*يُخدع الشيطان إذ يجرح نفسه بذات لدغته، ويُحصن ذاك الذي يظن أنه يضعفه، يحصنه ضده. فقد حُصن القديس أيوب بالأكثر عندما جرحه، ذاك الذي غطى كل جسمه بالقروح، فاحتمل لدغات الشيطان ولم يؤثر فيه سمه. لذلك حسنًا قيل له: "تصطاد التنين بشصٍ، وتلعب به كطائرٍ. تربطه كما يفعل صبى بعصفور، وتضع يدك عليه" (أي 1:41، 5، 8 lxx).
إنكم ترون كيف سخر به بولس، كصبي كما ورد في النبوة، وضع يده على حفرة الثعبان، ولم تؤذِه الحية. لقد سحبه من موضعه الخفي، وجعل من سمه دواءً، فصار السم لتحطيم الجسم دواءً لشفاء الروح. فما يؤذي الجسم يفيد الروح (1 كو 5:5).
إذًا، لأَترك الحية تضرب ما هو أرضي في (جسدي)، أتركها تعض جسدي وتُسبب ازرقاقًا فيه، فسيقول الرب عني: "ها هو في يدك، ولكن احفظ نفسه" (أي 2: 6).
يا لقدرة الله! إنه يسلم حفظ نفس الإنسان في يد الشيطان الذي يريد هلاكه...! فبوصايا السيد جعل الشيطان حافظًا لغنمه، فبغير إرادته صار ينفذ وصايا السماء، وبقسوته يطيع وصايا الوداعة!