منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 05 - 2012, 07:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056
افتراضي

454 - الله في محبته الخارقة وفر لنا الخلاص بدم المسيح ، اصبح فداء ُ الله متاحا ً للانسان . جاء المسيح ، قدم نفسه ذبيحة فداء عنا ، اعتلى خشبة الصليب ومات واهبا ً للعالم الحياة الابدية ، والله في غناه وكماله وفر لنا بركات ٍ كثيرة ووفيرة ، اصبح غنى الله وبركاته طوع ايدينا . كل ما في السماء والارض ميراث ٌ متاح ٌ للانسان بالمسيح ، كل ما يرى وما لا يرى ، ما يحصى وما لا يحصى ، واختارنا الله لنخلص وننجو من الموت وننال الحياة الابدية واختارنا الله لنسبح في غناه وعطاياه . قد لا نعرف ذلك ، قد لا نرى هبة الله لنا ، قد لا ندرك ما لنا من حقوق وميراث وهبات ، لكن هيهات فنحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله . هل اخذت الروح الذي من الله ؟ هل اخذت روح الله ؟ هل اخذت الروح القدس ؟ لو لم تكن قد اخذته فكل ما فعله المسيح على الصليب لاجلك سيكون بلا فائدة لك . خطة الله الازلية لخلاص الانسان نزول المسيح متجسدا ً ، وحياته وآالامه وموته لا طائل منه لك . خلاص الله لن يفيدك إن لم يكشف روح الله لك عنه ، إن لم يدخلك الروح القدس ويُقم فيك . خلاص الله لن يصل اليك إن لم يتحرك الروح القدس فيك ويحركك لتمد يدك وتحصل عليه . لا بد ان تتلقف يد الروح القدس الممتدة نحوك ، تمسكها ليجذبك من الظلمة الى النور . لا بد ان تسمع دعوة الروح القدس لك وتعرف انك المقصود بالفداء ، المختار للفداء ، هنا وهنا فقط تعرف ان الخلاص موهوب ٌ لك من الله ، وحين تعرف ذلك تحصل عليه . لقد اختارك الله لتكون ابنا ً له ، اختارك لتنال الحياة الابدية ، اختار اسمك ليُكتب في سفر الحياة ، هل تعرف ذلك ؟ هل تعرف هذه الاشياء الموهوبة لك من الله ؟ الروح القدس يكشفها لك . الله وعدنا ببركات كثيرة . كل ما في مخازن الله من بركات في متناول ايدينا ، حق ٌ لنا . لكن ما فائدة وعد الله إن لم نعرفه ؟ ما قيمة تلك الحقوق إن لم نسمع بها ؟ الروح القدس يُعلن ذلك لنا ، الروح القدس يكشف عنها ويفتح عيوننا لنراها ، وعندما نعرف اننا موعودون بذلك ، عندما نفهم ان كل تلك البركات موهوبة ٌ لنا من الله ، عنئذ ٍ نمد ايدينا ونحصل عليها ونتمتع بها ونحيا في بركات الله ونعمه وغناه . المن والسلوى ****ان في السماء . الطعام الإلهي موجود ٌ بكثرة خلف السحاب . روح الله ، الروح القدس يفتح كوى السماء ويجعل بركات الله تنهمر
قديم 14 - 05 - 2012, 07:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

455 - كل بهجة ٍ هنا في الحياة ، كل رجاء ٍ هناك بعد الوفاة ، كل فرحة ٍ وقتية وابدية هي في المسيح . المسيح لذة ُ كل مؤمن ، المسيح سعادة كل انسان ، في المسيح كل متعة حاضرة ومستقبلة . كما تجري الانهار نازلة ً من الجبال مخترقة ً الوديان قاطعة ً المسافات لتصب كلها في البحر هكذا كل مباهج الحياة ، كل آمال الأبدية ، كل افراح الارض والسماء تصب في المسيح . ومضة عينيه أقوى من نور الشمس ، جمال طلعته اروع من كل زهور الحقل ، بهاء مجده ِ أغلى من كل كنوز الارض والبحر ، محبته ُ اعمق من المحيطات . هو المسيح الابرع جمالا ً من بني البشر ، هو المسيح حجر الزاوية المختار الكريم منذ الازل . كيف نصف جماله ونتحدث عن كماله . كل بلاغة البشر تتوارى عجزا ً ، كل اقلام الكتاب تتراجع خجلا ً . لا يمكن لانسان احتواء محبته ِ ولا يستطيع بشر ٌ ان يحسب ويصور قدر مكانته . الكلمات مهما أُحسن إختيارها لا تقدر ان تصف قيمة المسيح لشعبه الذي اختاره واصطفاه ، كل افكار العقل ونبض القلب كل خلجات النفس وانبثاق الروح لا يمكن ان تصل الى قدر المسيح للمؤمن . هل تشعر بالحزن وانت تحيا مع المسيح كل ابعاد الفرح والسعادة والراحة والاطمئنان والسلام ؟ هل تشعر بالاحتياج وانت تحيا مع المسيح كل غنى السماء والارض كل الشبع المذخّر في خزائن الله ؟ هل تعيش في الظلام وانت تحيا مع المسيح حتى ولو انطفأ نور الشمس وسقطت النجوم والاقمار ؟ ماذا يكون شكل العالم لو اخفى المسيح وجهه عنك ؟ كيف يبدو وماذا تكون ملامحه ؟ كيف يمكن ان تتصور العالم بدون المسيح ؟ هل ينبت نبات ؟ وهل تحمل الاشجار ثمارا ً ؟ هل يُزهر غصن ؟ هل يصدح طير ؟ هل يقفز حيوان ؟ هل تطلع شمس ؟ هل تسقط امطار ؟ والانسان من غير المسيح كيف يعيش ؟ هل يخفق قلبه بأمل ؟ هل يحيا بقلبه ٍ رجاء ؟ هل يكون له مستقبل ؟ هل ينتظر رحمة ً ومحبة ونعمة ً وغفرانا ً ؟ هل تنفرج له السماء ؟ ماذا يمكنك ان تفعل لو لم يكن المسيح ؟ هل تستطيع ان تواجه التجارب والصعوبات ؟ هل تقدر ان تقاوم الشيطان وهو يسدد اليك ضرباته ؟ هل تقوى ان تقف امام الضربات ؟ كيف توجه يومك في الصباح بدون المسيح ؟ هل تستطيع الصمود لتتابع الدقائق والساعات ؟ كيف تذهب الى فراشك في الليل هل تستريح ؟ هل هناك نصرة ؟ هل هناك عزة ٌ وكرامة هل هناك طعم ٌ لحياة لا يملئها المسيح ؟ هل هناك رجاء ٌ لأبدية لا يوفرها المسيح ؟ المسيح كل حياتك هنا ، والمسيح كل حياتك هناك .
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:49 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

456 - كان شاول الطرسوسي رجلا ً ذا شأن له مكانته ُ ومكانه ُ المتميز دينيا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً . كان بالنسبة لمقاييس البشر متقدما ً عن الكل ، من جهة الختان مختون ٌ في اليوم الثامن . من جنس اسرائيل ، من سبط بنيامين ، عبراني ٌ من العبرانيين . من جهة الناموس فريسي . من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة . من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم . كل ما به يدعو للفخر . كان متعلما ً ، تلميذا لغَمَالاَئِيلُ ، وكان غنيا ً لديه ثروة ٌ كبيرة ، وكان صاحب نفوذ ٍ وقوة ٍ وسلطان . وفي الطريق الى دمشق ابرق حوله ُ نور ٌ من السماء وسقط ، سقط على الارض وسط التراب ، وتعامل الرب معه ُ ورفعه ُ من على الارض ليُصبح اعظم رسول ٍ مبعوث ٍ من الله الى الأمم . وبعد سنوات ٍ عظيمة ٍ من الخدمة ِ المتميزة ِ له ، بعد نجاح ٍ رائع ٍ لمهمته ، يكتب الرسول العظيم ويقول " لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى " ( افسس 3 : 8 ) أصغر جميع القديسين هكذا يقول بولس الرسول عن نفسه ، أصغر من الصيادين والبسطاء وعامة الناس . لم يكن بولس يفتخر في حياته بشيء ، لا غناه ولا سلطانه ولا ثقافته ولا علمه . كان دائما ً يقول : " حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ " ( غلاطية 6 : 14 ) هذا فقط كان مصدر فخر الرسول ، يفتخر بانه اصغر جميع القديسين ، برغم ذلك اعطاه الله نعمة ً عظيمة وبركة ً كبيرة ، أعطاه الله أن يبشر بين الامم ، أن يحمل رسالة الله اليهم يبشرهم بغنى المسيح ، غنى المسيح الذي بلا حدود الذي جعله هو أصغر الرسل رسولا ً للأمم وللعالم . غنى المسيح الذي بلا حدود الذي جعله ُ يحمل رسالة الخلاص والغفران للامم البعيدين . لم يرى بولس الرسول في الخدمة ضعة بل فخر ، لم يجد في معاناته شكوى بل شكرا . وزاد نجاحه في خدمته اتضاعه ، الاتضاع الحقيقي هو ثمرة النجاح والنصرة . النهر الفائض بالماء لا يصعد الى اعلى بل يجري الى اسفل حاملا ً الماء والارتواء . الدفء ُ اسفل الجبل والصقيع ُ والبرد ُ أعلاه . الاتضاع ُ شيمة العظماء . المسيح " إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ . لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ . لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا ، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ " ( فيلبي 2 : 6 – 9 ) .
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:49 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

457 - نعم هناك آلام حولنا ، آلام تعتصر نفوسنا وتُدمي قلوبنا ، نعم هناك مشكلات تقلق مضاجعنا ، هناك تجارب وصعوبات تضغط علينا ، فكيف وسط ذلك كله نفرح ؟ كيف نبتسم ؟ كيف نغني أو نرنم ؟ الفرح بعيد المنال في عالم شقائنا ، الابتسام عملة ٌ نادرة ٌ في واقع حياتنا . أحيانا ً ندفن رؤوسنا في آلامنا فتتضخم ونغمس عيوننا في مشكلاتنا فتكبر . الله اعطانا القدرة على ان نتخطى الحاضر المؤلم بالرجاء بالمستقبل المبهر ، سلحنا الله بالامل والرجاء والتفاؤل . هذه القوة تُبهج حاضرنا وتُسعد مستقبلنا . هذا الرجاء وهذا التفاؤل هبة ٌ من الله تنقلنا من الواقع الحزين الى المستقبل الفرِح . يكتب بولس الرسول ويقول : " فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ " ( رومية 12 : 15 ) نور ٌ مبهج يدفع الحزن ويطرده ويِأتي بالسلام والراحة والاطمئنان . ويقول يعقوب الرسول : " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ " ( يعقوب 1 : 2 – 4 ) . " اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ " ( 2 تيموثاوس 1 : 7 ) . هذه هي الصورة التي يريدنا الله ان نكون عليها ، اعطانا الله القدرة على التخيل وتخيل الخير وتوقعه ، تخيل النجاح وتوقعه والتفاؤل ، وللمؤمن فوق هذه القدرة على التفاؤل نعمة الايمان وبركة الرجاء . يقول داود النبي : " الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي . أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي حِبَالٌ وَقَعَتْ لِيفِي النُّعَمَاءِ ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي. " ( مزمور 16 : 5 ، 6 ) إن كنت تبحث عن الفرح وتفتش عن السعادة وتسعى الى الابتهاج ، لن تجد ذلك في الثروة فالثروة تنضب وينضب معها كل فرح وسعادة . لن تجدها في القوة والسلطة ، القوة تزول والسلطة تنتهي وينتهي كل شيء معها . لن تعثر عليها في الصحة والعافية ، جرثومة صغيرة ترقدك في الفراش ، لن تجدها في متعة حسية ، كل المتع الحسية زائلة ، كلها لها وقت وتنتهي . الله يعطينا بركات حسية ظاهرة كثيرة لكن البركات تضيع وتضيع السعادة لكن الله يعطينا بركات ، صبرا ً وايمانا ً ورجاء وفضائل وقدرات بغنى للتمتع وهذه البركات ان فقدناها لن نفقد السعادة . تعلم كيف تداوي نفسك بالرجاء والايمان ، داوي نفسك بالابتسام . تعلم كيف تتكيف مع الواقع بالتفاؤل ، حلق في مباهج التفاؤل . اذا نظرت الى الاشياء حولك بابتسامة جميلة تُصبح الاشياء جميلة اما اذا نظرت الى من حولك وما حولك بعبوس ٍ وتشاؤم اصبحت قبيحة . الفرح الذي فيك ينبع فرح ٌ والرجاء الذي فيك يفيض سعادة .
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

458 - كان نبوخذ نصر الملك عظيما ً جدا ً ، كان قويا ً غنيا ً ناجحا ً في كل اعماله التي عملها في بابل ، وفي لحظة ثقة واعجاب ٍ بالنفس خرج يتمشى على قصر مملكة بابل ، القى بصره من فوق السور رأى مدينة ً قوية تحيطها اسوار ٌ عالية ، رأى حقولا ً خصبة وتجارة رابحة وسلاما ً سائدا ً ، رأى الشعب يرتفع في رفاه وهناء ، رأى الأمن مستتبا ً والناس سعداء مسرورين . تهلل قلبه وارتفع رأسه وقال مفتخرا ً : هذه بابل العظيمة التي بنيتها بقوة اقتداري ولجلال مجدي . وسط غروره وشموخه وكبريائه جائه صوت ٌ من السماء يقول :" إِنَّ الْمُلْكَ قَدْ زَالَ عَنْكَ " ( دانيال 4 : 31 ) . طُرد نبوخذ نصر العظيم من قصره ومملكته ، طُرد من أن يكون انسانا ً مثل باقي الناس . القي به في الخلاء وسط الحيوانات ، " وَأَكَلَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، وَابْتَلَّ جِسْمُهُ بِنَدَى السَّمَاءِ حَتَّى طَالَ شَعْرُهُ مِثْلَ النُّسُورِ، وَأَظْفَارُهُ مِثْلَ الطُّيُورِ " الى ان رفع عينيه الى السماء فرجع اليه عقله . بارك الرب واعترف بسلطانه وقال : " أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ." . يقول سليمان الحكيم : " قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ " ( امثال 18 : 12 ) . قبل ان تحل بنا الاحداث يسبقها ظل ٌ يُنبئ عنها . قبل ان تكسرنا الخطية يسبقها التكبر . الكبرياء تسبق الانهيار والهلاك والسقوط ، هكذا سقط ملاك الرب واصبح شيطانا ً مهلكا ً . " كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ ؟ " " قُلْتَ فِي قَلْبِكَ : أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ " " أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ " ( اشعياء 14 : 12 - 15 ) . سهام الله كلها موجهة الى القلوب المتجبرة المغرورة المتشامخة المتعالية . الغرور لا يهاجم القلوب الخاطئة فقط ، الغرور ايضا ً يغزو قلوب المؤمنين والقديسين . قد يسوقك الغرور لأن تقول : " إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ …… فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ. " ( رؤيا 3 : 17 - 19) . حتى في بيت الله وهيكل الله وانت في حضرة الله تصلي قد يسعى الى قلبك الغرور . كما وقف الفريسي في الهيكل يتشامخ ويفتخر بتقواه وبره وصلاحه . هل تفتخر بصلاحك ؟ حذاري ، الله لا يُسر بتكبر المتكبرين ، حذاري ، الشيطان يجر الابرار والقديسين الى خطية الكبرياء و " قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ "
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

459 - تكاتف الاعداء معا واتفقوا وتجمعوا ضد داود ، نظر حوله فاذا بهم يحيطون به ، يحيطون به من كل جانب ، حاصروه وبنوا متاريسهم واقاموا اسوارهم واخفوا الشمس عنه ، وجهوا سهامهم نحوه ، شرعوا سيوفهم ، رفعوا قسيّهم ورماحهم ، استعدوا للحرب . خاف داود وارتعب . ارتجف قلبه وهو يجد نفسه محاطا ً بتلك القوة ، اهتز ايمانه وضاع رجائه ، اقترب منه الاعداء ، سقطت ظلالهم عليه ، نفحت انفاسهم وجهه ، انكمش في خوف ٍ وشك ، وارتفعت صلاته ُ ضعيفة ً متخاذلة ً مرتجفة . خرجت من قلبه طلبة تصاعدت الى السماء في تردد : " خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ . قَاتِلْ مُقَاتِلِيَّ .
أَمْسِكْ مِجَنًّا وَتُرْسًا وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي ، وَأَشْرِعْ رُمْحًا وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ . قُلْ لِنَفْسِي : خَلاَصُكِ أَنَا " ( مزمور 25 : 1 – 3 ) . يا رب قل لنفسي خلاصك انا ، صلاة ٌ يلفها الشك ، طلبة ٌ مشحونة ٌ بعدم الثقة ، صلاة ٌ بائسة ، يائسة ، ضعيفة ، عاجزة . كلنا يمر في طريق الشك والضعف والعجز عندما يلتف حولنا الاعداء وتتكاثر حولنا الاعداء . نحن لسنا افضل من داود النبي ، لسنا اقوى من داود الملك ، لسنا اصلب من داود الشجاع ، داود الذي كان قلبه حسب فلب الله ، داود الذي انتصر في معارك كثيرة ، داود قاتل جُليات الجبار ، خاف وارتعب وارتجف وملأ قلبه شك . الشك يهاجم كل انسان مهما كان ايمانه . بطرس التلميذ المقرب من المسيح الذي عاين مجده على جبل التجلي ، الذي عايش قوته ومعجزاته ، بطرس وهو يرى الرب سائرا ً على الماء يخطو فوق الامواج ويتقدم رغم العاصفة العاتية الهوجاء ، وهو يقفز من السفينة الى الماء حسب أمر سيده وهو يحس بصلابة الماء تحت قدميه يحمله ، شك ، نظر حوله فهاجمه الشك وبدأ يغرق . ونحن لسنا افضل من داود وبطرس ، نحن عرضة ٌ للشك . لا تتصور الشك بعيدا ً عنك ، لا تصدق الشيطان وهو يضحك ساخرا ً من ايمانك . لم تفقد ايمانك . الايمان لا يضيع لشك . الايمان لا يُفقد وينتهي بهجمة عدم ثقة . كان داود قلقا ً تعسا ً لشكه . لم يسترح للحالة التي وصل اليها ، ادرك واسرع الى الله ، عرف اين يجد القوة ، اين يجد السند ، اين يجد التعضيد والتشجيع ، صلى الى الله ، ذهب الى مصدر القوة ، الى مركز الايمان ، ذهب اليه صارخا ً : " قُلْ لِنَفْسِي : خَلاَصُكِ أَنَا " كان يعرف ان خلاصه هو الله فصرخ الى الله والى نفسه ليؤكد ذلك ويُقر به ويُعلنه . حين ينزل الشك ساحة ايمانك لا تُغرق نفسك فيه ، إرمه ِ بعيدا ً ، أدر وجهك الى الله .
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

460 - حين نواجه مشاكل او صعوبات في حياتنا ، والحياة مليئة ٌ بالمشاكل والصعوبات ، الى من نتوجه ؟ الى من ننظر نبحث عن العون ؟ الى من نلجأ سعيا ً للحل ؟ الى اصحاب القدرة على تقديم المساعدة والعون ، الى من لديهم الرغبة في تقديم الحل . نذهب الى هؤلاء بحثا ً عن العون ، واحيانا ً نجد واحيانا ً لا نجد عندهم العون ونعود خالي اليدين ، ذلك ان من نبحث لديه عن العون قد يكون هو يحتاج الى العون . جئتك يا عبد المعين تُعين فوجدتك يا عبد المعين تُعان . أليس هذا ما يحدث غالبا ً ؟ من نلجأ اليه لينجدنا لا يُنجِد فهو محتاج ٌ للنجدة . وقد نواجه احتياجا ً ، عُسرا ً ماديا ً ، احتياجا ً ماليا ً ، خزينة خاوية أو بيتا ً بلا طعام . ونمد ايدينا للناس ، نطلب ان يعطونا مما لديهم ، قد يقبلون العطاء وقد يُحجمون . الاعتماد على انسان الاعتماد ٌ على رمل ، قد يخور ُ البناء كله ُ ويسقط وينهار . اعتمادنا على البشر دون الله تقزيم ٌ لصورة الله وتحجيم ٌ لقدرته وتشويه ٌ لمحبته . يقول داود النبي : " مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ . الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ ؟ الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ . الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. " ( مزمور 118 : 5 – 9 ) . هل يقلقك احتياج ٌ مادي ؟ هل يخيفك عدو ؟ هل تمر بك شدة ٌ وتجربة ومشكلة ؟ لماذا تلجأ الى الانسان ؟ الا يُجدي الالتجاء الى الله ؟ هل لا تثق ُ به ؟ الا تأتمنه على مشكلتك ؟ اذا كنت قد أئتمنته ُ على حياتك الروحية ألا تأتمنه على حياتك المادية ؟ في ايمان ٍ وثقة سلمته نفسك وقلبك وروحك الا تسلمه ُ في ايمان ٍ وثقة احتياجك ؟ " أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 55 : 22 ) ، أبدا ً " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ....... وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً ؟ ...... اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ . فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. " ( متى 5 ) . كيف لا يكون الله مقصدك حين تبحث عن عون ٍ أو تعضيد أو تقوية او نصح ٍ أو ارشاد أو احتياج ؟ الله كلي ّ الغِنى ، في مخازنه ما تحتاج اليه . الله كلي ّ القوة والقدرة ، ساعده يعضدك . الله كلي ّ الحكمة في جعبته التوجيه والارشاد . الله كلي ّ المحبة والرحمة يده ُ ترعاك . كل اهتمام الناس سراب . كل مجاملات البشر تراب . كل عمار العالم خراب . لا تبني بيتك وتحفر اساسه وتنصبه ُعلى الرمال ، ابني بيتك على صخر الدهور .
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

461 - كانت المرأة الكنعانية تعيش حياة ألم ٍ ومعاناة وهي ترى ابنتها مجنونة . كانت لا تحتمل رؤيتها وهي مثل الزهرة في جمالها لكنها مصابة بلوثة في عقلها . لم تكن تستطيع أن تتكلم معها وتعبر لها عن حبها لها فهي لا تفهم ولا تعي ، وكلما اقتربت منها تحاول ان تحتضنها تراها تصدها او تعتدي عليها أو تبكي . عذاب ٌ يومي تعيشه المرأة التعسة ، عذاب ٌ طويل ٌ مستمر لا يخف ولا ينتهي ، حتى سمعت عن المسيح وعن قدرته على شفاء كل الامراض مهما استعصت . اغلقت الباب على ابنتها واحكمت الرتاج حتى لا تخرج وربطتها في الفراش وخرجت . خرجت تبحث عن المسيح حتى وجدته . ما ان لمحته من بعيد حتى صرخت ، صرخت بكل لوعتها ، صرخت بكل صوتها : " ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا " ( متى 15 : 22 ) . ولم يجبها المسيح ، لم يلتفت اليها . عاودت الصراخ ، كررت الاستنجاد به ، زادت من علو صوتها وندائها واستغاثتها . ولم يجبها بكلمة . اقتربت منه ، اختلطت بتلاميذه ، استمرت تنادي وتصرخ : ابنتي مجنونة ٌ جدا ً . طلب التلاميذ منه أن يرحمها ويصرفها ، انها لن تكف عن الصراخ ، لن ترجع ، لن تتوقف . قال المسيح انه لم يأتي لها ، جاء " إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ "، هي ليست ضمن هؤلاء . ارتمت تحت قدميه ، سجدت له ، رفعت وجهها اليه ، نظرت اليه بكل عينيها . قالت له بعينيها : نعم انت ابن داود ، جئت لعشيرة داود ، جئت لخاصتك ، لكن ابنتي مجنونة ، مجنونة ٌ جدا ً ، اتعذب لها كل يوم ، انت السيد ، انت القادر ، انت الغني . وقال لها المسيح : " لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب " ( متى 15 : 26 ) ولم يثني ذلك الكلام عزمها ، لم يهز ايمانها . كانت له عندها صورة ٌ عظيمة . كان له في قلبها ايمان متسع كبير . قالت عيناها : مائدتك يا رب متسعة ، طعامك يا رب وفير ، خيرات رحمتك كثيرة . الخبز يغطي مائدة نعمتك ويعلو فوقها يكفي البنين ويكفي الكلاب الرابضة ، وقالت بكل قلبها وصوتها : " نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا! " نظر اليها بعد ان سمع كلامها فاعجبه منطقها والحاحها واصرارها وايمانها . رآها تطلب الفُتات ، مجرد الفُتات يكفيها ، يحل مشكلتها ، يشفي ابنتها ، يكفيها الفُتات . قال لها : " «يَا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ " . هل لديك هذا الايمان ؟ هل لديك هذا الاصرار ؟ هل لديك هذا التمسك بالرب ؟
 
قديم 14 - 05 - 2012, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

462 - قبل ميلاده بمئات السنين أعلن الوحي المقدس عن المسيح بلسان اشعياء النبي 9 : 6 قال: " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا ، إِلهًا قَدِيرًا ، أَبًا أَبَدِيًّا ، رَئِيسَ السَّلاَمِ " عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيسا السلام وقبل مولده بشهور ٍ قليلة أرسل جبرائيل الملاك الى مريم العذراء وقال لها : " هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ . هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى ، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ " ( لوقا 1 : 31 ، 32 ) عظيم ، ابن العلي ، ابن داود ، هكذا دعاه جبرائيل ملاك الله . وبعد مولده وقف ملاك الرب امام الرعاة واعلن ميلاد المخلّص ، المسيح الرب . مخلّص ٌ هو المسيح الرب . وتبع المجوس نجمه الذي اعلن مولد ملك اليهود . واثناء حياته على الارض كان كل من يسمعه ويرى اعماله ومعجزاته يصرخ ويعترف انه هو الآتي من الله ، وشهد بطرس انه هو المسيح ابن الله الحي . كل هذه اسماء والقاب المسيح ، عجيب ٌ ، مشير ٌ ، الهٌ قدير ٌ رئيس السلام ، ابن العلي ، عظيم ، ابن داود ، المخلّص ، المسيح الرب ، ابن الله الحي . لكن المسيح كان كثيرا ً ما يدعو نفسه ابن الانسان . كان يحب ان يعرف الناس انه ابن الانسان . في اتضاعه فضّل ان يدعو نفسه ابن الانسان . في محبته للانسانية اختار لقب ابن الانسان . كان من حقه ان يكون ابن الله ، ابن العلي ، الله ظهر في الجسد ، الله نفسه ، لكن في تواضع اختار ان يكون انسانا ً ، مجرد انسان ٍ بسيط ٍ عادي ، انسان . وفي محبة ، محبة ٍ للانسان ارتدى جسد انسان واتخذ ملامح انسان وعاش انسانا ً . أراد ان يكرّم الانسان وأن يضع على رأس الانسان مجدا ً وفخرا ً فاصبح انسانا ً . أحب ابن آدم الانسان وفي محبته تجسد انسانا ً مثل باقي اولاد آدم . بعد ان كان الانسان مكروها ً ، ملعونا ً ، مطرودا ً ، خاطئا ً منبوذا ً من الله ، جعله المسيح محبوبا ً ، مباركا ً ، بارا ً ، مفتقدا ً ، جعله ممجدا ً . الانسان ابن الانسان . ترك مجده في السماء ليأتي على الارض ويحل بمجده في الانسان . رفع قدر الانسان ، رفع رأس الانسان ، رفع قيمة الانسان . ايها الانسان ، المسيح ابن الانسان ضمك الى مجده وجعلك ابنا ً لله . ايها الانسان ، المسيح الله ابن الله اصبح ابن الانسان ليعيدك الى عائلة الله .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

463 - طريق الحياة شاق ٌ طال أم قصُر . الارض ملعونة ٌ مليئة ٌ بالتعب والشوك والحسك . منذ وطأت أقدام آدم وحواء الأرض والتعب والألم والوجع والمعاناة تغطي الطريق كله . عاش الانسان منذ خرج من حضرة الله في جنته سلسلة ً من التعاسة والشقاء ، فقد بهجة رفقة الله ، اضاع جمال التواجد مع الله ، حُرَم من نور الشركة مع الله ، حتى جاء المسيح ، سار في طريق الحياة ، وطأت قدماه الاشواك التي تملأ الارض ، عاش حياة الانسان ، عاش معاناة الانسان ، عاش ضياع الانسان وحرمانه من الله . ومده يده الى تلاميذه ِ وتابعيه ، مد يده ُ الى الانسان ، الى كل انسان ، الى كل الناس وقال : " اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ ........ أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَان " ( يوحنا 15 : 4 ، 5 ) . اثبتوا في ، تمسكوا بي ، أنا اثبت فيكم ، أنا اتمسك بكم ، أنا احيا معكم ، أحيا فيكم . الكرمة تحيا في الاغصان ما دامت الاغصان ثابتة ً في الكرمة لا تبتعد ولا تنفصل . الثبات في المسيح ، الحياة في المسيح ، الالتصاق بالمسيح ، الشركة مع المسيح تغير شكل الحياة . الثبات في المسيح والحياة فيه والشركة معه تقوي من كل ضعف ، تشفي من كل مرض . الثبات فيه يطرد كل حزن ، يُبعد كل شك ، يمنع كل فشل ٍ ومرارة ٍ ويأس . اذا عشت في المسيح تحيا السعادة والفرح والبهجة سواء أكنت على قمة جبل المجد أو وادي الاتضاع ، سوف تغطيك اجنحة الحب ، سوف ترفعك الاذرع الابدية ، ستكون في رفقته . لا تدع شيئا ً يعكر صفو الرفقة معه . لا تسمح ان يفصلك عنه فاصل ٌ أو عائق . في رفقته ِ سلام ، في صحبته ٍ أمان ، مهما احاطت بك مخاطر الحياة وشرور العالم . إن عبرت الأتون ، إن سرت في النار ، إن خطوت فوق الجمر هو هناك ، يطفئ الأتون ، يبرّد النار ، يجعل الجمر بساطا ً تحت قدميك وتحت قدميه . في رفقته ِ سعادة ، في صحبته ِ فرحة ، حتى لو سرت في وادي ظل الموت وسط الاحزان يفزع الموت منه ومنك ويهرب ، تتراجع الاحزان منك ومنه وترحل ، تجف الدموع . رفقته ُ دائمة ، صحبته ُ مستمرة ، الثبات فيه كل يوم ، مسيرتك معه لا تنتهي . لا تُفلت يدك من يده ، لا تُرخي قبضتك ، تمسك به ، تمسك به دائما ً واثبت فيه وهو فيك . في حياتك هنا التصق به ، انت في حاجة ٍ اليه . في طريقك الى الابدية أمسك بيده ، أنت في حاجة ٍ اليه
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ربنا ممكن يأخر حاجة جميلة عشان يخليها أجمل😍
مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي
أجمل| أسماء ولاد جميلة حديثة وقديمة
جميلة عوض vs سلمى حايك..أيهما أجمل فى لوك فريدا كاهلوا؟
قرية ون قن السويسرية هي قرية جميلة وساحرة ومن أجمل الوجهات السياحية


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024