|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
2098 - سار الشعب مدة ً طويلة ً في الصحراء . كانت الصحراء جافة ً خشنة ً صفراء . الأرجل تغوص في الرمال ، تغوص حتى تختفي الاقدام ونزعها من الرمال مشقة . الايدي تتمرجح بجوار الاجساد في هزال ، تكاد تسقط من الأكتاف كأفرع ٍ هزيلة ٍ جافة . الصحراء ممتدة ، البرية واسعة ، الارض منبسطة والرمال ناعمة . الشمس ُ ساطعة دائمة ، الحرارة تشوي الاجسام ، اللون الاصفر يعمي . الوف ٌ من البشر يسيرون ، عجوز ٌ يجر قدميه ، طفل ٌ يصرخ يمسك ثياب امه . الرجال غارقون في العرق والهم ، الشباب يتذمرون ويذرفون غيظهم . تراهم لكثرتهم بدوا كجيش ٍ من النمل يدب وسط محيط ٍ متسع ٍ اصفر لا نهاية له . وفي المقدمة يقود موسى الموكب التعب ، يستند الى عصاه في شموخ ٍ واهن . وصرخ طفل ٌ يطلب ماء ً يُطفئ النار في جوفه . ركعت الام ترفع الى فمه الاناء . انكفأ الاناء كله ولم تسقط قطرة َ ماء ، طلبت من جارتها فلم تنل شيئا ً . زاد صراخ الطفل وتتابعت الصرخات تطلب الماء وسرعان ما نفذ الماء . استمرت المسيرة وتجلد الشباب و تحرك الرجال وحملت النساء اطفالهن . انتشرت الهمسات وسرت التساؤلات وجحظت العيون ، اين الماء ؟ الصحراء صحراء ، البرية خالية ، السماء صافية ، لا ظل لسحابة ٍ شاردة . زادت حرارة الشمس ، اكتوت الاقدام ، سال العرق ، جفت الأمعاء . ارتفع الهم ، تصاعدت الزفرات ، تحركت الالسنة الجافة في الافواه المتذمرة . امتزج صراخ الاطفال بندب النساء ، بشكوى الرجال ، بضجر الشباب . أحس موسى بالعناء والشقاء والعطش خلفه . توقف واستند الى عصاه . رفع موسى وجهه الى الله يطلبه ُ ويستنجد . رأى الله معاناة الشعب وآلامه ُ . ارسل الله بصره الى الصحراء الجافة والقفر العاقر والرمال القاتلة . وامر الله موسى أن يحفر الارض ويرفع الرمال ويشق القفر . وتحول الشعب كله الى أيد ٍ تحفر . كل الأيدي شاركت في حفر الأرض . الشباب يحفر في عزم واالرجال يحفرون في اصرار ، والنساء يحفرن في رجاء . وارتمى الاطفال يلهون ويحفرون ، وتذكر عجوز ٌ مراحم الرب فعلا صوتهُ بالغناء . علا صوت العجوز فوق صوت المعاول يعدد بركات الرب وأمانته مع شعبه . وسرت العدوى فارتفعت الاصوات وصدح الترنيم وتعالت االنغمات . ورنموا : اصعدي ايتها البئر ، اصعدي ايتها البئر . وظهر الماء وتدفقت ينابيعه وعلت وجرت ، وتفجرت في القفر ينابيع ماء . امتلئت البئر وفاضت ، ارتوى الشعب كله وشرب ماء الرب . في القفر هناك ماء ، وسط الصحراء آبار . ارفع وجهك لله ، اطلب منه الارتواء ، يعطيك ويشبعك ويرطّب حياتك . سترنم وتهلل وتسبّح وتشكر
|
23 - 01 - 2015, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2099 - ليس بالضرورة ان تكون في سن الشيخوخة كي تنسى شيئا ً هاما ً ، فالنسيان يحدث للناس جميعا ً في كل حين ، ولا بد ان هذا قد حدث معك ، أليس كذلك ، أم انك نسيت ذلك ؟ لقد اصيب العبرانيون بداء النسيان في هذا الوقت من تاريخهم . من هو الاله الذي كنا نعبده ؟ لم اعد اذكر لماذا احمل كتاب الشريعة هذا بين يدي ، أو ما شابه ذلك .
يشوع 24 : 14 – 24 14. ((فخافوا الرب واعبدوه بكمال وإخلاص ، وانزعوا الآلهة التي عبدها آباؤكم في نهر الفرات وفي مصر واعبدوا الرب. 15. وإن كان يسوؤكم أن تعبدوه فاختاروا لكم اليوم من تعبدون ، إما الآلهة التي عبدها آباؤكم عبر الفرات أو آلهة الأموريين الذين أنتم مقيمون بأرضهم . أما أنا وأهل بيتي فنعبد الرب)). 16. فأجابه الشعب: ((حاشا لنا أن نترك الرب ونعبد آلهة غريبة 17. لأن الرب إلهنا هو الذي أخرجنا نحن وآباءنا من مصر، أرض العبودية وصنع أمام عيوننا تلك المعجزات العظيمة وحفظنا في جميع الطرق التي سلكناها، وبين جميع الشعوب الذين عبرنا أرضهم. 18. وطرد من أمامنا جميع الشعوب وكذلك الأموريين الساكنين في الأرض قبلنا، فنحن أيضا نعبد الرب لأنه إلهنا)). 19. فقال يشوع للشعب: ((لا تقدرون أن تعبدوا الرب لأنه إله قدوس، إله غيور، لا يصبر على ذنوبكم وخطاياكم. 20. فأنتم إذا تركتموه وعبدتم آلهة غريبة يرتد عنكم ويسيء إليكم ويفنيكم بعدما كان بارككم)). 21. فقال الشعب ليشوع: ((كلا، بل الرب وحده نعبد)). 22. فأجابهم يشوع: ((أنتم شهود على أنفسكم أنكم اخترتم الرب لتعبدوه)). فقالوا: ((نحن شهود)). 23. فقال لهم يشوع: ((فالآن انزعوا الآلهة الغريبة فيما بينكم ووجهوا قلوبكم إلى الرب إله إسرائيل)). 24. فأجابه الشعب: ((الرب إلهنا نعبد ولصوته نسمع)). كان العهد القائم بين الله والعبرانيين هو ان يعبدوا الرب وحده ويطيعوه . كانت الغاية هي ان يكونوا امة ً مقدسة ً تؤثر في بقية الامم الأخرى وتجلبهم لعبادة الله الحي الحقيقي ، وكان الاستيلاء على ارض كنعان هي احدى وسائل تحقيق تلك الغاية ، لكن العبرانيين انشغلوا بالارض وتحول نظرهم عن الرب الاله . قد نصرف اوقاتا ً طويلة ً جدا ً على الوسائل او الطرق فننسى الغاية النهائية ، ألا وهي تمجيد الله . وقد تقع الكنائس في هذا الخطأ هي الأخرى ، فعلى سبيل المثال : قد تصرف الرعية كل طاقتها في اقامة مرافق جديدة لتصبح بعد ذلك مكتفية ً بذاتها أو تخشى من استخدام الآخرين لهذه المرافق . ما هي غايتك في عملك ، في بيتك ؟ اجعل تصرفاتك هناك جزء ًً من تتميم مقاصد الله النهائية . تذكّر ما دعاك الله للقيام به ولا تنسى وعودك له . |
||||
23 - 01 - 2015, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2100 - تمر الايام والسنين والعصور ودورة الحياة وروتينها كما هي ، فلا جديد تحت الشمس ولا من حقيقة ٍ نراها كحتمية الموت . يتعب الانسان ويشقى خلف مكتسبات الحياة ، فاذا بخسائرها وويلاتها تسود ، وفي النهاية يرى الانسان واذا بكل تعبه ِ الذي تعبه تحت الشمس يؤول الى تلك الحتمية نفسها : الموت ثم سداد ثمن خطاياه . اذن في عالم ٍ كل ما فيه باطل ٌ وفان ٍ ، ويمكنك ان تتطلع من حولك وان ترى ماذا اقصد ، في عالم ٍ كل ما فيه باطل ٌ وفان ٍ تحتاج الى يد ٍ تمتد من خارج محدودية هذا العالم وفنائه فتمسك بيدك وتمنحك حياة جديدة تدوم وتبقى وتستمر فوق هموم اليوم وقلق الغد . ... هكذا لم يأتي يسوع ليقدم دينا ً جديدا ً بل ليصنع القلب الجديد والانسان الجديد . أتى ليكون تلك اليد الوحيدة الممتدة من خارج محدودية عالمنا وفنائه ، يد الله المحب . وبعد أن سُمّرت يده على صليب ٍأُعد اصلا ً لي ولك ليدفع ثمن خطيتي وخطيتك ، قام دائسا على حتمية الموت ليُمسك بيدك ويقودك بمحبته ِ في حياة ٍ جديدة تبقى الى الابد .
الخيار لك ، فماذا تختار ؟ |
||||
23 - 01 - 2015, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2101 - هناك الكثير من المواقف التي تضطرنا للانتظار ، أليس كذلك ؟ فنحن ننتظر في عيادة الطبيب وعند الاشارات الضوئية وفي البيت ، كما اننا ننتظر حضور من يصحبنا معه أو مجيء عطلة نهاية الاسبوع . وهكذا قد يكون الانتظار محبطا ً في بعض الاحيان . يشتمل هذا المقطع من الكتاب المقدس على قصة ٍ مؤثرة ٍ عن الانتظار . كان ينبغي على يوتام ان يفعل ذلك . اسأل نفسك ما اذا كان يستمتع بذلك أم لا ؟ حيث ان تجربته ُ هذه تُشبه تجاربنا جميعا ً بطريقة ٍ أو بأخرى
سفر القضاة 9 : 1 – 57 1. وذهب أبـيمالك بن يربعل إلى أخواله في شكيم، وقال لهم ولجميع قبـيلة أبـي أمه: 2. ((قولوا على مسامع جميع أهل شكيم: أيهما خير لكم، أن يتسلط عليكم سبعون رجلا، أي جميع بني يربعل، أم رجل واحد؟ واذكروا أني أنا من لحمكم ودمكم)). 3. فنقل أخواله إلى أهل شكيم هذا الكلام، فمالت قلوبهم نحو أبـيمالك لأنهم قالوا إنه قريبنا. 4. وأعطوه سبعين من الفضة من بـيت بعل بريت، فاستأجر بها رجالا بطالين أشقياء. 5. وجاء إلى بـيت أبـيه في عفرة وقتل إخوته بني يربعل، وهم سبعون رجلا على صخرة واحدة. وبقي يوتام أصغر بني يربعل حيا لأنه اختبأ. 6. واجتمع أهل شكيم وبـيت ملو ومضوا إلى أبـيمالك وأقاموه عليهم ملكا عند شجرة البلوط الـتي في شكيم. 7. فلما علم يوتام بذلك ذهب إلى جبل جرزيم ووقف على قمته. رفع صوته وقال لهم: ((إسمعوا لي يا أهل شكيم فيسمع الله لكم. 8. ذهبت الأشجار مرة لتمسح عليها ملكا، فقالت لشجرة الزيتون: كوني علينا ملكة. 9. فقالت الزيتونة: أأترك زيتي الـذي من أجله تكرمني الآلهة والناس وأذهب لأستعلي على الشجر؟ 10. فقالت الأشجار للتينة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة. 11. فقالت التينة: أأترك حلاوتي وثمرتي الطيبة وأذهب لأستعلي على الشجر؟ 12. فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة. 13. فقالت الكرمة: أأترك خمري الـذي يفرح الآلهة والناس وأذهب لأستعلي على الشجر؟ 14. فقالت الأشجار كلها للعوسجة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة. 15. فقالت العوسجة: إن كنت حقا تمسحينني ملكة عليك، فتعالي، وفي ظلي استظلي، وإلا فلتخرج نار من العوسجة وتحرق أرز لبنان. 16. ((والآن هل عملتم بالحق والاستقامة، فملكتم عليكم أبـيمالك؟ هل صنعتم خيرا إلى يربعل وبيته وكافأتموه على ما صنعت يداه؟ 17. أبـي قاتل عنكم وخاطر بنفسه وأنقذكم من أيدي المديانيين، أما أنتم اليوم 18. فهاجمتم بـيت أبـي وذبحتم بنيه السبعين على صخرة واحدة، وملكتم أبـيمالك ابن أمته على أهل شكيم لأنه قريبكم، 19. فإن كنتم عملتم بالحق والاستقامة مع يربعل ومع بيته في هذا اليوم فاهنأوا بأبـيمالك وليهنأ هو أيضا بكم، 20. وإلا فلتخرج نار من أبـيمالك وتأكل أهل شكيم وبيت ملو، ولتخرج نار من أهل شكيم وبيت ملو وتأكل أبـيمالك)). 21. وفر يوتام هاربا إلى بـير، فأقام هناك خوفا من أبـيمالك أخيه. 22. وملك أبـيمالك على بني إسرائيل ثلاث سنين. 23. وألقى الله بروح العداء بـين أبـيمالك وأهل شكيم، فغدر أهل شكيم بأبـيمالك 24. ليرتد الظلم الـذي وقع على بني يربعل السبعين ويكون دمهم على أبـيمالك أخيهم الـذي قتلهم وعلى أهل شكيم الـذين شجعوه على قتلهم. 25. فأقام أهل شكيم كمينا على رؤوس الجبال، فكانوا يسلبون كل من مر بهم في الطريق. وعلم أبـيمالك بذلك. 26. وجاء جعل بن عابد مع إخوته إلى شكيم، فوثق به أهلها، 27. وخرجواإلى البرية وقطفوا كرومهم وعصروا واحتفلوا ودخلوا بيوت آلهتهم وأكلوا وشربوا ولعنوا أبـيمالك. 28. فقال جعل بن عابد: ((من هو أبـيمالك؟ ولماذا نخدمه نحن في شكيم: أما هو ابن يربعل ووكيله زبول؟ فلماذا نخدمه؟ اخدموا رجال حمور أبـي شكيم. 29. ليت هذا الشعب في يدي، فأعزل أبـيمالك وأقول له: أعد جيشك واخرج للقتال!)) 30. وسمع زبول والي المدينة بكلام جعل بن عابد، فاشتد غضبه 31. وأرسل في السر إلى أبـيمالك يقول له: ((جعل بن عابد وإخوته جاؤوا شكيم، وهم يثيرون عليك المدينة. 32. فقم أنت والـذين معك ليلا واكمنوا في البرية، 33. وباكرا في الصباح عند طلوع الشمس اهجم على المدينة، فيخرج هو وأصحابه إليك فتفعل بهم ما تقدر عليه)). 34. فقام أبـيمالك والـذين معه ليلا وكمنوا حول شكيم في أربع فرق. 35. فخرج جعل بن عابد وأقام عند مدخل المدينة، فوثب أبـيمالك والـذين معه من المكمن. 36. ورآهم جعل فقال لزبول: ((أرى كثيرين ينزلون من رؤوس الجبال)). فقال له زبول: ((أنت ترى ظل الجبال فتحسبه رجالا)). 37. فعاد جعل وقال: ((ها قوم نازلون من أعالي الجبال وفرقة مقبلة من جهة بلوطة العرافين)). 38. فقال له زبول: ((أين الآن كلامك؟ أما كنت تقول: من هو أبـيمالك حتـى نخدمه؟ هذا هو الشعب الـذي ازدريته، فاخرج الآن إليه وقاتله)). 39. فخرج جعل قائدا أهل شكيم وحارب أبـيمالك. 40. فهزمه أبـيمالك، فهرب من أمامه وسقط جرحى كثيرون قبل أن بلغوا مدخل المدينة. 41. وأقام أبـيمالك في أرومة، أما زبول فطرد جعل وإخوته من شكيم. 42. وفي الغد خرج الشعب إلى البرية، فعلم أبـيمالك بذلك. 43. فأخذ رجاله وقسمهم ثلاث فرق وكمن لهم في البرية. وحين رأى الشعب خارجين من المدينة، انقض عليهم. 44. وتقدم أبـيمالك والفرقة الـتي معه وتمركزوا عند باب المدينة، وأما الفرقتان الأخريان فهجمتا على الـذين في البرية وقضتا عليهم. 45. وحارب أبـيمالك المدينة ذلك اليوم كله واحتلها، وقتل الـذين فيها، وهدمها وزرعها ملحا. 46. فسمع بالأمر أهل مجدل شكيم، فدخلوا جميعا حصن بيت إيل بريت. 47. وعلم أبـيمالك بوجودهم هناك، 48. فصعد إلى جبل صلمون، هو والـذين معه، وأخذ فأسا بيده وقطع غصنا من الشجر وحمله على كتفه وقال للذين معه: "تفعلون سريعا كما أفعل". 49. فقطع كل واحد منهم غصنا وتبعوا أبـيمالك وألقوا الأغصان حول الحصن وأحرقوه بالنار، فمات أيضا جميع أهل مجدل شكيم وكانوا نحو ألف رجل وامرأة. 50. ثم توجه أبـيمالك إلى مدينة تاباص وحاصرها واحتلها. 51. وكان في وسط المدينة برج محصن، فهرب إليه جميع الرجال والنساء، ومنهم زعماء المدينة، وأغلقوا وراءهم الأبواب وصعدوا إلى سطح البرج. 52. فزحف أبـيمالك على البرج، فحاصره وتقدم إلى مدخله ليحرقه بالنار، 53. فألقت امرأة حجرا كبـيرا على رأسه فشدخت جمجمته. 54. فدعا في الحال حامل سلاحه، وكان شابا، وأمره: ((إستل سيفك واقتلني لئلا يقال إن امرأة قتلته)). فطعنه الشاب بالسيف فمات. 55. فلما رأى رجال بني إسرائيل أن أبـيمالك مات، عاد كل واحد منهم إلى بيته. 56. ورد الله على أبـيمالك الشر الـذي صنع بأبـيه حين قتل إخوته السبعين. 57. وكذلك رد الله الشر الـذي صنعه أهل شكيم على رؤوسهم، وتمت عليهم لعنة يوتام بن يربعل. كانت صفات ابيمالك مناقضة ٌ للصفات التي يريدها الله في القاضي ، ومع ذلك فقد انتظر الله ثلاث سنوات قبل ان ينقلب عليه ِ ويتمم المثل الذي ضربه يوتام كما ورد في سفر القضاة 9 : 22 – 24 ربما بدت تلك السنوات الثلاث ثلاثة دهور ٍ بالنسبة ليوتام . ومن المؤكد انه كان يتسائل متعجبا ً عن سبب عدم معاقبة الله لابيمالك فورا ً على طرقه ِ الشريرة . لسنا وحدنا فقط الذين نتعجب من سبب انتشار الشر ، فالكثيرون تعجبوا وتسائلوا مثلنا تماما ً ، لكن الله يعد بأنه سيتعامل مع الخطية ولكن في الوقت الذي يحدده هو وليس نحن ُ . وفي الحقيقة من الجيد ان الله لا يعاقب على الفور لاننا نحن ايضا ً نستحق عقاب الله لنا على خطايانا ، فالله بمقتضى رحمته ِ يصفح عنا ولا يعاقبنا على الفور وذلك لكي يمنحنا الفرصة لترك خطايانا والرجوع اليه تائبين . عليك ان تُدرك بأن الثقة في عدالة الله تعني انتظار توقيته ِ هو . قد يتوجب عليك ان تنتظر طويلا ً الى أن يعاقب الله الاشرار ، لكن تأكد تماما ً أن الله سيقضي على كل شر في الوقت الذي يعيّنه ُ هو . |
||||
26 - 01 - 2015, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2102 - من المعلوم لدينا جميعا ً إن الناس يملكون صفات ٍ عديدة ً ومهارات ٍ مختلفة . ومع ان هذه الصفات والمهارات يمكن ان تكون مفيدة ً لنا وللآخرين في اوقات ٍ كثيرة ، فإنها قد توقعنا في المتاعب ايضا ً . فحياتنا تزخر بالضجيج والانشغال ، على الرغم من ذلك فإن كلمة الله تدعونا الى ان نكون هادئين . فنقرأ في رسالة الرسول بولس الاولى الى اهل تسالونيكي 4 : 10 ، 11
" وَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَزْدَادُوا أَكْثَرَ، وَأَنْ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ " فنحن نعيش في عالم ٍ أقل ما يُقال فيه أنه صاخب ٌ ، فهناك اشخاص ٌ يعيشون حياة ً مترفة ً أو مريحة ً الى حد ٍ ما لكن قلوبهم تزخر بضجيج الاحباط وعدم الرضا . فالضجيج يأتي من مصادر كثيرة . وفي بعض الاوقات قد نشغل وقتنا ً بأي شيء ٍ عن سابق قصد ٍ وتصميم ٍ لكي نملأ الفراغ الذي نشعر به في قلوبنا ، لكن الكتاب المقدس يقول في سفر صفنيا 3 : 17 " الرَّبُّ إِلهُكِ......... يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ " ووفقا ً لاحدى الترجمات الاجنبية فإن الله يمنحنا سكينة ً في محبته . فإن كان الله يسكن فينا بروحه ِ فلا بد لسكينته ان تنعكس علينا . بعبارة ٍ أخرى فإنه يعطينا هدوء ً وسكينة ً وطمأنينة ً وسلاما ً ، فهو في وسط كنيسته ِ الاله القادر أن يخلّصنا ويدافع عنا ويحمينا ويعطينا حياة النصرة . ونقرا في انجيل يوحنا 3 : 16 ان الله بين محبته لنا من خلال تضحيته بابنه الوحيد يسوع المسيح " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " وفي الحقيقة ان الانسان لن ينعم بالسلام الا من خلال ايمانه ِ بيسوع المسيح . لهذا فاننا نقرأ في سفر الجامعة 4 : 6 " حُفْنَةُ رَاحَةٍ خَيْرٌ مِنْ حُفْنَتَيْ تَعَبٍ وَقَبْضِ الرِّيحِ. " والراحة الحقيقية هي تلك التي يقدمها لنا الرب يسوع الذي دعانا في انجيل متى 11 : 28- 30 28 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي ، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30 لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». اذن لماذا ينبغي لنا ان نهدأ وان نستكين ؟ نقرأ في المزمور 46 : 10 " استكينوا واعلموا أني أنا الله " ( ترجمة الحياة ) فكيف سنتمكن من سماع صوت الله إن كنا منهمكين في اشغال الحياة وصخبها ؟ قال احدهم : لا تضيّع اية فرصة ٍ في ابقاء فمك مغلقا ً . ويا له من تحد ٍ لنا ، لذلك ما احوجنا الى تعلم الدروس واخذ العبر من ابطال الايمان في الكتاب المقدس ، فناظم المزمور 62 : 1 ، 2 يقول " إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي . مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي . إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي " من السهل علينا ان نفتح افواهنا وأن نتكلم وأن نتذمر وأن نجادل وأن نصرخ . لكن عندما نسكن في محضر الله فاننا نفسح المجال له للعمل في حياتنا ولملء قلوبنا بسلامه ِ العجيب . فنحن نقرأ في سفر اشعياء 32 : 17 ( ترجمة الحياة ) " فيكون ثمر البر سلاما، وفعل البر سكينة وطمأنينة إلى الأبد،" ويا له من وعد ٍ رائع ٍ لحياتنا . اذن اذا كنت تحب ان تعيش حياة ً ممتلئة ً بالسلام والسكينة والطمأنينة فاننا نشجعك على التوقف ليوم ٍ كامل ٍ عن الشكوى والتذمر والجدل واغتياب الآخرين ، وعوضا ً عن ذلك حاول ان تهدأ وأن تستكين . إن وجدت صعوبة في القيام بذلك اسأل الله أن يعطيك بعض الهدوء والسكينة في قلبك . فإن هدأت قليلا ًستسمع صوت الله بوضوح أكثر من أي وقت ٍ مضى . وختاما ً نتضرع اليك ا ابانا السماوي أن تملا قلب كل انسان بالهدوء والسكينة ، كما اننا نرجوك ان تساعدنا على التخلص من كل ضوضاء في حياتنا ليوم ٍ كامل لكي نتمكن من سماع صوتك العذب ، وساعدنا أن نجد السلام والرضا لا من خلال اعمالنا وجهودنا بل من خلال اتكالنا عليك . نسألك هذا يا رب اكراما ً لاسم يسوع المسيح . آمين |
||||
26 - 01 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2103 - حينما تقع في مشكلة ٍ ما قد يكون من الصعب عليك ان ترى ما ينبغي عليك فعله بالتحديد ، لكن بعد مرور بعض الوقت وتطلعك الى الوراء يمكنك عندها ان ترى الامور بوضوح ٍ كامل ، وكما نقول باللهجة الدارجة تُصبح رؤيتك لما جرى ستة على ستة . يمتلك سفر راعوث خاصية ً فريدة ً في اظهار تأثير ماضينا على حاضرنا . فكيف كان باستطاعة نعمي وفي غمرة حزنها لفقدان زوجها وابنيها أن ترى ان مستقبلها يحمل لها خيرا ً مضاعفا ً اكثر عشرة مرات ٍ عما مضى . في الحقيقة لم تكن لترى ذلك لو لم تضع ثقتها في الله ، وهذا درس ٌ هام ٌ ينبغي علينا تعلمه
بالنسبة للبعض يبدو سفر راعوث مجرد قصة ٍ جميلة ٍ عن امرأة ٍ محظوظة ، لكن هذا السفر القصير يدون لنا مولد رجل ٍ يُدعى عوبيد ، وقد كانت ولادته وبعض الاحداث الأخرى المدونة في سفر راعوث جزءا ً من اعداد الله لميلاد الملك داود والرب يسوع . لم يكن بمقدور راعوث ان تعرف تصرفاتها ستؤدي الى مثل هذا الحدث المستقبلي المجيد . كذلك فنحن لا نعرف كيف يمكن لحياتنا أن تؤثر في الآخرين بعد سنوات ٍ من اليوم . عش أمينا ً للرب عالما ً أن تأثير حياتك سيمتد لما بعد فترة حياتك على الارض ، وكن واثقا ً بأن مكافآت الرب ستفوق أية َ تضحيات ٍ تقوم بها . |
||||
27 - 01 - 2015, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2104 - صورة للواقع الذي نعيشه
شابة ٌ في مقتبل العمر تنحني وتشرب من مياه النبع الجارية . بعد اسبوع ٍ واحد تقع ميتة ً بلا حراك . التاريخ هو سنة 2300 م . أما السموم التي تناولتها هذه الفتاة فهي نفايات ٌ مشعة مدفونة ٌ في الارض خلفها المهندسون النوويون في العصر الذري ، والآن جاء الوقت ُ ووجدت النفايات طريقها الى مياه النهر فلوثتها وحولتها الى سموم ٍ جارية . هل يصعب عليك ان تتخيل مستقبلا ً من هذا النوع ؟ أم تظن ان الحال سيكون اصعب على الجيل القادم ؟ هذا طبعا ً إن كان هناك جيل ٌ قادم . هل دفن النفايات المشعة عمل ٌ اخلاقي ٌ أدبي يقوم به علماء عصرنا ؟ تسألني : وما هي البدائل ؟ البديل الأول : هو أن تُترك النفايات على السطح فتعّرض حياة الكثيرين الى الموت . هذه جريمة ٌ لا تُغتفر . البديل الثاني : هو أن تُرسل هذه النفايات المشعة محمّلة ً على مركبة ٍ فضائية الى الشمس ، لكن هذه الفكرة ايضا ً تحمل المخاطر ، ماذا لو انفجرت المركبة في انطلاقها ؟ ستنتشر آثار المواد\ المشعة المميتة مئات الكيلومترات المربعة ، لذلك صار الاتفاق أن تُدفن في باطن الأرض . تُرى هل يمكن تشبيه هذه النفايات بالعادات والمواقف السيئة التي نخبّئها في نفوسنا من الداخل ؟ فنحن ايضا ً لا نستطيع اطلاقها الى الخارج لانها ستؤذي الآخرين وتجرحهم ، ولا نستطيع كذلك ان نتركها تظهر على سطح حياتنا ظاهرة ً للعيان والا كنا موضع انتقاد ، فماذا نفعل ؟ نلجأ الى نفس الحل : ندفنها في أعماق ضمائرنا حتى لا يراها احد . الضغينة ، الحسد ، حب الانتقام وغيرها من المواقف البطالة تجد طريقها الى باطن حياتنا ، ولكن كما هو في حالة الفتاة ، ألن يأتي يوم ٌ تظهر فيه هذه المواقف على حقيقتها ؟ على انها ستؤذينا نحن ُ أكثر من أي إنسان ٍ آخر . تسالني هنا ايضا ً ما هي البدائل ؟ أجيبك بصراحة ، يوجد بديل ٌ واحد أعرفه لا أكثر : التجأ الى الله بمواقفي السلبية واكشفها له ، أعترف له بها ، ثم اطلب اليه على اساس موت المسيح الفدائي فوق الصليب لا ان يغفرها لي فقط بل ان ينزعها من حياتي . هذا هو البديل ، بل هذا هو الحل . |
||||
28 - 01 - 2015, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2105 - من المحبط ان تتحدث الى شخص ٍ يتظاهر بانه يصغي اليك ، فقد ترغب في الصراخ اليه قائلا ً : اني اتحدث معك وانت لا تصغي الي . عانى العبرانيون من هذه المشكلة لسنوات ٍ عديدة ، فقد كان الله يتحث اليهم لكنهم لم يكونوا يصغون اليه . لقد انقضت بضعة عقود ٍ منذ ان تكلم آخر نبي من انبياء الله للشعب . ،وها قد جاء صموئيل ليفتح قنوات الاتصال مع الله من جديد
1 صموئيل 3 : 1 – 14 ( ترجمة الاخبار السارة ) 1. أما صموئيل الصبي ، فكان يخدم الرب بإشراف عالي. وكانت كلمة الرب نادرة والرؤى قليلة في ذلك الزمان. 2. وفي إحدى الليالي كان عالي الكاهن نائما في غرفته وابتدأت عيناه تضعفان فلم يقدر أن يبصر. 3. ومصباح بيت الله لم ينطفئ بعد، وصموئيل نائما في الهيكل حيث تابوت العهد. 4. فدعا الرب صموئيل، فأجاب: ((ها أنا يا سيدي)). 5. وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). فقال له: ((ما دعوتك. إرجع ونم)). فرجع صموئيل ونام. 6. فعاد الرب ودعا صموئيل ثانية، فقام وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). فقال له: ((ما دعوتك يا ابني. إرجع ونم)). 7. ولم يكن صموئيل عرف الرب ولا كلامه انكشف له بعد. 8. فعاد الرب ودعا صموئيل ثالثة، فقام صموئيل وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). ففهم عالي أن الرب يدعو الصبي، 9. فقال له: ((إذهب ونم، وإن دعاك صوت فقل: تكلم يا رب لأن عبدك سامع)). فذهب صموئيل إلى فراشه ونام. 10. فجاء الرب واقترب من صموئيل ودعاه كالمرات السابقة: ((صموئيل، صموئيل)). فأجاب صموئيل: ((تكلم يا رب لأن عبدك سامع)). 11. فقال له الرب: ((سأعمل في إسرائيل عملا يذهل كل من سمع به 12. في ذلك اليوم أنفذ بنسل عالي كل وعيدي من أوله إلى آخره. 13. فأنا أنذرته بأني سأقضي على نسله إلى الأبد، لأنه علم أن بنيه أثموا، ولم يردعهم. 14. ولذلك أقسمت أن لا ذبيحة ولا تقدمة تكفران عن إثم عالي ونسله إلى الأبد)). لقد تكلم الله مباشرة ً وبصوت ٍ مسموع مع موسى ويشوع ، لكن كلمته صارت نادرة ً اثناء فترة حكم القضاة التي امتدت 300 سنة ، ففي هذه الفترة لم يكن هنالك انبياء ٌ يوصلون رسائل الله الى الشعب . وعوضا ً عن يستمع الشعب الى الله لجأ الى مصادر اخرى للحكمة ، لكن حينما تكلم الله مع صموئيل تجاوب الصبي صموئيل معه على الفور قائلا : " تكلم يا رب لأن عبدك سامع " لا يستخدم الله صوتا ً بشريا ً على الدوام لكنه يتحدث بوضوح ٍ دوما ً من خلال كلمته . ولكي نتلقى رسائله ينبغي علينا ان نكون مستعدين دوما ً للاصغاء والعمل بما يأمرنا به ، وهكذا فإن الاصغاء والتجاوب هما عنصران هامان للغاية في تعاملنا مع الله . هل سمعت صوت الله مؤخرا ً ؟ انه يتحدث اليك . كن مستعدا ً مثل صموئيل لان تقول له : هاءَنَذا ، حينما يعطيك رسالة . |
||||
29 - 01 - 2015, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2106 - قد لا تبدو اصنام اليوم شبيهة ً بالاصنام الوثنية القديمة المصنوعة من الخشب او الحجر لكنها لا تقل عنها خطورة ً على حياتنا . فالشيء الذي يحتل المكانة الاولى في حياة المرء هو في حقيقة الأمر الهه ُ. فقد يكون المال او النجاح او الاشياء المادية او الكبرياء او اي شيء ٍ آخر صنما ً في حياتنا اذا احتل مكان الله في قلوبنا . الرب وحده هو المستحق لخدمتنا وعبادتنا لذلك لا ينبغي علينا ان نسمح لأي شيء ٍ آخر ان يشغل مكان الله في حياتنا .
ما الاصنام التي تتنافس للسيطرة على حياتك ؟ وما الذي ينبغي عليك فعله لابقاء الله اولا ً في حياتك ؟ |
||||
02 - 02 - 2015, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
2107 - هناك اشخاص يحبون شرب الشاي الذي يأتي على شكل اوراق مجففة . وكما نعلم جميعا ً لا يمكننا أن نستمتع بمذاق الشاي ونكهته المتميزة الا بعد نقع اوراق الشاي في ماء ٍ ساخن . ولعل هذا يذكّرنا بحياتنا نحن البشر ، فقد خلقنا الله واعطى كل منا شخصية ً مميزة . كما ان لكل منا جوانب قوة ٍ وجوانب ضعف ٍ في شخصيته ِ وحياته ِ ، لكننا في اغلب الاوقات لا ندرك جوانب القوة والضعف في حياتنا الا بعد نقعنا في الماء الساخن ، اي الا بعد ان نمر بأزمة ٍ أو ظرف ٍ عصيب . فاذا تخيلت نفسك كورقة الشاي التي لا تعطي مذاقا ً طيبا ً ونكهة ً متميزة ً الا بعد نقعها في الماء الساخن ، فسوف تدرك انه لا مبرر لانهيارك تحت وطأة الظروف الصعبة ، فقد تكون هذه الظروف القاسية هي انسب الاوقات لاخراج افضل ما لديك ولمباركة الآخرين من حولك . هذا هو تماما ما حدث مع احدى النساء الفاضلات في الكتاب المقدس وتدعى اليصابات . فنحن نقرأ في انجيل لوقا 1 : 6 ، 7 أن اليصابات وزوجها :
" 6 و كانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب و احكامه بلا لوم 7 و لم يكن لهما ولد اذ كانت اليصابات عاقرا و كانا كلاهما متقدمين في ايامهما " اذن فقد كانت اليصابات متقدمة ً في العمر وعاقرا ً ، لكن هل هذا يعني انها كانت عديمة النفع ؟ بالتأكيد لا ، فقد استخدمها الله بالرغم من شيخوختها لتقوم بدور بارز ٍ في قصة ميلاد الرب يسوع المسيح . لكن ما الذي دفع الله الى اختيارها ؟ يخبرنا الكتاب المقدس ان ملاكا ً ظهر لزكريا واخبره ُ ان زوجته اليصابات ستلد ابنا ً وانه ينبغي ان يسميه يوحنا . وقد يبدو هذا مستحيلا ً ، أليس كذلك ؟ فقد كانا كلاهما متقدمين في السن ، لكن الملاك تابع قائلا ًعن الصبي الذي سيولد " و يكون لك فرح و ابتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته لانه يكون عظيما امام الرب و خمرا و مسكرا لا يشرب و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس ..... لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا " ( لوقا 1 : 14 ، 15 ، 17 ) ويا لها من كلمات ٍ رائعة ٍ ومشجعة ٍ حقا ً . ماذا سيكون رد فعلك اذا ظهر لك ملاك ؟ وماذا لو قال لك ان الله افرز ابنك الذي ستلده زوجتك للقيام بعمل ٍ ما ؟ هل ستصدق ذلك الخبر ؟ ماذا عن اليصابات ، وكيف كان رد فعلها عندما سمعت هذا الخبر الذي لا يُصدّق ؟ نقرأ في انجيل لوقا 1 : 24 " و بعد تلك الايام حبلت اليصابات امرأته و اخفت نفسها خمسة اشهر قائلة " وهذا يعني انها لم تتباهى امام الناس ولم تتفاخر بأن الصبي الذي تحمله في احشائها سيكون عظيما ً أمام الرب ، بل انها قالت بتواضع ٍ تام : " هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر الي لينزع عاري بين الناس " وبذلك كانت تقر بسيادة الله على حياتها ، وهذا يرينا ان ايمان اليصابات أُختبر تحت الماء الساخن فنجحت في الاختبار بتميز . لكن ماذا عنك َ او عنك ِ ؟ هل تجتاز او تجتازين ظروفا ً صعبة في حياتك هذه الايام ؟ وهل تظن ان حياتك صارت جافة ومتغضنة ً كأوراق الشاي الجافة ؟ او هل تشعر بانك صرت عجوزا ً وعديم النفع بسبب عمرك أو بسبب ضعفك البدني ؟ وهل تعتقد ان حياتك ليست مثمرة ؟ وانه لا حاجة لأن تبقى على قيد الحياة بعد الآن ؟ إن كنت َ او كنت ِ كذلك فتأمل في شخصية اليصابات وحياتها ، فقد كانت عجوزا ً وعاقرا ً في آن ٍ واحد ، ومع ذلك فقد آمنت بالله ، وبسبب ايمانها فقد اعطاها الله معنى ً ومغزى ً في هذه الحياة . وأود ان اسألك ايضا ً : هل صليت مؤخرا ً لأجل لشخص ٍ ما او مشكلة ما في حياتك ؟ وهل شعرت بعد تلك الصلاة ان ايمانك لم يكن كافيا ً وان الله لن يستجيب لطلبتك ؟ أذن ربما ينبغي لك ان تستمع الى ما قاله الرب يسوع عن الايمان في انجيل متى 17 : 20 " لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل و لا يكون شيء غير ممكن لديكم " لذلك لا تنظر الى الايمان الذي ليس لديك بل انظر الى الايمان الذي لديك حتى لو كان صغيرا ً مثل حبة الخردل ، فالله يريد ان يباركك وان يستخدمك لتكون بركة ً للآخرين . وفي الختام نشكرك يا ابانا السماوي لأن كل خير ٍ وعطية ٍ صالحة ٍ تأتينا من يدك أنت . نسألك يا رب ان تعطينا نعمة الايمان لكي لا نعيش في خوف ٍ وعار ٍوعدم تصديق . كما نسألك ان تعطي كل من يقرأ هذا التأمل ايمانا قادرا ً على تحريك الجبال وان تجعله او تجعلها رجلا ً أو امرأة ً حسب قلبك باسم ابنك الحبيب يسوع المسيح ، آمين . |
||||
|