![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَفي الوقتِ الّذي لَم يَرى فيهِ النَّاسُ الْمُزدَحِمونَ حَولَ يَسوع، في زَكّا سِوَى عَشَّارٍ خَاطِئ، رَأى فيهِ يَسوع اِبْنًا لإبراهيم، هَالِكًا ضَالًّا، يحتاجُ إلى الخَلاصِ والرَّحمَة! يحتاجُ إلى مَنْ يَبْحَثُ عَنهُ وَيَفْتَقِدُهُ، وَيَدعوهُ قائِلًا: ﴿يَا زَكَّا، اِنزِلْ عَلى عَجَلٍ، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أُقيمَ اليومَ في بَيتِكَ﴾ (لوقا 5:19). وَفي الوَقتِ الّذي اِسْتَضافَ فيهِ زَكّا يَسوعَ مَسْرورًا، تَذمّرَ النّاسُ عَلى يَسوع وَحَكَموا عَليهِ، لِأنَّهُ: ﴿دَخَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ، لِيَبيتَ عِندَهُ!﴾ (لوقا 7:19). وفي الوَقتِ الّذي لَم تَقُدْ رؤيةُ النّاسِ القَاسيةِ والْمُنْتَقِدَة بِشِدَّة، زَكّا إلى الارتِداد، قَادَت نَظْرَةُ يسوعَ وَرُؤيتُهُ الرَّحيمَة، زَكّا إلى التَّوبَةِ والتَّعويضِ الْمُضَاعَفِ عَنْ كُلِّ الْمَظَالِم الّتي ارتَكَبَها بِحقِّ النَّاس، وَقُبولِه الخلاص. وَهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أُسْلوبَنَا القَاسي في التَّعامُلِ مَع بَعضِ النّاس، الّذين نَنظُرُ إليهِم عَلَى أنّهم زَكّا، وَالقَائِم عَلى الْمُغَالاةِ والإفراطِ في الُحكمِ والانْتِقَادِ والنَّميمَة، هو أسلوبٌ فَاشِلٌ وَخَائِب، لَنْ يَقودَ أَبدًا أَيًّ مِنهُم، لإعلانِ التَّوبةِ والنَّدَامَة! إذْ لا توبَةَ حيثُ لا رحمة وَمحبَّة. |
|