|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
506 - تعددت الطرق وتقاطعت وتنوعت وتفاوتت . ويقف الانسان امام ذلك كله محتارا ً ضائعا ً . وكثيرا ً ما يفقد الطريق ويضل ويتوه . ويتلفت حوله يبحث عن مرشد يرده ويقوده . وحين تتوغل وسط غابة ٍ متشابكة ٍ مظلمة . حين تخوض اقدامك في رمال ٍ غائرة ٍ متحركة ، قف انتظر خلاص الرب . هو يعرف الطريق وهو سيقودك فيها . لا تعتمد على البشر فهم تائهون ضالون ايضا ً . لا تستشر انسانا ً ، فالاعمى حين يقود اعمى يسقطان معا ً . يعدك الرب بالهداية والارشاد والقيادة . يقول في سفر اشعياء 58 : 11 " وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ " في كل وقت ، دائما ً ، ليلا ً ونهارا ً . في اي وقت تأتي اليه وتطلبه ، يُسرع اليك ويمد يده لك ويقودك الى الطريق ، ويسندك في الطريق . يخطو امامك وبجوارك . مهما اظلم السبيل وتعرج المسار وصعب المشي . ينير ويعين ويقوي ويوجه ويقود . يسدد خطانا ويمهد طرقنا ويحفظ خطواتنا . إن سلمته القيادة سلمت . وإن إئتمنته على نفسك أمنت . لا ضلال ولا ضياع في اتباعه . لا خوف ولا حزن ولا خطر في ظله . انظر اليه امامك واتبعه . سر معه وامسك يده لا تتركه . استودعه طريقك ، يهدك . سلمه قيادتك ، يحمك . اسمع صوته ونفذ تعليماته ، تسر ولا تعثر قدمك ، تسلك ولا تفقد طريقك . هو معك ، امامك ، حولك ، دائما ً معك ، أمامك ، حولك .
|
31 - 07 - 2012, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
507 - نحن شعب ٌ مضياف ، كريم ، نسعد باستضافة الناس . ويسعد الناس بنا وباستضافتنا لهم وعلاقتنا بهم . بل الفصح بستة ايام كان المسيح في زيارة لعازر واختيه . وكان المسيح قد اقام لعازر من الموت ، وصنعوا له عشاء . وكانت مرثا الاخت الكبرى تخدم المدعوين . شعلة حركة ونشاط وحيوية في خدمة المسيح . ولعازر كان في الصدارة وسط المتكئين ، اعلان ٌ لقدرة المسيح . حياته اعتراف ٌ بالمعجزة . اما مريم ، الصغرى ، فاخذت قارورة طيب ناردين خالص ٍ كثير الثمن ودهنت قدمي المسيح ومسحت قدميه بشعرها . ملئت البيت برائحة خضوعها واتضاعها ومحبتها . علاقات ٌ وثيقة ٌ عميقة صادقة ٌ امينة ٌ قوية . كل ٌّ عبر عن علاقته بالمسيح بشكل ٍ متميز . مرثا بخدمتها ، لعازر بحياته ، مريم باتضاعها . ونحن في علاقتنا بالمسيح نعلن سيادته لنا ، بالخدمة او بالحياة او بالخضوع . وفي علاقتنا بالناس نعلن محبتنا لهم ، في بسمة ، في كلمة ، في لمسة ، في خدمة . سهلة إن صدرت من قلب ٍ صاف ٍ محب . صعبة مستحيلة إن صدرت من قلب ٍ جاف . في تلك الليلة احس الناس بمحبة لعازر واختيه . سعدوا بها وابتهجوا ، ملئت رائحة الطيب انوفهم . انتشوا وفرحوا ، الا صاحب القلب الحاقد ، يهوذا ، اعترض ، و انتقد وادان واتهم واكتئب . واليهود الممتلئون بالحسد ، المشحونون بالشر ، تشاوروا ليقتلوا المسيح ولعازر ، يقتلوا الحب . أين انت من المسيح ؟ تخدم ، تحيا ، تخضع ؟ تسعد ، تفرح ، تبتهج ، تشارك الفرحة أم تعكر صفوها ؟ تفتح قلبك وحياتك له ، تدعوه ، أم تغلق قلبك وحياتك عنه ؟ سؤال ٌ جوابه ُ يُحسب لك أو عليك . أرجو أن يُحسب لك .
|
||||
31 - 07 - 2012, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
508 - ترك لنا الله كلمته لنحيا بها " كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ " ( عبرانيين 4 : 12 ) . كلمة الله هي ذات الله " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. " ( يوحنا 1 : 1 ) . كلمة الله ( الكتاب المقدس ) تحمل انفاس الله ، تحمل قلب الله . هي فكر الله ، ارادة الله ، مشيئة الله " خَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. " كلام الله باق ٍ بقاء الله ، دائم ٌ دوام الله ، ثابت ٌ ثبات الله . كلام الله هو هو امسا ً ٌ واليوم والى الابد ، لا يتغير ولا يتحرّف ولا ينمحي أو يزول . قال المسيح : " اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. " . نحن لا نقرأ كلمة الله (الكتاب المقدس ) لننال بركة ، نحن نجلس امام كلمة الله لنرى الله ، لنسمع صوت الله . الله يحدثنا في كلمته . الله يلتقي بنا حين نقرأ كلمته . فاقترب من كلمة الله بكل تقديس ، بكل تمجيد ، بكل تكريم ، ولا تقرأ كلمة الله لتعرف فقط بل لتعمل ايضا ً . ينبهنا يعقوب الرسول فيقول في رسالته الاصحاح الاول " فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ . وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. " صوّر المسيح لمستمعيه من يسمع كلامه ويعمل به ، ومن لا يعمل به كبيتين : الذي يسمع كلامه ويعمل به يشبه انسان ٌ بنى بيته على الصخر فلما حدث سيل صمد . والذي يسمع ولا يعمل بما يسمع يشبه انسانا ً بنى بيته على الرمل فلما حدث السيل سقط . اقرأ كلام الله ، واعمل مشيئة الله تصمد . كلام الله به انفاس الله ، فكر الله ، قلب الله . اثبت فيه تعرف الحق ، والحق يحررك .
|
||||
31 - 07 - 2012, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
509 - حين نوجه السؤال للكثيرين ، هل انت مؤمن ؟ يكون الرد دائما ً الحمد لله أنا مؤمن . كثيرون لا يدركون معنى ما يقولون ، هم يرددون ما سمعوه من غيرهم دون التأمل والتعمق . الايمان اسهل ما في حياتنا الروحية إن لامسنا سطحه ، والايمان اصعب ما في حياتنا الروحية إن دخلنا الى عمقه . أُؤمن ان الله موجود ، ودليلي ما حولي من خليقة تُبهر ، لكن ما اثر ذلك في علاقتك بالله وخليقته ؟ العبرة ليست بماذا أؤمن وانما العبرة بمن أؤمن . لا موضوع الايمان بل مضمون الايمان . جاء الى المسيح قائد مئة يطلب عونه لشفاء غلامه ، ووعده المسيح بالذهاب معه ليشفه . وقال الرجل : لست مستحقا ً لذلك ، قل كلمة فقط فيبرأ الغلام . أنا ايضا ً لي سلطان وجند ، أأمر هذا فيذهب وذاك فيأتي . وتعجب المسيح وأعجب بما قاله . رأى امامه انسانا ً يؤمن به ، يؤمن بسلطانه على المرض والموت ، يؤمن بقدرته على قول كلمة ٍ فيبرأ الغلام . فقال : " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا " ( متى 8 : 10 ) وجائته امرأة كنعانية صارخة تقول : " ارْحَمْنِي ، يَا سَيِّدُ ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا." ( متى 15 : 22 ) ولم يجبها بكلمة ، لا احتقارا ً بل اختبارا ً . فسجدت له وقالت في الحاح : يا سيد اعني . اجابها : ان الخبز للبنين لا للكلاب . أصرت ان الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط امامها . وتعجب المسيح وأُعجب بما قالته . رأى امامه امرأة تؤمن به . تؤمن بسلطانه على المرض والموت . تؤمن بقدرته على اطعام الجميع . وقال لها : " يَا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ " هذا هو الايمان في عمقه ، الايمان بالقوي القادر صاحب السلطان ، الذي بيده لا كل شيء فقط ، بل كل شيء يتصل بي . هو الخالق ، نعم ، هو خالقي ، هو السيد ، نعم هو سيدي ، هو المخلص ، نعم هو مخلصي ، هو ابونا ، نعم هو أبي . هل هو كذلك بالنسبة لك ؟ فانت مؤمن .
|
||||
03 - 08 - 2012, 08:39 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
510 - لم ينجو أحد ٌ من لدغة حزن ، يسري في الدم ، يضغط على الانفاس . الحزن مؤلم ، قاس ٍ ، كريه ، اسود . لا يلف المحزون بردائه ِ فقط بل ينشره على من حوله . واشكال الحزن كثيرة متعددة تتنوع بتنوع الناس ، وآثاره ُ ودرجاته مختلفة ٌ متغيرة تختلف وتتدرج باختلاف البشر ، لكن الطريق الى التغلب عليه وطرده طريق ٌ واحد . الطريق هو الايمان بمن اختبر الحزن وجربه وذاق مرارته ولدغته . جاء احد رؤساء المجمع الى المسيح وخر عند قدميه واخبره ان ابنته الصغيرة تحتضر ، وطلب منه ان يأتي ويشفيها . كان الحزن يلفه بغلالته . نظرات الرجل حزينة جدا ً ، ملامحه تتلوى ، لحيته ترتجف ، كان في منتهى الحزن . وادرك المسيح حزنه واهتز قلبه وتحنن عليه وتبعه . وفي الطريق أتاه من ينعي موت الابنة ، وتوقف الركب . وهوى الحزن بنصله ِ الى اعماق الرجل وتمزق داخله وانفجرت لوعته . صرخت دموعه ونزفت مسامه ُ حزنا ً أسود ، وانهار . رأى المسيح ذلك وادرك ما يعانيه الرجل ، وقال : "آمِنْ فَقَطْ "
رفع عينيه الكسيرتين الى وجه المسيح والتقت نظراتهما . شد عوده ورفع رأسه وخفق قلبه واتسعت خطواته وعلا صوت المسيح على الصراخ والعويل والضجيج ولطم الوجوه وهو يقول : " لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ " . ومد يده وامسك بيد الفتاة وصاح : قومي . وفر الحزن من الغرفة وانفجر داخل البيت فرح . قامت الصبية ومشت واعطوها فاكلت . وتغيرت ملامح الاب المكلوم واتسعت خطوط وجهه وخرج من مسامه شعاع بهجة ، وامتلأ الجميع بالفرح . آمن الرجل بمصدر الفرح ومختبر الحزن ، فقامت ابنته وعادت فرحته . مهما تنوع واختلف وتراكم وتضاعف وثقل ، آمن فقط ، فيهرب الحزن ويعم الفرح . |
||||
03 - 08 - 2012, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
511 - تصادفنا على الطريق هموم ٌ وتصادمنا اوجاع . لا احد معصوم منها ولا يوجد من ينجو ويهرب ابدا ً . ومنا من يحتضن همومه ويرقد تحتها عاجزا ً شاكيا يائسا ً . ومنا من ينفضها ويرفضها ويقفز على قدميه وينتصب قويا ً شامخا ً . الفرق ليس فينا بل في من نراه ونلجأ اليه وقت الشدائد . من يلجأ للعاجز ، عاجز . من يعتمد على القادر ، قادر . يقول داود النبي : " عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي ، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي . " ( مزمور 94 : 19 ) عندما يختفي الفرح يرسل الرب روحه القدوس ليملئنا بفرح خاص ومجيد وعزاء غريب عجيب لا يدركه العالم او يفهمه . الحزانى متعزين ، والكسرى مجبورين والمهمومين مبتسمين ، لانهم يلجأون الى القادر الذي يعزي ويجبر ويسعد . اما من يلجأ الى العاجز فلن يختبر اي عزاء . في وسط الهموم الجأ اليه ، يعنك ويعزيك . يقول داود النبي : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي . مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. " ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) الرب حافظك ، يحفظك من كل شر . يحفظ نفسك .
|
||||
04 - 08 - 2012, 07:38 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
512 - الاحمال الثقيلة تقصّر الخطوات وتعثّر المسيرة . الحمل عبء ٌ وتعب يُثقل البدن . الهموم والاحزان تؤلم النفوس وتجرح القلوب . الهم عبء ٌ يعتصر ويوجع القلب . الخطايا والذنوب تحجب الفرح وتبعد البهجة . الخطية سم ٌ يسري ويؤذي النفس . لراحة البدن نخفف الاحمال فتطول الخطوات وتعتدل المسيرة . لراحة القلب نطرد الهموم فيستريح القلب ويصفو . لراحة النفس نعترف بالخطايا والذنوب فتشفى النفس . قد نستطيع تخفيف الاحمال وطرد الهموم . ويستطيع الرب فقط غفران الخطايا ومحو الذنوب . يقول الوحي المقدس على لسان اشعياء النبي 44 : 22 " قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ." فلا يقوى الغيم على الصمود لغفران الله ولا السحاب لمحبته . مهما ثقلت خطايانا وتضخمت ذنوبنا وعظمت آثامنا ، يقول الله : " إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ . إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ ." ( اشعياء 1 : 18 ) غفران الله اعظم من اي خطية . دم المسيح يغطي جميع خطايا البشر . والطريق الى الحصول على الغفران والتمتع بتطهير دم المسيح هو الاعتراف بخطايانا . يقول يوحنا الرسول : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ." ( 1 يوحنا 1 : 9 ) إن ثقلت احمالك وتعثرت خطواتك ، قف وانزل بعضها عن كتفيك وسر في طريقك خفيفا ً . إن زادت همومك واحزانك وثقل قلبك ، قف وارفع وجهك للرب ، يعد البهجة اليك وتتمتع بحياتك . اما اذا تراكمت خطاياك وقيدت نفسك وازعجت ضميرك ، فاعترف بعجزك والق ِ بخطاياك تحت الصليب ، تصفو ايامك . لا تدع خطاياك تتراكم فتتعذب روحك . اعترف بها اولا ً باول ، واحيا مبررا ً بارا ً ، مطهرا ً طاهرا ً .
|
||||
10 - 08 - 2012, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
513 - كثيرا ً ما نبدأ عملا ً ولا نجد له نتيجة . نزرع زرعا ً ولا نجد له حصادا ً . ونبتئس ونحزن ونُحبط ونيأس . ونرى ان جهدنا ضاع وانتظاراتنا لم تتحقق فنفشل . الا ان بولس الرسول يقول : " فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. " ( غلاطية 6 : 9 ) هذا صحيح فلو انتظرنا لوجدنا لعملنا نتيجة ولزرعنا حصادا ً . لو تعجّل الانسان نتائج عمله لاتعس نفسه . الثمار الغنية تحتاج الى وقت ٍ لتتحقق ، وكلما طال الوقت كلما نضجت الثمار وزادت . الزرع سهل والري ليس صعبا ً . انتظار الحصاد اكثر صعوبة . الصبر جهاد ، والتروي والانتظار كفاح . فاعمل الخير وداوم على عمله ، لا تفشل ، وجاهد بالصبر والانتظار ، ولا بد ان تحصد الخير في وقته . وقته هو لا وقتك انت . قد تبدو الثمرة ناضجة تُغري بقطفها ، وتمد يدك لتقطفها . لكن الزارع الواعي يرفض ان يقطف الثمار وهي فجة . إن حصدت قبل كمال النضج تجمع حصادا ً أخضر . اما إن حصدت عند كمال النضج فحصادك يكون ابيض وفيراً . قد تصنع خيرا ً لشخص ولا تجد رد فعل ٍ مشجعا ً ، وتتصور انك فعلت عبثا ً ، وتتباكى وتستعوض . وفي وقته هو يعود اليك الخير اضعافا ً مضاعفة فتهنأ وتسعد . المشكلة لم تكن في عدم جدوى الخير بل في عدم الصبر لحصاد نتائجه . ونزرع شرا ً ، وتمر الايام وتتصور هروبك من تبعاته . وفي وقته تحصد الشوك وتجرحك آثار فعلتك . افعل الخير ولا تفشل ، ستحصد في وقته . اعمل البر واترك النتائج لله . لا تتعجل الحصاد ، سيأتي الوقت للثمار الوفيرة .
|
||||
10 - 08 - 2012, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
514 - هل تسمع صوت الله ؟ الله دائما ً يتكلم ، يكلمك . يلذ لله ان يتحدث مع اولاده ، وينتظر منا ان نسمعه "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ . " ( متى 11 : 15 ) تصخب حولنا الاصوات ويكثر المتكلمون . وتملأ آذاننا الكلمات والمتكلمون . ونجد انفسنا في مهب الافكار والآراء والتعليم والتعليمات . ويتوه الفكر وتتعطل الخطوات وتنحرف المسيرة لأننا لا نسمع صوت الله . إن أصغيت السمع ، تسمع مهما علت الاصوات حولك . إن اخلصت السعي لتسمع ، لميزت صوته وعرفت نبراته . في منتصف الليل والنوم يُثقل اجفان صموئيل الصغير ، ناداه الله : " صَمُوئِيلُ ، صَمُوئِيلُ " وفي تعثر ووهن تاه فهمه واخطأ معرفة مصدر الصوت . وذهب الى عالي الكاهن ثلاث مرات ، وقال : " هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي" وفي المرة الرابعة كان اكثر يقظة وادراكا ً ، فسمع صوت الله ، وقال : " تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ ." وكلمه الله ونقل كلامه كما اوصاه . في وسط ضجيج العالم يكلمك الله في كتابه المقدس ، يكلمك الله في احاديث الاصدقاء ، يحدثك الآن ، ويصل صوته الى قلبك . لا تسد اذنك ولا تغلق قلبك . كما قال صموئيل ، قل له : تكلم يا رب لأن عبدك سامع . وحين يكلمك سيملأ اسماعك باحلى الكلمات ، ويملأ قلبك باعظم البركات . فكلام الله احلى الكلام ، وبركات الله اعظم البركات ، ومن له اذنان للسمع فليسمع .
|
||||
10 - 08 - 2012, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
515 - ما اعظم رحمة الله وما اروع محبته . هو الرحمن الرحيم ، المحب العظيم . كثيرا ً ما ننسى رحمته ونغفل محبته مع انه دائما ً يظهرها ويعلنها . يقول داود النبي : " الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ . لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَ ، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا . لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ . كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ." ( مزمور 103 : 8 – 13 ) خرج الابن الضال حاملا ً نصيبه من المال وسافر تاركا ً اباه . وبذر ماله واسرف وعمل كل الشرور ، واهان شيبة والده . وجاع واحتاج وصارع الخنازير ليحصل على طعامهم ويملأ بطنه ُ خرنوبا ً . وفي قاع الذل والمهانة واليأس رجع الى نفسه ، وبدت في مخيلته صورة ابيه . رأى عينيه تفيضان رحمة ، وملامحه تنطق حبا ً ، وابتسامته تحمل عفوا ً . وعاد ، وإذ لم يزل بعيدا ً رآه أبوه فتحنن ، وركض وعانقه وقبّله وقبِله . وفي حضن ابيه ادرك ان رحمته ُ قوية " مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ " ومحبته جارفة ، طردت امامها كل خطاياه وآثامه " كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ " أبعدها . والبسه الحلّة الأولى ، وجعل في يده ِ خاتما ً ، وصنع وليمة ، وفرح جميع من في البيت بالابن العائد . هذه رحمة الرحمن الرحيم لي ولك ولجميعنا ، ولكل ابن ٍ يعود الى ابيه من متاهات الارض وطرقها . لتتمتع بتلك الرحمة وتنعم بهذه المحبة وتحيا وسط النعمة ، تعال ، أفق ، انظر حولك ، تجد خرنوب الخنازير يخرب الجوف ، وينجس القلب ويتعس المعيشة . انظر الى ابيك الرحيم وعد اليه . وارتشف محبته ، ويحتويك في حضنه ، ويقبّلك ويقبلك .
|
||||
|