فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادمٌ.
فالآن هلُم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول:
وحش رديء أكله. فنرى ماذا تكون أحلامه
( تك 37: 19 ، 20)
إن قلب الإنسان الشرير موسوم بالفساد والقسوة، فإخوة يوسف لم يتخلصوا منه باستعمال القسوة فقط، بل كانوا أيضًا مستعدين لإخفاء جريمتهم بكلمات الكذب والمكر والفساد، «فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله». إن العنف والفساد من العلامات المُميزة للإنسان الساقط، وهو لا يخجل منهما أبدًا. فالأمر ليس أنه ينغلب بتجربة مفاجئة، بل نظير إخوة يوسف، يتعمد أعمال العنف والفساد بالكذب. والإنسان لم يكن قد عمَّر في الأرض طويلاً حتى نقرأ أن «شر الإنسان قد كَثُر في الأرض، وأن كل تصوُّر أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم»، وأن «كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض» ( تك 6: 5 ، 12). فمع وجود القوانين والمُعاهدات، ومحاولات التهذيب الأخلاقي، ومواثيق الشرف، وبالرغم من السجون والإصلاحيات، فقد انتشر الفساد والعنف في كل جزء من العالم.