التلميذ الثالث الذي التقاه المسيح فرديًا هنا، نقرأ عنه «وفِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي، وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ» (يوحنا١: ٤٣، ٤٤).
وفيلبس هذا هو من قال للمسيح قبل إشباعه الجموع «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا» (يوحنا٦: ٧)، وهو أيضًا من قال له: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا» (يوحنا١٤: ٨)، وبالتالي فهو شخصية ذو عقلية حسابية، يحسب كل شيء بالورقة والقلم، ولا يعترف كثيرًا بالأمور غير المنظورة.
ولأن المسيح يدرك نوعية شخصية فيلبس المختلفة عن سابقيه، فلم يتعامل معه بسؤال مثل أندراوس (ماذا تطلب)، ولا بتنبؤٍ مثل سمعان (أنت بطرس)، ولكن أعطاه أمرًا مباشرًا سريعًا (اتبعني)، وهو يعلم أنه سيستجيب، وبالفعل استجاب!!