استعرت هرطقة الطبيعة الواحدة واخذت تتفشى في كل البلاد المصرية. ويبدو أنه كان لصفرونيوس ويوحنا دور بارز في التصدي لهذه الهرطقة. وقد أحبهما البطريرك القديس يوحنا الرحيم حباً جماً وكان لهما في قلبه تقدير كبير. من الأخبار المروية عن صفرونيوس والبطريرك أن هذا الأخير اعتاد كل أربعاء وجمعة أن يجلس عند مدخل الكنيسة فاسحاً في المجال لأى كان أن يأتي إليه ويعرض قضيته. وكان هو يسعى إلى زرع السلام بين المتخاصمين وإنصاف المظلومين بما أوتي من سلطان وإمكانات. ولكن حدث أنه جلس، كعادته، في إحدى المرات، ولم يأت إليه أحد فحزن وعاد إلى بيته باكياً وهو يقول: لم يجد يوحنا الوضيع، اليوم، شيئاً ولا قرب لله شيئاً في مقابل خطاياه. فما كان من صفرونيوس سوى أن قال له: لك بالأحرى، يا أبانا، اليوم، أن تفرح وتُسر لأن خرافك تحيا بسلام دونما صراعات وخلافات، كملائكة الله..