![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ويَقذِفونَ بِهم في أَتُّونِ النَّار. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان. تشير عبارة "ويَقذِفونَ بِهم" إلى التَّحذير من خطورة الموقف حول مصير الأشرار، وهو طرحهم في أتون النَّار، أي الموت الأبدي، وفي نفس الوقت هو نداء للأبرار كي يختاروا فَرَح المَلَكوت لا البُكاء. أمَّا عبارة "أَتُّونِ" في الأصل اليوناني κάμινος (في العبرية תַּנּוּר معناها فرن ولعَّلها مستعارة من الكلمة الأكادية "أتونو") فتشير إلى فرن لحرق الطوب أو لصهر المعادن، وقد وردت الكلمة في سفر دانيال (3: 6). وكثيرًا ما تستخدم مرادفًا لجَهَنَّم مسكن الأبالسة، والهالكين من النَّاس، ومصير العُصاة غير التائبين (متى 13: 5). ومن هذا نرى أن كلمة " أتون " تستعمل في أغلب الحالات مجازيًا للدلالة على دَينونة الله. أمَّا عبارة "فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان" فتشير إلى الحزن والألم واليأس والموت وفشل الحياة، وهي ترمز إلى الظُلمة الخارجية، كما جاء في إنجيل متى: "فقالَ المَلِكُ لِلخَدَم: ((شُدُّوا يَديَه ورِجلَيه، وأَلقوهُ في الظُّلمَةِ البَرَّانِيَّة. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان" (متى 22: 13). وهناك بعض الباحثين يرون في الظُّلمَةِ البَرَّانِيَّة مكان للانفصال عن الله. وكثيرًا ما تستخدم هذه العبارات للدلالة على الدَّينونَة الآتية. أمَّا عبارة "البُكاءُ" فتشير إلى الحزن أو النَّدم؛ وأمَّا عبارة "صَريفُ الأَسنان" فتشير إلى صريف المرء بأسنانه علامة الخوف والغضب واليأس والندم (متى 8: 12)، وهو ردُّ الفعل للقلق المُفرط، وإلى استياء الكفَّار وغضبهم أمام سعادة الأبرار (متى 16: 9)، كما وصف صاحب المزامير "مع الفُجَّارِ يَسخَرون وعلَيَّ الأَسنان يَصرِفون" (مزمور 35: 16). والآية هي رموز معبّرة وقوية يريد يسوع بها إيقاظ ضمائرنا وتحذيرنا. |
|