397 - في وسط الليل في الظلام والبرد جلس الرعاة حول النار يستدفئون ، فجأة وقف بهم ملاك الرب واعلن لهم مولد المسيح المخلّص المنتظر وظهر جمهور ٍ من الجند السماوي يسبحون الله ويقولون : " وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ " بالناس المسرة ، مسرة ، فرح ، بهجة ، سعادة ، تهليل وتسبيح ، مسرة . المسرة تحيي النفس ، المسرة ترطب القلب ، المسرة تُبهج الروح . مولد ُ طفل يجلب المسرة . الطفل ُ حين يولد يبكي والناس حوله يضحكون . صراخ الطفل الوليد يُفرح وُيسعد ويُبهج الأم والاهل والاصدقاء . للاهل بمولد الطفل مسرة ، للناس جميعا ً بمولد المسيح مسرة . مسرة لأن الله افتقد شعبه ، الله أحب وجاء الينا . مسرة لأن الحكم بالموت قد رُفع ، لم نعد تحت حكم الموت . بمولد المسيح صار لنا الحق في ان نتحرر من عبودية الشر . بمولد المسيح تبررنا من كل جريمة وتطهرنا من كل لعنة . الآن لنا الحق في ان نفرح ونُسَر فقد تم سداد الدين . الآن لنا الحق في ان نبتهج ونسعد فقد تم كسر ُ قيدنا . جاء المسيح وحمل عنا كل خطايانا وصعد بها الى الصليب وخلّصنا منها ونفّذ عنا في نفسه حكم الموت . مات لأجلنا . لهذا نُسر ، بالناس المسرة ، مسرة ُ الاحرار ، مسرة ُ الابرار ، لهذا نفرح فالانسان الحر يفرح فرحة حرية لا تعادلها فرحة ، وهذا الفرح فرح ٌ دائم لا ينتهي ، كل مسرات العالم تنتهي . مسرة العالم قصيرة العمر تنتهي وتخمد بانتهاء النشوة ، مسرة ُ المسيح ابدية لا تنتهي فهو الله المسرة الابدي الدائم . بهجة ُ وجود المسيح فينا ، بهجة ُ مولد المسيح داخلنا ليس كأي بهجة ، هي بهجة ٌ داخلية ، ينبوع ٌ لا ينضب يفيض ُ ويفيض ُ ويفيض لأن مصدره هو المسيح فرحنا ، بهجتنا ، مسرتنا وسعادتنا . وسط النيران المحرقة الأتون كان الفتية سعداء بصحبة ابن الله . وسط جب الاسود ، الانياب المتوحشة كان دانيال راقدا ً في سلام . في اعماق السجن المظلم كان بولس وبرنابا يسبّحان الله ويتهللان . تحت ثقل السلاسل وحيدا ً في سجنه ِ كان بطرس ينام ُ نوما ً هادئا ً . بالناس المسرة ، هكذا كانت الانشودة بالناس المسرة . بالناس المسرة هكذا كانت البشارة بالناس المسرة . لك المسرة إن كان لك المسيح . مجيئه لك مسرة ، حلوله ُ فيك مسرة .