* لنتحدث الآن عن الآية الموجودة في الأصحاح السابع عشر، والتي تقول: "ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل الشر ذراعه" (إر 17: 5). هذه الكلمات تساعدنا وتمكننا من الرد على الذين يعتقدون أن المخلص كان إنسانًا ولم يكن أبدًا ابن الله، لأنه إلى جانب جرائم الناس، فإن بعضًا منهم تجرءوا أن يقولوا إن "الوحيد الجنس والكائن قبل كل الخليقة" ليس هو الله.
"ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان"، يمكنني أن أقول إنني لا أتكل على إنسان؛ فحينما أتكل على السيد المسيح، لا أعرفه كإنسانٍ (موجود معي بالجسد)، لكنني أعرفه بكونه الحكمة والعدل، بكونه الكلمة الذي به كل الأشياء خلق ما في السموات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى.
بالرغم من أن المخلص يشهد ويؤكد أن ما أخذه كان جسدًا بشريًا إنسانيًا، وبالرغم من أنه كان إنسانًا بالحقيقة، إلا أنه لم يعد إنسانًا في وقتنا الحاضر. لأنه "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد" (2 كو 5: 16). أنا نفسي، بالسيد المسيح، لم أعد بعد إنسانًا، فهو يؤكد لنا: "أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي تُدعَوْن".
"ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه": أي ملعون الذي يعطي قيمة للأشياء الجسدية والمادية والذي يستخدم قوته الجسدية ويتكل على جسده. أما الإنسان البار فلا يجعل البشر ذراعه إنما يحمل في جسده كل حين إماتة الرب يسوع ويميت أعضاءه الجسدية، الزنا والنجاسة؛ وبإماتة أعضائه لا يتكل على ذراعه.
هذه الآية أيضًا موجهة إلى الذين يتكلون على المراكز العليا والوسائط لمساعدتهم: إن صديقي فلان رجل سياسي كبير؛ أو محافظ؛ أو حاكم؛ أو أن صديقي هذا رجل غنى يعطيني بسخاء. يجب علينا ألا نتكل على أي إنسانٍ حتى ولو بدى صديقًا لنا. اتكالنا هو على ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي له المجد والقدرة إلى دهر الدهور. آمين.