10 - 07 - 2012, 12:31 PM
|
|
|
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
|
|
|
|
|
لا تبكين عليَّ _ أثناسيوس الرسولي
لا تبكين عليَّ القديس أثناسيوس الرسولي
فلنحفظ إذا العيد (البصخة)، يا إخوتي، غير محتفلين به أبداً كمناسبة حزن ورثاء. ولا نرتبك - مثل الهراطقة - بشأن الإضطرابات الوقتية، التي تأتي علينا بسبب التقوى. بل فلنقدم كل ما يشجع على الفرح والسرور. ولنشترك فيه حتى لا يحزن قلبنا - مثل قلب قايين - بل لنفرح مثل خدام الرب الأمناء الصالحين، حتى نسمع كلمات الرب: "أدخل إلى فرح سيدك" (مت 25)
لأننا لا نحتفي بأيام نواح وحزن، كما يظن البعض عن أيام البصخة. لكننا نحفظ العيد، ونحن مملوئين من الفرح والبهجة.
ولنحتفل به، ليس بحسب خطأ اليهود الخادع، ولا بحسب تعليم الأريوسيين، الذي يفصل الابن عن اللاهوت ويُحصيه ضمن المخلوقات، بل نحتفل به بحسب التعليم الصحيح الذي تسلمناه من الرب. لأن خطأ اليهود المخادع وضلال الأريوسيين الفاجع ينطوي على لا شيء سوى إفكار محزنة. اليهود شرعوا في قتل الرب، أما الأريوسيين فنزعوا عنه دوره في هزيمة الموت - الذي جلبه عليه اليهود - وذلك بقولهم عنه : أنه ليس الله الخالق، بل هو مخلوق. لأنه لو كان مخلوقاً حسب زعمهم، لأمسك به الموت، لكنه إذ لم يُمسك من الموت - كما يؤكد الكتاب - فهو ليس بمخلوق إذن، بل هو رب المخلوقات، وجوهر هذا العيد الخالد.
لأن رب الموت يُبيد الموت، وبكونه الرب، فإن ما أراده قد حققه، لأننا جميعاً قد انتقلنا من الموت إلى الحياة. لكن اليهود والذين على شاكلتهم (الأريوسيين) كانوا في وهم باطل فيما يتعلق به. لأن النتيجة جاءت خلاف ما توقعوا، بل إنها انقلبت ضدهم. لذا : "الساكن في السموات يضحك لهم، والرب يستهزئ بهم" (مز 2)
أيضاً، حين أقتيد مخلصنا إلى الموت، منع النسوة اللواتي كن يتبعنه من البكاء، قائلاً لهم: لا تبكين عليَّ" (لو 12)، مظهراً أن حادث موت الرب، ليس للحزن بل للفرح. وأن ذاك الذي يموت لأجلنا هو حيّ. لأنه لا يستمد وجوده من تلك الأشياء غير الموجودة (أي المخلوقة من العدم)، بل من الآب.
إن موته بالحق موضوع فرح، إذ نستطيع أن نرى علامات النصرة على الموت، بل علامات النصرة على فسادنا، وصيرورتنا بلا فساد، من خلال جسد الرب. لأنه إذ قد قام ممجداً، فإنه من الواضح أن قيامتنا كلنا سوف تتم، وإذ بقى جسده بغير فساد، فليس هناك شك في أننا سننال عدم الفساد.
وكما يقول بولس، وقوله حق: "كما أنه بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم" (رو 5). هكذا بقيامة ربنا يسوع المسيح سوف نقوم جميعاً. "لأن هذا الفاسد لا بدَّ أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت" (1 كو 15). وقد حدث هذا في وقت آلام الرب، حين مات لأجلنا، لأن "فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا" (1 كو 5).
وإذ قد ذُبح الرب لأجلنا، فليتغذى كل واحد منا عليه، فليقتات كل منا عليه، ولنشترك بإبتهاج وإجتهاد في طعامه هذا، إذ أنه مُقدم للجميع دون تذمر، وهو يكون في كل واحد: "ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو 4)
|