2253 -
بعد سنوات ٍ من علاقة الله الوثيقة بموسى ، بعد مشوار ٍ طويل ٍ في صحبته ، اشتاق موسى أن يرى الله . حمل رسالته ، نقل مشيئته ، نفذ ارادته . قال موسى للرب :
" أَرِنِي مَجْدَكَ "
سمعت ُ صوتك وسمعت صوتي ، أرني مجدك .
وقال له الرب :
" لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ "
لكن الله في محبته ِ لموسى اراد أن يحقق له أمنيته ، قال :
" هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ . وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ . ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى "
بعد محاكمة ٍ قاسية ٍ سادها الظلم وذُبح الحق واغتيلت كل مبادئ العدالة . أخذوا المسيح ليُصلب . جلدوه وعذبوه وأهانوه ووضعوا صليبه ُ عليه . وسار حتى صحرة الجلجثة . وجدوا هناك مكان ، مكان ٌ للصليب ، على صخرة الجلجثة حفروا نقرة في الصخرة وثبتوا الصليب فيها . ومات المسيح على الصليب . سال دم ٌ وماء وانزلقا على الصخرة الى النقرة . اصبح من حق كل انسان ان يرى مجد الله ، يرى مجد الله ويعيش . في نقرة صخرة الجلجثة نرى مجد الله ونحيا . لا خطر علينا من رؤية الله . المسيح لنا الآن هو صخر الدهور ، هو ملجئنا وأماننا وحياتنا . على جبل سيناء نزل الرب أمام عيون جميع الشعب ، رأوه من بعيد . وكان كل من يمس الجبل يُقتل قتلا ً ، كان جبل سيناء كله ُ يدخّن لأن الرب نزل عليه ِ بالنار . صعد دخانه ُ كدخان الأتون ، ارتجف كل الجبل . وعلى جبل الجلجثة كانت ظلمة ٌ على الأرض ، أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل ، تزلزلت الأرض ، الصخور تشققت ، القبور تفتحت ، اهتزت الأرض والسماء .
إن أردت ان ترى مجد الله تعال الى جبل الجلجثة . هناك انتصب ابن الله على الصليب جاذبا ً الارض الى السماء .
في نقرة الصخرة قف وانظر وانتظر مجد الله .
في نقرة الصخرة قف واطلب غفرانا ً لخطاياك .
في نقرة الصخرة قف والمس نعمة الله ورحمته .
في نقرة الصخرة اختبأ ، هناك الأمان في الرب صخر الدهور.
توكل " عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ. " ( اشعياء 26 : 4 )
من جبل سيناء حتى جبل الجلجثة يظهر مجد الله .