يقول الله في سفر اشعياء النبي " هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ." ( اشعياء 48 : 10 ) اخترتك ... ما اجملها من كلمة وما اروعها من حقيقة . هو ينظر ويختار وينتقي . ويقول المسيح : " لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُم ْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ " ( يوحنا 15 : 16 ) اخترتكم ، مرة اخرى نفس الكلمة . ما اجملها واروعها ، ينظر ويختار وينتقي . وهو لا يختار الافضل والاحسن والاعظم . هو يختار ليجعل الافضل والاحسن والاعظم . بل هو يختار جهال العالم ليخزي الحكماء ، وضعفاء العالم ليخزي الاقوياء ، وادنياء العالم ليبطل الموجود ( 1 كورنثوس 1 : 27 ) ويجعل الجهال احكم الحكماء والضعفاء اقوى الاقوياء والادنياء اعظم العظماء . واختياره هذا لا يعتمد على فضل ٍ فينا ولا على عمل ٍ قمنا به في وقت ٍ من الاوقات . هو اختارنا فيه قبل تاسيس العالم ( افسس 1 : 4 ) قبل ان يكون هناك عدد يختار منهم . اختارنا لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة . اختارنا ليقدسنا وليطهرنا ويبررنا " إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ " ( افسس 1 : 5 ) فاذا ما مررت في تجربة ٍ مريرة حين تجد نفسك في وسط اتون الشدة والالم . واذا ما حلت عليك الاحزان والمحن ، حين تتراكم البلايا ، حين يربض عليك الكرب . اعلم ان الله قد اختارك واطمئن انك ضمن مختاريه المقدسين المفروزين . تمسك بوعده ولا تعبأ بالحزن والبلوى. لا تهتم بالتجارب ولا تهتز للشدائد . ليحل الفقر ما شاء ، لتجف الارض ، ليتوقف المطر ، لتأتي الفاقة والعوز . انت مختار الله ، ومختار الله لا يحل به جوع ولا عطش ولا فقر . ليأتي المرض إن أراد ، ليهزل البدن ، ليعجز الجسد ، ليخر العود وينهار . انت مختار الله ، ومختار الله لا يخاف الوهن والمرض والعجز والموت . ربما يحوم الموت ويصول ويجول ، لتنهمر الدموع وترتجف القلوب . انت مختار الله ، ومختار الله إن سار في وادي ظل الموت لا يخاف شرا ً ( مزمور 23 : 4 ) إن خلا البيت من الطعام لا تخشى شيئا ً ، الله اختار بيتك لسكناه . إن مس جسدك مرض لا تخشى شيئا ً ، الله اختار جسدك ليقدسه . إن هاجمك الموت لا تخشى شيئا ً ، الله الحي يحيا فيك ويحييك . هو معك ، هو يعزيك ، هو فيك ، هو يقويك ، هو حولك يحميك . اسمع صوته وهو يقول لك : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ " ( تكوين 26 : 24 ) .