536 - حين نتأمل العالم حولنا نجد الكثير من الانحلال والمعاناة والتفكك والقبح . مع ان الله خلق العالم طاهرا ً رائعا ً متماسكا ً جميلا ً . كان كل شيء ٍ حسنا ً . ويعزو الباحثون امراض العالم ومساوئه الى مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية . بينما الحقيقة ان كل مشاكل العالم ومساوئه وامراضه اسبابها روحية . الانهيار الخارجي سببه انهيار ٌ داخلي . التصدع يحدث في الداخل وينعكس على الخارج . البثور والقروح الظاهرة نتيجة مرض ٍ باطني . ولا تشفى البثور والقروح بعلاج ٍ ظاهري بل بعلاج الباطن . مشكلة العالم والانسان مشكلة ٌ روحية . تشوهت الروح فتشوه الجسد . ابتعد الانسان عن الله فتردى في دوامة مشاكل لا تنتهي . قال المسيح : " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُور َ." ( متى 12 : 35 ) فلا يمكن ان نصلح الخارج والداخل ملتو ٍ ، ولا يمكن ان نغير العالم وهو بعيد ٌ عن الرب . مريض القلب وجهه شاحب ٌ باهت . حين يصح القلب يعود للوجه رونقه وبهائه . إن شئنا علاجا ً وسلاما ً للعالم فبالرجوع الى الله . الله وحده القادر على ان يعيد للعالم صورته الاولى . قال داود النبي والالم يعتصر روحه : " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ ؟ " ووجد الحل في الله فقال : " ارْتَجِي اللهَ ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ " ( مزمور 42 : 5 ) إن شعرت بالوهن والتعب والارهاق والمرض ، لا تبحث عن السبب في الخارج ، السبب داخلي ٌ في القلب والروح . ولا تسعى الى العلاج الظاهري ، المرهم والدهان لا يفيد . العلاج يبدأ من الداخل . الداء داخل الاحشاء . ترجى الله ، اسعى اليه ، امتلئ به ، يصح خارجك وتعود لك نضارتك ويختفي شحوبك ، وترجع ضحكتك وابتسامتك وصحتك .