألموا تحت نير عبودية الخطية القاسية، بشرط أن تلتجيء إليه، ويكون لديك دافع أن تتخلّص من خطاياك.
يقول القديس أغسطينوس
" إنِّ الله الذي خلقك بدونك، لا يخلصك بدونك ".
أيّ أنّ الله علي الرغم من أنه قد خلقك بغير إرادتك.. إلاَّ أنَّ خلاصك لابد أن يكون بكامل إرادتك وبملء حريتك.
والله يستطيع أن يُخلّص في الحال لأنَّ قدرته فائقة!! فهو يستطيع بمجرد لمسة، أو كلمة.. فيده ممتدة في كل حين، لتلمس كل قلب يعيش في الدنس، لتطهره وتُعطيه خلاصاً فينال الحرية ويعيش في سلام..
كل هذا يحتاج إلي شيء واحد: " َادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي " ( مز15:50).. " ِاسْأَلُوا تُعْطَوْا، اطْلُبُوا تَجِدُوا، اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ " (مت7:7).
فكل خطية يمكن طرحها بسهولة، للذين عرفوا الرب يسوع.. وأيقنوا أنه ليس بأحد غيره الخلاص ( أع 12:4)، وأسلموا قلوبهم لعمل النعمة الإلهية..
فزكا العشار كان قبل أن يعرف الرب، رجلاً قاسياً وظالماً، ومحبّاً للمال.. ولكن بعد أن رآه وتلامس معه، رأي الخطية في صورتها القذرة وكم هي خاطئة جداً؟! ولأنّه كان صادقاً في إيمانه، استطاع بسهولة أن يطرح من قلبه صنمه الذهبيّ، وخطيته المحبوبة.. ولذلك قال: " هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ " ( لو 8:19).
أما أنت فإذا تركت الخطية فلا تتأسف عليها، ولا تحاول أن تعود إليها مرّة تانية، لئلا تكون أواخرك أشر من أوائلك..
وتذكّر امرأة لوط كيف أنَّها عندما خرجت من المدينة، ونظرت وراءها – إلى شهوات المدينة - صارت عمود ملح.
وفرعون لمَّا ندم علي إطلاقه بني إسرائيل، وذهب وراءهم لكي يرجعهم إلى العبودية، غرق هو وجيشه في البحر الأحمر، فمات ودُفنت معه قسوته.
ولهذا أوصي السيد المسيح المُخلع بعد أنَّ شفاه قائلاً: " هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أَيْضاً لِئلا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ " (يو14:5).

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عدل الله الذي يكافئ الإنسان الذي يرحم الآخرين بمراحم إلهية
لا تسيء إلى إنسانٍ، الذي هو صوره الله، بسبب الشر الذي فيه
الرب الذي هو مصدر النبوءة، والنبي الذي هو الناطق بلسان الله
إلتجيء إلى الله الذي قال " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً " ( يو 5:15)
إلتجيء إلى الله الذي قال " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً " ( يو 5:15)


الساعة الآن 12:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024