15 - 05 - 2012, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 381 ) | ||||
† Admin Woman †
|
555 - كل ما حولنا يدعو الى القلق . الحياة سلسلة ٌ متتابعة ٌ من حلقات قلق . تُشرق الشمس ويبدأ الانسان في القلق ، هل الشمس صحو ٌ أم مظلم ؟ هل تُمطر السماء أم تصفو ؟ هل تهب الريح أم تهدأ وتخبو ؟ هل سأتعب أم استريح ؟ هل سأحزن أم أفرح ؟ ماذا يخبأه ُ اليوم لي ؟ ماذا يختفي في الطريق عند المنعطف ؟ ما هي مفاجئات اليوم ؟ هل ينتظرني سلام ٌ أم حرب ؟ هل لدي ما يكفيني أم أعيش ُ احتياجا ً وعجزا ً ونقصا ً ؟ والانسان متشائم ٌ اكثر ُ منه متفائل ، قلق ٌ أكثر منه مطمئن . وينادينا الرب على لسان داود ويقول : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي .... انْتَظِرِ الرَّبَّ " ( مزمور 37 : 5 ، 7 ) . انت لا تعرف ماذا يخبأه ُ لك الطريق ؟ الطريق مجهول ٌ لك . كل ما تعرفه هو ما تراه ُ عيناك ، وعيناك نطاق رؤيتهما ضيق . هناك مناطق في الطريق لا يكشفها نظرك ، لا تراها ، لكن الرب يرى الماضي والحاضر والمستقبل ، يرى المكشوف والخفي . افق الله كبير ٌ ، واسع . هو يرى العالم كله كبقعة ٍ صغيرة ، وهو يقول لك : سلّم الطريق لي ، اتكل علي ، أنا اُجري . لا تنظر الى الشرير ، لا تغر منه ، لا تقارن نفسك به ، لا تخافه ُ ولا تخشاه " لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ..... تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ." هل تراه ُ يمتلك الكثير ؟ " اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. " هل تراه ُ يبغى ويتجبّر ويعتدي ؟ انتظر " لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ " اطرد القلق ، ابعد التشاؤم ، ثق بالرب ، اتكل عليه " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. " انتظر اشياء عظيمة رائعة قادمة ، ثق به ، لن يخذلك . انا لا استطيع ان ارى ما سيحدث لكنني ارى من يُحدث الاشياء . انا لا استطيع ان اتنبأ بالمستقبل ، لكنني اعرف من بيده المستقبل . كيف اشعر بالقلق . صوت العالم مليء بالمخاوف لكن صوته اعلى . اسكت امامه ، اسمعه ، اعرض امامه مخاوفك ، كل مخاوفك . ضعها في كفك ، يرفعها عنك ، يطويها في يده ، يُبعدها عن بصرك ، انظر الى شروق الشمس بتفاؤل ، بيقين ٍ ، بفرحة ٍ ، بأمل . لا تخف من الغيوم والامطار والزوابع والامواج الهادرة ، " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " . |
||||
15 - 05 - 2012, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 382 ) | ||||
† Admin Woman †
|
556 - وانت تقف وسط الحقل تعمل ، تعرق ، تكافح ، تكدح ، تتعب ، وتتصور انك وحدك لا احد معك يتعاون ، يساعد ، يعمل . ارفع قامتك ، اصلب عودك ، انظر بعين الايمان والرجاء ، ستجد انه هناك ، هو يملأ الافق ، يداه تتحركان ، تعملان . يده الله خشنة ، مجروحة من آثار العمل ، يداه تعمل معك . بولس وابولوس كانا عاملان مع الله ، في فلاحة الله ، بناء الله . لا تتصور نفسك تقوم وحدك بالعمل ، انت تعمل مع الله . لا تتفاخر بانك تحمل العبء والمسؤولية وحدك ، انت تعمل مع الله ، والله يستطيع ان يتمم العمل كله بدونك فهو كلّي القدرة ، لكن مشيئته ان يتمم العمل بك وبيدك ، هو يحتاج اليك . يحتاج الى قلبك لينبض بمحبته ولهفته على الخراف الضالة . يحتاج الى قدميك لتسعيان وتذهبان الى العالم اجمع . يحتاج الى يديك تحصدان وتقطفان الثمار التي نضجت على الشجر . يحتاج الى ان تعرق بجواره فيسيل عرقك يروي الارض العطشى . نظر المسيح الى الجموع وامعائها تتلوى داخلها جوعا ً حوله . تلفّت الى التلاميذ وارادهم ان يعطوهم طعاما ً ليأكلوا ، لم يكن لديهم الا خمس ارغفة خبز ٍ جافة وسمكتين . ارادهم ان يجعلوهم يجلسون على الارض فاجلسوهم . وقام بعمله ، شكر وبارك وكسّر ومد يديه بالطعام الكثير . وقاموا بعملهم ، وزعوا الطعام على الجياع المنتظرين للطعام . وحقق الرب معجزة اشباع الخمسة آلاف جائع بعمله ِ وعملهم . امام القبر وقف وقد التف اهل بيت عنيا حول قبر لعازر . داخل القبر جسدٌ انتن وعمل به الفساد ما يعمله بالاجساد المائتة . اراد ان يكون لهم دور ٌ في المعجزة فامرهم ان يدحرجوا الحجر ، ودحرجوا الحجر وصلى وصرخ بقوة ٍ : " ً لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا " وخرج لعازر حيا ً، وكلفهم مرة أخرى ان يحلّوه ويدعوه يذهب . عملوا معه ُ وشاركوا في المعجزة ، ارادهم ان يعملوا معه . اراد الله وقصد ان يتمم الفداء ويحقق الخلاص ويرفع حكم الموت ، وجاء في المسيح انسانا ً ، حمل على كتفيه حكم الموت واعتلى الصليب ، وبنى جسرا ً بين الارض والسماء ، وفتح الطريق الى الحياة الابدية . قال : " قَدْ أُكْمِلَ " تم العمل ، لكنه ليخلّص الانسان ، يريدك ان تعمل معه . اذهب الى العالم اجمع واكرز بالانجيل للخليقة كلها ليتحقق قصد الله .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 383 ) | ||||
† Admin Woman †
|
557 - تُظلم السماء ، تتلبد بالغيوم ، تغرب الشمس ولا يظهر القمر . يبدو كل شيء ٍ كئيبا ً ، جبال ٌ من المشاكل والمتاعب تجثم على القلب ، آلام ٌ تجعل الحياة كلها تتجمع في كأس ٍ مر مذاقه ُ لا يُحتمل . معاناة ٌ تُمزق النفس وتحرق الجوف وتجعل القلب ينزف دما ً . وتتلفت حولك فلا تجد معينا ً ولا ترى من يمد يدا ً تسند . الدموع تنهمر بلا أحد يمسحها . الدمٌ ينزف دون من يوقفه . وتصرخ وتضيع الصرخات في الفضاء وتمد يدك ولا أحد يمد يدا ً لك . تتصور انها النهاية ، تحسب ان الحياة توقفت والموت حل بالساحة . في قمة معاناته ، وكان عرقه كقطرات دم ٍ نازلة ٍ على أرض جثسيماني ، صرخ المسيح مناديا ً الآب : " يَا أَبَتَاهُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ " في الحال " ظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ . " ( لوقا 22 : 42 ، 43 ) لم يكن وحده ُ ، كان الله هناك . أبدا ً لن تكون وحدك في وسط الظلام الدامس تجد بقعة نور . أبدا ً لن يتركك منفردا ً ، في تيه الصحراء حولك " عَمُودِ سَحَابٍ " الله يشاركنا آلامنا ، يحزن أحزاننا ، يقاسمنا قلقنا وضيقاتنا . في كل ضيقتنا يتضايق وملاك حضرته ِ يخلّصنا " فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ " ( اشعياء 63 : 9 ) لسنا وحدنا ، هو معنا . هو يُمسك يدك ، يمشي معك خطوة خطوة ، الرب قريب دائما ً منك " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ . إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ." ( مزمور 37 : 23 ، 24 ) . يعاني معاناتي معي ، يحمل احزاني معي ، يواجه صراعاتي معي . وسط الأتون وألسنة النار ترتفع ، تلطم ، تأكل ، تحرق ، يسير بجوارهم ، يضع يده ُ عليهم ، تصد يداه النار عنهم . اذا اهتزت الارض ، تشققت ، اذا تزلزلت وتحطمت وانهارت . اذا خرج من جوف الارض نار واحترقت الصخور والاحجار ، يخرج مع النار ذهب ٌ ويرتفع مع اللهيب خير ٌ ومعادن ثمينة . اذا هوت الاشجار ودُفنت في اعماق التراب تحت الدمار ، يخرج منها فحما ً ، يُعطي طاقة ، يدير الحياة ويزرع الحضارة . لا تخف هناك يد اله ٍ قادر ٍ تُعينك وتحميك . لا تحزن هناك يد ُ أب ٍ محب ٍ تمسح دموعك وتضمد جروحك . لا تيأس ، خلف الغيوم شمس ٌ تطرد الغيوم . لا تكتئب وراء الدموع بسمة ٌ تطرد الدموع . هو هناك ، دائما ً هناك ، وسيبقى دائما ً معك ، دائما ً .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 384 ) | ||||
† Admin Woman †
|
558 - انت مسيحي لأن المسيح فيك " أَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) انت مسيحي ٌ فمع المسيح صُلبت ومع المسيح قمت وحييت . المسيح حي ٌ فيك وانت بالمسيح حي ، تعيش وتتحرك وتحيا . اساس الايمان المسيحي هو ان المسيح فينا ومعنا حقيقة . لا مجازا ً أو تصورا ً بل حقا ً مطلقا ً لا مجال لمناقشته او التشكك فيه . ، المسيح مالكا ً ، مالكا ً لنا ، نحن ملكا ً له . في القديم تحدث الله الى الانسان باشكال ٍ واشخاص ٍ ووسائل متعددة . كان يظهر له في رؤى ، في احلام ٍ ، في احوال ٍ واحداث ٍ معينة . الآن هو فينا ، يتحدث ويوجه ، يتحرك ويحرّك ويحيا . لا نحتاج الى نبي ٍّ ينقل الينا كلام الله وتوجيهاته وارادته . ارادته ُ معلنة دائما ً لنا ومشيئته ُ تحيا داخلنا وتتحقق بنا . قبولنا سيادته واعلاننا اتباعه يخلع عنا الرداء القديم البالي . علاقتنا به وانتمائنا اليه ، ارتداء حياة جديدة وطبيعة ٍ جديدة . طبيعة جديدة لها لباس جديد يناسبها مصنوع ٌ ليليق بها . لباس كامل وسلاح كامل لله . حولنا مكائد ابليس تهاجمنا . هجمات ٌ ضارية ٌ متتابعة ٌ لا تهمد ، ليست من دم ٍ ولحم بل من اجناد الشر . منطقة الحق لاحقاءنا ، درع البر يغطي اجسادنا . انجيل السلام لمسيرنا ، ترس الايمان ليصد سهام الشرير الملتهبة ، خوذة الخلاص لرؤوسنا ، سيف الروح في ايدينا نهاجم به ونصد هجمات وتجارب شيطانية ( افسس 6 ) . اذا كان المسيح يحيا فينا يلزمنا ان نلبس ملابس مختاري الله : " أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا ، وَوَدَاعَةً ، وَطُولَ أَنَاةٍ " ( كولوسي 3 : 12 ) . بدون هذه الملابس نبدو غرباء عن صورة اولاد الله . كمسيحي لا يكفي ان تتمتع بوجود المسيح فيك وانت فيه ، المسيحي الحي يُظهر المسيح للعالم ليجذب العالم الى المسيح . الملابس الواقية ضد هجمات ابليس مع ملابس اولاد الله تعكس المسيح الحي داخلك وتعلن انتمائك له واتباعك اياه . البسها دائما ً ، اظهرها دائما ً ، اعلنها دائما ً ، تمسك بها . الهنا لا يطلب منا ان نفعل الصواب بل نكون انفسنا صوابا ً . لا تعمل الحق فقط بل البس الحق ليعيش الحق فيك . المسيح فيك ليعطيك الطريق والحق والحياة . المسيح فيك لتشعر بالامان وتحيا بالايمان .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 385 ) | ||||
† Admin Woman †
|
559 - خلق الله لنا اليوم لنعمل فيه عمل اليوم . عمل اليوم يُعمل اليوم ، لا يؤجل . لكننا في جهالة نؤجل عمل اليوم الى الغد ، الجهالة هي اننا لا نعلم إن كان لنا غد . اليوم ملك ٌ لك ، تمسك به بيدك ، أما الغد فليس لك ، غير موجود ٍ لديك . والانسان ليس له سلطان ٌ الا على ما بحوزته ، ما هو بيديه . وقف الغني يوما ً ينظر الى حقوله ِ الخضراء الممتدة حتى آخر الأفق ، رأى كورته اخصبت ، رأى الثمر على الشجر والحنطة ذهبا ً كثيرا ً في ضوء الشمس . فكر في نفسه : كل هذا له ، ثمر ٌ كثير . وتسائل : ماذا يفعل ؟ فليس له موضع ٌ يجمع فيه أثماره ، وتطلع الى الغد . قال اهدم المخازن الصغيرة وابني أعظم منها ، أجمع فيها غلاتي . وبطموح ٍ وبجهالة ٍ قال : " وَأَقُولُ لِنَفْسِي : يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ ؟ " ( لوقا 12 : 19 ، 20 ) تصرف برعونة وطمع في غد ٍ ليس له بل هو لله . وكثيرا ً ما نؤجل ونتباطأ في أمور ٍ لو بقيت للغد لضاعت . ونماطل ونسوّف في قرارات ٍ نقدر ان نتخذها اليوم لا الغد . وقف يشوع على ربوة ٍ أمام الشعب بعد ان قادهم الى ارض الموعد . وفي قمة النجاح والانتصار أرادهم ان يتخذوا أهم قرار ٍ لهم ولأولادهم . قال لهم : " اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ " ( يشوع 24 : 15 ) اليوم هو يوم القرار ، لا تأجيل ، لا تعطيل ، لا مماطلة ، لا تسويف . اليوم لا الغد ، اليوم . المصائر لا تحتمل التأجيل خصوصا ً القرارات التي تحدد مصائر أبدية . عبادة الرب لم تكن تؤثر على جيل ٍ أو زمن بل تؤثر على مصير ٍ أبدي . وكل انسان له سلطان ٌ على يومه ِ ، والله ينادي البشرية جميعها اليوم :
" اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ." ( اشعياء 45 : 22 ) . " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ ، خَلَصْتَ." ( رومية 10 : 9 ) . " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ " ( اعمال الرسل 16 : 31 ) . آمن الآن ، اليوم . هذا قرار ٌ لا يؤجل . والصوت الذي تسمعه اليوم قد لا تسمعه غدا ً " إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ " ( مزمور 95 : 7 ، 8 ) وها انتم تسمعون صوته . اقبلوه اليوم ، آمنوا به اليوم . آمنوا ما دام الوقت يُدعى اليوم . غدا ً الوقت يُدعى الغد . اليوم لك ، الغد ُ ليس لك . |
||||
15 - 05 - 2012, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 386 ) | ||||
† Admin Woman †
|
560 - حين تُشرق الشمس صباحا ً يبدأ اليوم في حياة كل من يعيش تحت الشمس . رغم ان اليوم في شكله العام واحد ٌ لجميع الناس لكنه يختلف من الواحد للآخر . ظروف كل شخص تجعله يختلف . يوم المريض يختلف عن يوم الصحيح ، يوم الحزين يختلف عن يوم السعيد ، يوم الفقير الجائع غير يوم الغني الشبعان . والصحبة والرفاق والزملاء تجعله يختلف ايضا ً . يوم الفرحين غير يوم العابسين . يوم ٌ حولك اصدقاء غير يوم ٍ مشحون بالاعداء . يوم فيه حمقى غير يوم بهِ حكماء . الظروف والناس حولك تحدد ملامح اليوم لك فيختلف عن يوم الغير . وفوق ذلك كله لو صاحبك الله في يومك وبقي معك ، يكون يومك مختلفا ً جدا ً عن كل الايام ، الله في اليوم يجعله اعظم يوم . تصور ان الله ليس موجودا ً معك أحد الايام ، كيف تقضيه ؟ وتصور ان الله ليس موجودا ً معك في اي يوم ، كيف تكون الحياة ؟ مهما أوتي الانسان من قوة لا يستطيع أن يقاوم هجمات الطبيعة دون الله . هل يصمد لعاصفة عاتية ، رياحها قوية وامواجها عالية ، هل يصمد ؟ نعم نعيش في بيوت ٍ تحمينا ووسائل تدفع عنا ، لكن البيوت تنهار وتنهدم . مهما أوتي الانسان من علم وفهم لا يستطيع ان ينجح في اتخاذ القرار وحده . المجهول يحيط به والطرق متشعبة حوله والحق مخفي عن ناظريه . الله كلّي الحكمة ، يفتح ذهنه ويوجه عقله اذا لجأ الى الله يستشيره . اعظم الرجال لن ينجحوا الا بوجود الله معهم في حياتهم وتصرفاتهم . موسى النبي كليم الله بعد اربعين سنة يرتشف علم وحكمة المصريين ، وبعد اربعين سنة في البرية يتأمل ويمتلأ بقوة ٍ روحية داخلية ، يقف مرتعبا ً أمام العليقة ، يسمع تكليف الله له لانقاذ شعبه ويقول : " مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟ " ( خروج 3 : 11 ) فقال له الله : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ " وكان معه ُ . وبذراع قوية اخرج الله شعبه من مصر بموسى الذي كان معه . وجدعون وعشيرته هي الذلّى وهو الاصغر " هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى ، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي . " ( قضاة 6 : 15 ) . لم يكن يستطيع تخليص الشعب ، لكن الله قال له : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ " وتخلص شعبي منهم ، وهذا ما حدث ، وهذا ما يحدث معك ومعي ومع كل من يكون الله معه . ويعدنا الله ، يعد كل المؤمنين ، يقول : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) . " إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا ، فَمَنْ عَلَيْنَا ؟ " ( رومية 8 : 31 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 387 ) | ||||
† Admin Woman †
|
561 _ تمر الايام متشابهة ، تُشرق الشمس ثم تغرب وينتهي اليوم . وتشرق الشمس ايضا ً ويبدأ يوم ٌ جديد مثل اليوم القديم وتغرب الشمس وينتهي اليوم . هناك ايامٌ صحوة وايام معتمة ، ايام ٌ دافئة وايام باردة ، ايام ٌ منيرة وايام مظلمة ، ايام تأتي بالفرج وأخرى تأتي بالضيق ، أيام ٌ تأتي بالفرح وأيام تأتي بالحزن ، لكنها ايام ، اليوم مثل الآخر ، مهما اختلفت تتشابه مثل اسنان المشط ، الا انه في حياة كل انسان يوم ٌ عظيم ، يوم ينتقل فيه من الموت الى الحياة . زكا العشار عاش ايام جمع فيها مالا ً كثيرا ً ، كل ايامه كانت نفوذا ً وسطوة ، لكنه في داخله ِ كان تعيسا ً ، قلقا ً، حزينا ً ، ايامه ُ ندم ٌ وعذاب ٌ وتأنيب ضمير ، حتى جاء يومه ُ العظيم ، يوم التقى بالمسيح ، رآه من بين اوراق وفروع الجميزة . ناداه المسيح فنزل وجرى الى بيته وجلس بجوار المسيح ، ورأى عينيه . رأى فيهما محبة لم يرها من قبل ، وسمع دعوة للحياة لم يسمعها من قبل . وجد الرجاء ، وجد السلام ، وجد الطريق فألقى بالاموال الملوثة وتطهر . واعلن المسيح له ان " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ " ( لوقا 19 : 9 ) . لص ٌ مذنب ٌ محكوم ٌ عليه بالموت ، قضى ايامه في الشر والاجرام والقتل ، اخذوه ونفذوا فيه الحكم وصلبوه على خشبة ٍ بجوار المسيح في الجلجثة . وجاء يومه ُ العظيم وهو معلق ٌ على الصليب ، تلفت نحو المصلوب معه ، ليس مجرما ً وليس قاتلا ً ، لعله التقى به يوما ً وهو يعلّم أو يصنع معجزة . في الايام الماضية لم يره ُ عن قرب ، أما الآن فهو يراه ، رأى وجهه ُ يشع حبا ً ، حتى لأعدائه ِ . سمعه وهو يرفع رأسه ُنحو السماء ويقول : " يَا أَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ " ( لوقا 23 : 34 ) . سمع ذلك وعرف من هو . هو ليس انسانا ً كباقي البشر . أي انسان يستطيع ان يطلب غفرانا ً لمن صلبوه ؟ المصلوب في الجانب الآخر كان يجدّف عليه : " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا " ( لوقا 23 : 39 ) واستشاط اللص غضبا ً : " وَانْتَهَرَهَُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ ؟ " الصلب " أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل ، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا ، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ " وفي ابتهال ٍ قال للمسيح : " اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ " وبسرعة اجابه المسيح : " الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ " يا له من يوم ٍ عظيم .
وانت ، ماذا عن يومك َ العظيم ؟ هل قابلت المسيح ؟ هل قابلته ؟ |
||||
15 - 05 - 2012, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 388 ) | ||||
† Admin Woman †
|
562 - مر على مولد المسيح الفا عام ، الفان من السنين ، عشرون قرنا ً مضت ، و نخطو في القرن الحادي والعشرين ، وستمر السنون سنة وراء سنة . منذ ميلاد المسيح ، منذ مجيئه الى العالم والمؤمنون بالمسيح ينتظرون مجيئه الثاني . ما ان رأوه يصعد الى السماء أمام عيونهم وتأخذه السحابة عن اعينهم ، وقفوا يشخصون الى السماء وهو منطلق ٌ ، ولعلهم كانوا ينتظرون عودته ، تنقشع السحابة ويهبط مرة اخرى اليهم . لكن الرجلين في الملابس البيضاء اعلنا لهم : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ " ( اعمال الرسل 1 : 11 ) . منذ ذلك الوقت ونحن ننظر ونراقب السماء ، ننتظر عودة المسيح ، ننتظر مجيئه الثاني ، العلامات تؤكد ان وقت مجيئه قد حان . وتمر الايام وتتابع السنوات ونحن ننتظر ، ننتظر الرجاء المبارك . لم يحظر حتى اليوم ، مرت الفا سنة ولم يحظر ، عشرون قرنا ً ننتظر . طال وقت الانتظار ، بدأ الاحباط والشك يهاجم الكثير من المؤمنين . لكن هل يقيس الله السنوات كما نقيسها ؟ هل عند الله اثنا عشر شهرا ً في السنة ؟ هل الشهر ثلاثون يوما ً ؟ هل اليوم اربع ٌ وعشرون ساعة ؟ أم هو كألف سنة والالف سنة كيوم ٌ واحد ؟ " أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ." لو حساب الله هكذا سيكون ما مر ّ يومان . بهذا الحساب لن نشعر بالاحباط والملل أو الشك في وعد الله بمجيء المسيح ثانية ً . الرب لا يتباطأ عن وعده ، هو يتأنى ويتأنى حتى يأتي الجميع الى التوبة . يمد الله حبال الصبر حتى لا يهلك احد ، ثم يأتي يوم الرب الذي حدده . يوم ٌ لا تحدده السنون ، يوم ٌ لا يأتي كباقي الايام ، سيأتي فجأة ً " لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. " ( 1 تسالونيكي 5 : 2 ) لا يتوقعه احد ، مهما راقبوا الاحداث ، مهما أحصوا العلامات وتابعوها . حين تحدث المسيح عن علامات مجيئه لم يقل بعد الحروب والقلاقل يأتي ، لم يقل بعد حدوث الزلازل والمجاعات والأوبئة أعود ولا بعد الاضطهاد والقتل والاستشهاد . لم يربط المسيح مجيئه ُ بتلك الاحداث والعلامات . لا بد ان يحدث ذلك كله ولا يكون المنتهى بعد " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا " . يوم الرب وساعة مجيئه لا يعلم بها احد ولا ملائكة السماوات الا الله الآب وحده " وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. " كم الف سنة أخرى باقية أوكم يوما ً باقي على مجيء ذلك اليوم ؟ لا أحد يعرف وليس لنا ان نعرف لكن علينا ان نسهر ، علينا ان نستعد " لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ . و" أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى ؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ " ( 2 بطرس 3 : 11 ، 12 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 389 ) | ||||
† Admin Woman †
|
563 - تُشرق الشمس ، تتحرك في السماء نحو الغروب وتمر الساعات وينتهي اليوم . نراقب تحرك عقارب الساعة ، تنقضي الدقائق ، تكتمل الساعات ويأتي الليل هكذا نحسب اليوم : شروق ، نهار ، مغيب ، ليل ، ويتم اليوم ، هكذا نحسب الايام . ليس هكذا يحسب الله الايام . كان الله منذ بداية الزمن يحسب الايام بشكل ٍ مختلف . في بداية الخلق حسب الله الايام الستة الاولى ، اول ايام الوجود بالعكس ، خلق النور " وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ .. ….. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا. ً " ( تكوين 1 : 4 ، 5 ) . حسب الله اليوم من المساء الى الصباح ، من الظلام الى النور ، من الليل الى النهار . ظلام ٌ يغطي الكون ، ليل ٌ يخيّم على العالم ، ثم تظهر نجمة الصبح وتشرق الشمس . كل ليل ٍ ينتهي في نور النهار . مهما طال الليل شتاء ً أو قَصُر صيفا ً سينبلج نور النهار ، وستنتهي كل الليالي ، وتمضي كل الايام ويحل اليوم الابدي حيث لا يوجد ظلام . هذا ما رآه يوحنا الرائي وحدثنا به في رؤياه وهذا ما ننتظره ونتلهف عليه . سوف لا يكون ليل فيما بعد " لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ " . الله اعطى النور ، الله النور يجعل الابدية نور . تغيب الشمس في المحيط الاسود وبالتالي يختفي القمر ولا يكون للنجوم مكان . الله الموجود دائما ً يولد " سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً " يغلفها نور وجوده . يُخرج من اللليل نهارا ً دائما ً . يُخرج من الخليقة القديمة خليقة ً أبدية ً جديدة ، ونبقى مع الله الى الابد ، نهارٌ لا ليل له ، نور ٌ لا ظلمة فيه . تشترك خليقة الله الجديدة في مجده الازلي الابدي ولا يكون زمن ٌ بعد . هنا نحن في ليل ، تمر بنا ليالي سوداء مظلمة تطول احيانا ً وتقصر احيانا ً. هنا تكون الحياة مظلمة ً بسبب الخطية ، بسبب الحزن ، بسبب الالم ، بسبب الجهل . ونعاني من الظلام ، ثقيل ٌ مقبض ٌ قاسي نتمنى انقشاعه وزواله ُ . وتُشرق الشمس بنورها حين نتطهر من الخطية ونتخلص من الحزن والالم والجهل . الله لا يسمح ان نبقى في الظلمة ، يأتي بمغفرته فتنير حياتنا وتُبهج قلوبنا . وعدنا الله ان بعد الظلمة نورا ً ووراء اليل صباحا ً ونهارا ً جميلا ً . لذلك يحصي الله الايام كما احصاها في القديم ، مساء ٌ ثم صباح ، يوما ً جديدا ً . ونحن في ظلام الليل نعلم ان النورلا بد مقبل فنعيش على رجاء الصباح . عش حياتك هنا نورا ً متصلا ً مبنيا ً على رجائك في الله نورك .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 390 ) | ||||
† Admin Woman †
|
564 - الارض خصبة ، متسعة ، والمياه قريبة ، كافية ، وبكل عناية ٍ زرع الكرّام التينة . رعاها وسط الكرم ِ ووفر لها كل ما تحتاجه اليه لتنمو ، الارض والماء والجو . امتدت جذور شجرة التين ، انتشرت ، تشعبت في الارض ، وجدت لها مأكلا ً . ذهبت الجذور تخترق الطين اللدن وتعيش على ما تأخذه من الكرم . مرت السنوات وطال الوقت وامتدت الايام والتينة تتغذى وتنمو . في كل صباح يأتي الكرّام يبحث في اغصان التينة وبين اوراقها عن ثمر ، انتظر وانتظر ، مد حبال الصبر ، زاد من عنايته ِ بالشجرة ، لكن بلا ثمر . جاء صاحب الكرم يزور كرمه ، وجد شجرة التين منتصبة ً وسط المكان ، فروعها طويلة ، اوراقها خضراء ، جذعها طويل ٌ قوي ، لكن ثلاث سنوات ٍ ولا تثمر . سأل الكرّام عن الشجرة : لماذا لا تعطي ثمرا ً ؟ لم يكن لدى الكرّام جواب .
- قال : " اِقْطَعْهَا " لماذا ابقيت عليها كل هذا الوقت ؟ هي لاتبشر بخير او ثمر ." لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ" لماذا تأخذ غذاء اشجار الكرم المحملة بالثمار ؟ لماذا ؟ اقطعها . وفّر ما تتناوله من غذاء وما تستهلكه من ماء ومكان وعمل . نظر الكرّام الى الشجرة ، حام حولها . اهتز قلبه حبا ً وعطفا ً عليها . نعم هي لا تثمر ، مرّت السنوات ، السنة تلو الاخرى وهي لا تثمر ، مصيرها القطع . لكن احشائه ُ أنّت داخله ، لعله قصّر ، لعلها تحتاج الى بعض الجهد ، بعض العرق . صبرُ صاحب الكرم نفذ ، لكن صبره هو لم ينفذ . ما يزال لها وقت ٌ عنده . طلب من صاحب الكرم وقت آخر ، سنة ً أخرى ، " ً اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا ". سنة واحدة يشمّر فيها عن ساعده ، وينحني ، ينقب حولها ويضع زبلا ً . وضعت ُ من قبل ، نقبّت ُ من قبل ، انتظرت بدل من السنة ثلاث سنوات ولم تثمر . سنة ٌ أخرى ، سنة ٌ جديدة ، فرصة ٌ جديدة . مد َّ في عمرها سنة ، فإن لم تأتي بثمر اقطعها ، اصنع بها ما تشاء بعد ان تدعني افعل ما اشاء . يا لصبر هذا الكرّام ، يا لاصراره ، يا لحبه ، ويا لإهتمامه بانقاذ الشجرة . ويا لصبر الله معنا ، يا لصبر الرب علينا ، يرانا بلا ثمر ، بلا فائدة . نستحق القطع والقلع ، نبطّل الارض ، نشغل مكانا ً في الحياة بلا نتيجة . ويصدر الحكم بالموت ، ويتدخل كرّامنا الاعظم ويعطي مهلة ً جديدة ، سنة ً جديدة ، فرصة ً جديدة ، ويعمل معنا ويتعب ويعرق ويكافح وينتظر ان نُثمر ، أن ننتج ، والا ... |
||||
|