منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 03 - 2023, 06:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,262

أيوب | شعوره بالضيق




شعوره بالضيق

لأَنَّهُ يُتَمِّمُ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ،
وَكَثِيرٌ مِثْلُ هَذِهِ عِنْدَهُ [14].
يتطلع أيوب إلى الله الواحد الوحيد القدير الموجود بذاته كمصدر لحياته والمحرك لكل الأمور بعنايته الفائقة، لهذا يرى أن كل ما يحدث هو لنفعه وصلاحه.
لكنه بالرغم من هذا اليقين لن تنزع عنه طبيعته البشرية التي تخشى ما يحل عليه من نكبات وآلام. ولعل هذه الخشية أو المخافة ليست رعبًا مما سيحل به، وإنما مخافة الرب المقدسة. فإنه يقف في خشية أمام عظمة الله الفائقة وجلاله. إنه يسر بالحضرة الإلهية لكن ليس في تهاونٍ أو استهتارٍ، إنما في إجلال وتكريم لله.
*لكنك حسنًا تضع تساؤلًا وسط هذه الكلمات فتقول: "يا أيها الطوباوي أيوب، لماذا لا تزال ترتعب من الأحزان وسط مثل هذه الضربات؟ لقد حدقت بك الأحزان بالفعل، لقد انزعجت فعلًا بواسطة الكوارث غير المحصية... لكن لاحظ كيف يجيب القديس على تساؤلنا مضيفًا: "لأنه حين يحقق إرادته فيٌ، توجد أمور أخرى كثيرة معه" [14]... مع رؤيته القوة غير المدركة من جهة السلطان، هذه القوة القائمة فيه، يشعر البار أنه ليس في أمان من جهة الضربة التي تحل عليه، فيزداد بالأكثر خوفه.
البابا غريغوريوس (الكبير)


مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْتَاعُ قُدَّامَهُ.
أَتَأَمَّلُ فَأَرْتَعِبُ مِنْهُ [15].
سبق فأعلن أيوب أنه لا يرتعب أمام الله، لأن له دالة عليه. أما هنا فيذكر أنه يتأمل في عناية الله وأعماله فتنتابه مخافة، وهي مخافة التكريم والاعتزاز بالرب مثل مخافة الابن نحو أبيه.
لعل ما يرعبه صراعه الداخلي، ففي ضيقه من اتهامات أصدقائه له يستحسن الحوار مع الله والمحاكمة أمامه، وكأنه يقول مع داود النبي: "فلنسقط في يد الرب، لأن مراحمه كثيرة، ولا أسقط في يد إنسانٍ" (2 صم 24: 14).وفينفس الوقت يعلم أيوب أنه غير أهلٍ للحوار مع الله، والدخول فيمحاكمة معه.
* "لهذا أنا اضطرب لحضرته، حين أحسب إني خائف منه(1027)" [15]. إنه بحق يضطرب لحضور الرب، ذاك الذي يضع نصب عينيه رعب جلاله، ويرتبك تمامًا بواسطة مهابة برٌه، وهو ينظر أنه غير أهلٍ أن يجيب إن حوكم بحزمٍ...
أما بخصوص الطوباوي أيوب، فنحن نعرف أنه تكرس لتقديم ذبائح متنوعة لله، وسلٌم نفسه لأعمال العطاء السخي، وتقديم احتياجات الفقراء، وكان متواضعًا حتى أمام الخاضعين له، لطيفًا مع مقاوميه، ومع هذا لحقت به مثل هذه الكوارث غير المحصية... فماذا نقول نحن الخليقة البائسة؟ ماذا نقول نحن الخطاة إن كان الذي فعل كل هذا خاف هكذا؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
* ليس شيء يعلو على مخافة الله لأنها تسود على كل شيء، وبخوف الله يحيد كل واحدٍ عن كل الشرور، فلنقتن لنا هذا الخوف ولنحِدْ عن كل ما لا يريده الله، ونجرِّب كل ما يرضيه ونحفظه ولا نفعل شيئًا يحُزنه، ونعلم أن كلَّ ما نفعله ينظر هو إليه ولا تخفى عليه خافيةً.
القديس مقاريوس الكبير


لأَنَّ اللهَ قَدْ أَضْعَفَ قَلْبِي،
وَالْقَدِيرَ رَوَّعَنِي [16].
مع ما لأيوب البار من دالة حتى للدخول في محاكمة مع الله، لكنه يلتزم بالمخافة المقدسة، إذ يدرك عظمة الله وجلاله. الحب المقدس يطرد مخافة العبيد خارجا، لكنه يجلب مخافة الرب حتى يلتحف بها الأبرار أمام القدوس. لا نعجب مما لأيوب من جسارة وجرأة ودالة لدى الله، وفي نفس الوقت يضعف قلبه ويرتعب أمام القدير. هذا هو منهج أولاد الله يشتهون مع الرسول بولس أنينطلقوا ويكونوا مع المسيحويصرخون طالبين: "نعم تعال أيها الرب يسوعوفي نفس الوقت يذكرون يوم الدينونة ويبكون على خطاياهم.
*"فإن الله جعل قلبي واهنًا، والقدير أرعبني". يُقال إن قلب البار بالعطية الإلهية يصير واهنًا حيث تتخلله مخافة الدينونة القادمة من العلي. فما هو واهن يُمكن بسهولةٍ اختراقه، وما هو قاسٍ لا يمكن اختراقه. لذلك يقول سليمان: "سعيد هو الإنسان الذي يخاف على الدوام، أما من يقسي قلبه فيسقط في انزعاج" (أم 14:28)...
قلوب الصالحين ليست في أمانٍ بل مضطربة، حيث يفكرون في الثقل العظيم للحساب القادم، ويطلبون أن يتمتعوا بالراحة هنا. إنهم يقطعون اطمئنانهم بالتفكير في الحزم الداخلي. غير أن مثل هؤلاء الأشخاص، وسط ذات تأديبات الخوف، غالبًا ما يتذكرون العطايا، وبهذا يتهللون وسط المخاوف، ويعيدون النظر إلى الهبات التي نالوها حتى يدعموا رجاءهم ويهبط الخوف.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* إن وضعتَ في ذهنك دينونة الرب للأرض كلها (مز 7:1.9) كقول الكتاب المقدس، فإن كل حادث يعلِّمك معرفة الله.
القديس مرقس الناسك
* تذكر على الدوام ساعة خروجك، ولا تنسى الدينونة الأبدية، فلا توجد في نفسك خطية.
*كيف نرضي الله؟ توجد خمسة أعمال تساعد على جلب عطية الله:
الأول: الصلاة النقية.
الثاني: التسبيح بالمزامير.
الثالث: قراءة الأسفار المقدسة.
الرابع: تذكر الإنسان خطاياه والموت والدينونة المخيفة.
الخامس: عمل اليدين.
القديس مار أوغريس البنطي


لأَنِّي لَمْ أُقْطَعْ قَبْلَ الظَّلاَمِ،
وَمِنْ وَجْهِي لَمْ يُغَطِّ الدُّجَى [17].
مرة أخرى وإن كان المؤمن يضعف قلبه ويمتلئ قلبه بالمهابة، يعلم أنه في غنى نعمة الله لا يهلك، ولا تقدر الظلمة أن تغطي وجهه مادام قد وضع يده في يد الله. بالإيمان يرى المؤمن أبوابالسماء مفتوحة أمامه، وفي يقظة يخشى وهو قائم لئلا يسقط كما قال الرسولبولس (1 كو 10: 12).
*"لكنني لا أهلك من أجل الظلمة التي تهددني، ولن تغطي الظلمة وجهي"... فإن الضربات التي تحل على الصالحين إما تزيل الشرور التي مارسوها، أو تجعلهم يتجنبون الضربات المقبلة التي قد تحل. أما الطوباوي أيوب فإنه إذ سقط تحت العصا، لم يتطهر من خطايا ارتكبها ولا حصنته مما يهدده. إنما ضاعفت من صلاحه بالأكثر وهو تحت الضربة، فيقول بيقين: "فإنني لا أهلك من الظلمة التي تهددني، ولن تغطي الظلمة وجهي".
البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن الإنسان إذا عصى الله، فقد شعوره بالاعتماد على خالقه
لا ثار السخط في شعوره الصامت، ولا انحل لسانه بالسب
قساوته وتصلّبه وعدم شعوره مع المسكين
فهذا يساعد على تغيير شعوره من نحوك
فقد شعوره بالله


الساعة الآن 11:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025