2018 - مع اقتراب موعد اللقاء العائلي المقبل تجد نفسك في صراع ٍ مع مجموعة من العواطف المتضاربة . فانت تحب رؤية البعض ، اما فيما يتعلق بالبعض الآخر فانت تشعر بمشاعر متعاكسة ، وربما تتسائل قائلا ً : هل ما يزال فلان ٌ يحمل مرارة ً في قلبه اتجاهي ؟ هل سامحني أم لا ؟
هذا هو الجزء الاخير من قصة يعقوب ، وقد تغيرت اشياء ٌ كثيرة ، فبعد ان هرب الى خاله ِ لابان في بادئ الامر فانه يهرب منه في نهاية المطاف . وبعد ان استغل اخاه ُ عيسو ، ها هو يسعى الى المصالحة معه . وبعد ان ترك بيته ُ وحيدا ً وفقيرا ًُُ ها هو يرجع الآن مع عائلة ٍ وثروة ، ويتسائل : ماذا سيفعل عيسو به ؟ وما اذا كان لا يزال غاضبا ً منه ويسعى للانتقام ، لكنه تعلم ان يثق بالله
سفر التكوين 33 : 1 – 11 ( ترجمة الاخبار السارة )
1. ورفع يعقوب عينيه ونظر فرأى عيسو مقبلا ومعه أربع مئة رجل، ففرق أولاده على ليئة وراحيل والجاريتين.
2. وجعل الجاريتين وأولادهما أولا، ثم ليئة وأولادها، ثم راحيل ويوسف آخرا.
3. أما هو فتقدمهم وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب من أخيه.
4. فأسرع عيسو إلى لقائه وعانقه وألقى بنفسه على عنقه وقبله، وبكيا.
5. ورفع عيسو عينيه فرأى النساء والأولاد فقال: ((من هؤلاء؟)) قال: ((البنون الذين أنعم الله بهم علي يا سيدي)).
6. فتقدمت الجاريتان وأولادهما وسجدوا.
7. ثم تقدمت ليئة وأولادها وسجدوا وأخيرا تقدم يوسف وراحيل وسجدا.
8. فقال عيسو ليعقوب: ((ماذا أردت من كل هذه الماشية التي صادفتها؟)) قال: ((أن أنال رضاك يا سيدي)).
9. قال عيسو: ((عندي كثير، فمالك يبقى لك يا أخي)).
10. قال يعقوب: ((لا. إن نلت رضاك. فاقبل هديتي من يدي. رأيت وجهك فكأني رأيت وجه الله، لاسيما وأنت رضيت عني.
11. فاقبل عطيتي التي جئت بها إليك. الله أنعم علي، وعندي من كل شيء)). وألح عليه فقبل
حينما التقى الاخوان يبدو ان عيسو قد نسي مرارة فقدانه ِ لحقه ِ في البكورية والبركة ، حيث لاقى اخاه يعقوب بالعناق والتقبيل . تخيل مدى صعوبة الموقف على شخص ٍ خطط في وقت ما لقتل اخيه ِ . لقد سمح الوقت الطويل الذي قضاه يعقوب بعيدا ً بشفاء جراح عيسو وازالة المرارة من قلبه ِ . كما ان يعقوب نفسه ُ تعجب من روعة لقائه ِ بأخيه ِ وسر ّ َ به كثيرا ً .
قد تحمل الحياة الصراع والالم لنا وقد نشعر باننا خُدعنا كما حدث مع عيسو ، لكن لا يجدر بنا ان نتمسك بالماضي او نسمح للمرارة بالاستقرار في قلوبنا ، بل يمكننا ازالة المرارة بالتعبير الصادق عن مشاعرنا لله وبالمغفرة لمن اساؤوا الينا وبالاقتناع بما لدينا . اعترف بافكارك ومشاعرك لله واسمح له ان يشفي ذكرياتك . كن حلوا ً لا مرا ً .