![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بِخَطَوَاتِهِ اسْتَمْسَكَتْ رِجْلِي. حَفِظْتُ طَرِيقَهُ وَلَمْ أَحِدْ [11]. مع اعتراف أيوب أنه يحتاج إلى إزالة الزغل منه، يعود فيعلن أنه قد وضع في قلبه أن يسلك حسب مقاصد الله وخططه، يلتزم بأن يسلك في الطريق الإلهي خطوة فخطوة. إنه لا يريد أن يحيد عن الطريق يمينًا أو يسارًا. من جانب يرفض أيوب ما يدعيه أصدقاؤه أن هذه التجارب ثمرة شروره وريائه ومقاومته الخفية لله، وإنما هي بوتقة لتنقية أعماقه فيخرج ذهبًا مصفي بالنار، ومن الجانب الآخر يعلن أنه يسلك في طريق الرب، يحفظ وصايا الرب ولا يحيد عنها. * "تلتزم قدمي بخطواته"، فإن أعمال الله التي نراها هي نوع من آثار خطواته. بهذه الأعمال يُحكم الصالحون والطالحون، الأبرار والأشرار يُوضعون في طبقاتهم... يأمرنا الحق أن نقتدي بآثار خطوات أبيه، إذ قال: صلوا لأجل الذين يضطهدونكم ويتهمونكم باطلًا، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات (مت 44:5-45)... يقول بطرس عن خطواته هذه: "من أجل المسيح الذي تألم عنا، تاركًا لنا مثالًا لكي نقتفي إثر خطواته" (1 بط 21:2)... "حفظت طريقه، ولم أحد"، من يمارس الأمر الذي يصمم عليه ذهنه يحفظ الطريق ولا يحيد عنه. فإن من "يحفظ" ما يصمم عليه لا يحيد عنه في سلوكه العملي. هذا ما يشغل الأبرار أنهم ملتزمون أن يمتحنوا تصرفاتهم بطرق الحق يومًا فيومًا، ويحسبونها قانونًا لأنفسهم، يلزمهم ألا يحيدوا عن دربهم المستقيم. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أغسطينوس |
|