16 - 05 - 2012, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 451 ) | ||||
† Admin Woman †
|
626 - كل ما به حياة ينمو ، يتقدم ، يكمل . الجماد وحده يتجمد ، أما كل حي ، نبات أو حيوان أو انسان فينمو ويتقدم نحو الكمال ، لأن بكل حي حياة ، والحياة تقدم ونمو . يقول الكتاب المقدس : " لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ " ( عبرانيين 6 : 1 ) التقدم دائما ً الى الامام ، الى اعلى ، الى الكمال . ويوصينا الله ، كأولاد الله الحي ، أن نتقدم الى الكمال ، والكمال كمال الله وحده ، وتقدمنا يكون نحو الله الكامل . لا يوجد انسان كامل الا المسيح . يقول القديس بولس الرسول : " لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ ..... إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ ..... إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل . إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ . " ( افسس 4 : 12 ، 13 ) هذه هي الدعوة الى التقدم الى الكمال . ومقياس الكمال قياس قامة ملء المسيح . وما دام الله الكامل فينا فنحن نتقدم الى الكمال . يقول المسيح : " فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ ." ( متى 5 : 48 ) ولا نتقدم الى الكمال بالوقوف على اصابع اقدامنا ، نشب ونتطاول ونرفع قامتنا . لا بجهدنا ننمو ، لا بقوتنا نكمل بل بالحياة التي فينا ، بالله الحي فينا . يقول القديس بولس الرسول : " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ . فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ " ( غلاطية 2 : 20 ) حياة الايمان هذه ترفعني ، تقدمني ، تدفعني الى الكمال . الله يريدنا كاملين كما هو كامل ، ويحيا بروحه الكامل فينا ، فيحركنا نحو الكمال ، وذلك ليس بقوتنا بل بقوته ، ولا بحياتنا بل بحياته ، بقوته وبحياته نتقدم الى الكمال .
|
||||
18 - 05 - 2012, 07:33 PM | رقم المشاركة : ( 452 ) | ||||
† Admin Woman †
|
627 - الشك اعدى أعداء الانسان . الشك يخلق القلق . والقلق يقود الى التردد والخوف والاحجام والتجمد . اليقين بعكس ذلك ، يدفع الى الشجاعة والاقدام والحركة والتطور ، المسيحية ديانة يقين ، ديانة ايمان وثقة وتأكد ، لا تتعامل مع ربما ، وليت ، ولعل ، وحبذا ، وأظن . المسيحية صخرة ايمان واثق لأنها مبنية على شخص المسيح ذاته . و" الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. " . المسيحية ليست مجموعة شرائع وتنظيمات ، ليست فلسفة ، ليست علما ً . المسيحية لا تعتمد على اشياء بل على شخص الرب يسوع المسيح . يقول القديس بولس الرسول : " لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ " ( 2 تيموثاوس 1 : 12 ) بمن آمن به ، بالمسيح نفسه . ويضيف قائلا ً : " وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ . " اليوم الذي تنتهي فيه ايامي هنا ، ويبدأ يومي هناك في السماء ، حيث يوجد هو ، من أؤمن به . قال ووعد تلاميذه ويقول لنا ويعدنا : " حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 3 ) فذلك اليوم لنا ليس رهيبا ، مخيفا ً بل رائعا ً مباركا ً ، ننتظره بلهفة وشوق . في يقين وثقة يؤكد بولس الرسول : " أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ ( الزائل ، العرضة للسقوط والانهيار والهدم ، لكن ) ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ ، أَبَدِيٌّ " ( 2 كورنثوس 5 : 1 ) ابدي ثابت دائم من الله ، لنا نحن المؤمنين به . البيت رمز اطمئنان واستقرار وضمان ، وهو يضمن لنا ذلك البيت ، ونحن نثق ونؤمن به ، لهذا نعيش اليقين في المسيح الذي نبني عليه ايماننا ورجائنا ، لا نخشى المستقبل ، مستقبلنا معه ، عنده . فنحيا اليوم يقين الغد . اليوم له ، والغد له .
|
||||
20 - 05 - 2012, 09:17 AM | رقم المشاركة : ( 453 ) | ||||
† Admin Woman †
|
628 - نواجه كل يوم اعمالا ً علينا ان نعملها ، بعضها نقدر عليه وبعضها لا نقدر عليه . نكافح ونجاهد لنعمل ما هو في استطاعتنا ، ونبحث عن من يعيننا لنعمل ما ليس في استطاعتنا . ونتوجه الى الناس ، ونتوجه الى الله . قد لا نجد العون عند الناس ، لكن الله لديه كل العون ، كل المقدرة ، لا يصعب عليه شيء ، " كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ ." ( مرقس 10 : 27 ) . " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ. " ( لوقا 18 : 27 ) والمؤمن ، " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ( مرقس 9 : 23 ) . حين يطلب المعونة من الله ، حين يصلي ، حين يدعوه ويقول : أعنّي يا رب ، يستجيب الله ويعين المؤمن على عمل ما لا يستطيع ان يعمله وحده . فالمستطاع عند الله ، وكل شيء مستطاع عنده ، مستطاع للمؤمن إن صلى بايمان وطلب معونته . يقول القديس بولس الرسول : ان الله هو " الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ " ( افسس 3 : 20 ) . حين نصلي يعمل الله كل شيء ، وحين لا نصلي نعمل نحن كل شيء ، وشتّان بين عمل الله وعملنا ، لا يصعب عليه شيء ، ونحن يصعب علينا الكثير . الصلاة بايمان تحرك يد الله القادرة أن تنقل الجبال ، ويصبح المستحيل سهلا ً ممكنا ً. الله قادر ان يفعل كل شيء لنا . يقول المسيح : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." ( يوحنا 14 : 13 ) تذكر حين تصلي يعمل الله كل شيء ، وحين لا تصلي تعمل انت كل شيء .
|
||||
21 - 05 - 2012, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 454 ) | ||||
† Admin Woman †
|
629 - الانسان دائما يبحث عن الخير ، ينام يحلم به ، ويستيقظ يسعى اليه ، احيانا ً ينجح ويجده وكثيرا ً يفشل ويتوه عنه ، لكنه لا يكف ولا يكل بحثا ً عن الخير . ويقول الله لك على لسان اشعياء النبي : " قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ " ( اشعياء 3 : 10 ) الخير في متناول يد الصدّيق ، ليس في متناول يده فقط بل هو يتبعه ، الخير يتبع الصدّيق . يقول داود النبي : " إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي " ( مزمور 23 : 6 ) الخير يتبعك . يتبع الصدّيق ، كل من يؤمن بالله ويحبه . برغم سيادة الشر على العالم لكن كل الاشياء للمؤمن خير . يحول الله شر العالم الذي حولك الى خير . يقول القديس بولس الرسول : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. " ( رومية 8 : 28 ) يؤكد بولس الرسول ذلك بصيغة اليقين ( نحن نعلم ) هو يعلم ، ونحن ايضا ً نعلم أن الاشياء جميعها معا ً تتجمع وتتفق ، تتكاتف وتعمل لخيرنا ولخير كل من يحبون الله ، لكل المؤمنين المدعوين حسب قصده ، فالخير حولنا ، كل الخير ، في كل الاشياء ، الاشياء التي تبدو شرا ً هي خير ٌ لنا . خيرنا لا يعتمد على الظروف حولنا ، ولا على الناس بل على الله . على الله الذي يحبنا الذي يقول لنا : خير ، خير ، خير . ويدفع الخير ويسوقه ليتبعنا كل ايام حياتنا . فلا تبحث عن الخير ، الخير يتبعك ، مع كل خطوة ِ يُغدق الله خيره عليك . وفي كل شيء ، كل شيء يعمل لخيرك . تمتع وانعم بالخير اليوم وكل يوم .
|
||||
22 - 05 - 2012, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 455 ) | ||||
† Admin Woman †
|
630 - شفانا الرب ، فهذه كلماته لنا : " أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ " . فلماذا لا تأتي الى الشافي وتطلب منه ان يشفيك من مرضك مهما كان ، فاذا كنت مريض روحيا وتعاني من خطايا وقيود اصرخ له : اشفيني .
واذا كانت نفسك عليلة ارميها بحضن من شفاها فهو يعرف دواها . وإن كان جسدك مريضا ً سقيما ً ، فلن يعسر على الله أمر ، فهو الرب شافيك ، اصرخ له : اشفيني ، اشفيني ، اشفيني . |
||||
22 - 05 - 2012, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 456 ) | ||||
† Admin Woman †
|
631 - الحياة تتغير ، تتجدد ، تتطور . والانسان يتغير ، يتجدد ، يتطور مع الحياة . اليوم يختلف عن الامس ، والغد سيختلف عن اليوم . عدم التغيير تجمد ، والتجمد موت . والانسان يحب التغيير ، يفضّل الانتقال من حال الى حال ، ينتقل من الجهل الى العلم ، ومن المرض الى الصحة ، ومن الفقر الى الغنى ، ويحب دائما ً الانتقال من الادنى الى الاعلى . يتقدم ، يتطور ، ينمو ، يسير الى الامام ، حتى يصل الى نقطة النهاية ، حين ينتقل من الحياة الى الموت ، آخر نقلة ، أسوأ نقلة . لكننا نحن المؤمنين انتقلنا نقلة عكسية ، من الموت الى الحياة . هكذا يقول القديس يوحنا الرسول : " نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ " ( 1 يوحنا 3 : 14 ) كنا امواتا ً ، أمواتا ً بالخطايا ، الخطية موت . ويقول بولس الرسول : " وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ " ( افسس 2 : 5 ) هذا هو التغيير العجيب ، النقلة الغريبة من الموت الى الحياة . عادة تقود الحياة الانسان الى الموت ، لكن المسيح قلب العادة ، غلب الموت ، قام من الموت وبقيامته نقوم ، بحياته نحيا . يقول الكتاب المقدس انه : " بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ " ( رومية 5 : 12 ) هذا الانسان هو آدم ابو البشرية . " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." ( رومية 6 : 23 ) الحياة الابدية في المسيح يسوع مخلّص البشرية . الذي يؤمن بالمسيح يحيا ، ينتقل من الموت الى الحياة " مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ " يؤكد ذلك يوحنا الرسول ويكتبه : " كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً " ( 1 يوحنا 5 : 13 ) فالمؤمن ينتقل من الموت الى الحياة ، الحياة الابدية .
|
||||
23 - 05 - 2012, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 457 ) | ||||
† Admin Woman †
|
632 - ما هو اخشى ما يخشاه الانسان ؟ الموت طبعا ً ، اخشى ما يخشاه الانسان هو الموت . اشجع الشجعان يخاف الموت ، يخشاه . كل ما يفعله هو مغالبة خوفه من الموت فيكون شجاعا ً ، لكنه ما ان يلتقي به ويواجهه حتى يرتعب ويرتعد خوفا ً ، ويموت خوفا ً من الموت . البعض يعلل ذلك بعدم معرفتنا بما سنلاقيه بعد الموت . المخيف هو ما يقود اليه الموت . لو عرف مصيره المجهول بعد الموت لخفّت حدة خوفه من الموت ، أليس كذلك ؟ للموت رهبة ، الموت مخيف . المسيحية تمنح الطمأنينة للمؤمن بالحياة الابدية الموعودة . المسيح يمنح سلاما ً للمؤمن عند الموت . يقول القديس بولس الرسول : " لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا." ( فيلبي 1 : 23 ) لا خوف ، رغبة ٌ واشتهاء للانطلاق لأنه سيكون مع المسيح ، ذلك افضل من الحياة هنا . ما اعظم وامجد ذلك . يحيا هنا مع الناس ، هناك مع المسيح . لهذا يستعجل الانطلاق اليه . امسك اليهود بالقديس اسْتِفَانُوسَ ، حاكموه وادانوه بالتجديف . اخذوه خارج المدينة ليرجموه ، أول شهيد ِ للمسيحية . وبينما هو ملقى ً على الأرض والحجارة تتهاوى فوقه ، رأى مجد الله ويسوع المسيح ، وكان وجهه كأنه وجه ملاك . شخص الى السماء وقال : " أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي " ( اعمال الرسل 7 : 59 ) لم يخشى الموت ، لم يرتعب ، لم يصرخ ، لم يستعطف قاتليه ، بالعكس صلّى لأجلهم وقال : " يَا رَبُّ ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ " هكذا المؤمن عند الموت ، يرى المسيح على الشاطئ الآخر ينتظره فلا يخاف ، لا يخاف الموت . المسيح يمنح سلاما ً للمؤمن عند الموت ، وهذا اروع ما في المسيحية ، عدم الخوف من الموت .
|
||||
23 - 05 - 2012, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 458 ) | ||||
† Admin Woman †
|
633 -
* اصنع كل الخير إصنع كل الخير الذي تستطيع ، بكل الطرق التي تستطيع ، مستخدماً كل الوسائل التي تستطيع ، في كل الأماكن التي تستطيع ، في كل الأوقات التي تستطيع ، لكل الناس الذين تستطيع ، لأطول وقت تستطيع ، قائلاً : «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ( فيلبي 4 : 13 ) . * ايمان وعمل العمل الجيّد أفضل بكثير من الكلام الجيّد." أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي." (يعقوب 2: 18 ) * آمن فقط ! الفهم ليس من شروط الايمان لكنه من مكافآت الايمان. لا تفتش عن المعرفة لكي تؤمن. آمن لكي تحصل على المعرفة. * لتصديق شيء هو حقيقة قابعة في العقل ، امّا الايمان فهو نار تتأجج في القلب . |
||||
24 - 05 - 2012, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 459 ) | ||||
† Admin Woman †
|
634 - تحيط بنا ظروف ٌ سيئة ، ضارة ، يحولها الله لصالحنا . يُخرج من الباطن المر حلاوة . يقول الكتاب المقدس انه : يخرج من الآكل أكلا ً ومن الجافي حلاوة . الآكل الشرس المتوحش المفترس ، يُخرج منه أُكلا ً . بدلا ً من أن يأكل يؤكل ، ويُخرج من الجيفة النتنة الميتة حلاوة ، هو القادر على كل شيء ، يعمل كل شيء ٍ لصالحنا ، كل شيء ٍ في يده ، كل الخيوط بين اصابعه ، نحن محفوظون في قبضته . الظالم مهما تجبّر يحوّل الله ظلمه لفائدتنا . الباغي مهما تنمّر يبدّل الله بغيه لنصرتنا . الطريق ليس دائما ً سهلا ً سويا ً تحت اقدامنا ، لكن الله يعبّد الطريق ويجعلنا نعبر فوق وعورته . جاع ايليا النبي ولم يكن لديه طعام ٌ يأكله ، فارسل الله له الطعام محمولا ً بمنقار غراب . الغراب الذي يخطف الطعام حمل الخبز واللحم وقدمه لايليا النبي ! اختار الله غرابا ً لا حمامة لانه قادر ان يجعل الغراب في رقة الحمامة ، فجّر من قلب الصخر الاصم ينبوع ماء ليرتوي الشعب حين عطش . أسقط من الفضاء منّا ً وسلوى ليُطعم الجوعى في البريّة . جعل السحابة مظلة نهارا ً ، وحولها الى منارة ليلا ً . لا يصعب عليه شيء ، يطوّع كل شيء ٍ لخيرنا وصالحنا وخدمتنا . لا تخشى الظلم ، الله وسط الظلمة نور ، الله يجعل الظلام نورا ً . ولا تخشى العاصفة ، الله يحرك العاصفة ويبدلها بردا ً وسلاما ً . ولا تخف الموت ، الله يعبر وادي ظلال الموت بجوارك . لا ترتعب من الشيطان ، الله يحميك ويحفظك ويصونك . الآكل جعله لك أُكلا ً ، والجافي جعل في قلبه لك حلاوة . الظروف السيئة يبدلها صالحة . الصعوبات القاسية يجعلها سهلة .
|
||||
25 - 05 - 2012, 08:20 PM | رقم المشاركة : ( 460 ) | ||||
† Admin Woman †
|
635 - الشيطان لا يكل ولا يتعب ، يحوم حولنا ، يدور ويدور ، لا يهمد . يزأر ، يعلو زئيره ويدوّي عاليا ً . يوصينا القديس بطرس الرسول فيقول : " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." ( 1 بطرس 5 : 8 ) زئير الاسد مخيف ، يرعب ....
الاسد الذي يزأر لا يرعب . الزئير يرعب طبعا ً ، لكن الاسد الذي يزأر لا يرعب ، ليس هو الذي ينقض على الفريسة فمن هو الذي ينقض عليها اذن ؟ الاسود الاخرى الصغيرة الشابة ، الاسد الذي يزأر هو الاسد العجوز . الاسد العجوز ضعيف ، تكسرت انيابه وترهلت عضلاته ، لا يبقى له الا الزئير ، فيزأر ويصخب ليرعب الفريسة ، تهرب منه ، تجري بعيدا ً عنه ، يتابعها بزئيره ويدفعها نحو الاسود الشابة القوية المتربصة لها ، ما ان تقترب منها حتى تنقض عليها وتقتلها . والاسد العجوز الزائر يكون له نصيب ، يبقى له ما تتركه الاسود القوية . فهو لا يخيف ، زئيره فقط هو الذي يخيف . وهذا يعطينا الاطمئنان ان الشيطان مهما تجبر فهو عجوز ٌ ضعيف ٌ ، مهزوم ، تمت هزيمته تحت الصليب ، وكل ما يستطيعه هو الزئير ، زئير يخيفنا به حتى نسقط خوفا ً . لذلك يبادر القديس بطرس فيقول : " فَقَاوِمُوهُ ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ " ونحن نقدر ان نقاومه بقوة الايمان بالله ، راسخين ، ثابتين ، لا يهزنا زئيره ولا يرعبنا صوته . لا يتعدى ان يكون مثل اسد السيرك ، صوت ٌ عال ٍ فقط . يستعرض قوته وصوته ، يخيف الصغار فقط ويضحك الكبار . لا نخشاه ، فقاوموه . قاموا ابليس فيهرب منكم . |
||||
|