نجد صدى الحث على السهر أيضا في تعليم بولس الرسول " لَسْنا نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات فلا نَنامَنَّ كما يَفعَلُ سائِرُ النَّاس، بل علَينا أَن نَسهَرَ ونَحنُ صاحون" (1 تسالونيقي 5: 5-6). ويدعو بولس الرسول المسيحييِّن للسهر لاستقبال مجي الرب كي لا يهجروا تقواهم الأولى "هذا وإِنَّكُم لَعالِمونَ بِأَيِّ وَقْتٍ نَحنُ: قد حانَت ساعةُ تَنبَهُّكمِ مِنَ النَّوم، فإِنَّ الخَلاصَ أَقرَبُ إِلَينا الآنَ مِنه يَومَ آمَنَّا. قد تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم. فْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور. لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد. بلِ البَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح، ولا تُشغَلوا بِالجَسَدِ لِقَضاءِ شَهَواتِه"(رومة 13: 11-14). فالسهر ضروري إزاء أخطار الحياة الحاضرة، "تَنَبَّهوا واثبُتوا في الإِيمان، كونوا رِجالا، كونوا أَشِدَّاء" (1 قورنتس 16: 13،)، ولأنَّ المسيحي قد اهتدى إلى الله، فهو "ابن النور". فلذلك ينبغي أن يظلّ في يقظة، وأن يقاوم الظلمات رمز الشرّ، حتى لا يتعرّض لأن يدهمه مجيء المسيح الثاني.
يعلق القدّيس برنادس راهب سِستِرسيانيّ "إن كان السهر مزعج لنا، فالسبب يعود فقط إلى فقرنا الروحي"(العظة الثانية بمناسبة عيد القدّيس أندراوس).
تعال، يا رب، وأيقظنا كما فعلت مع تلاميذك الذين كانوا نائمين أثناء آلامك في بستان الزيتون: " يا سِمْعان، أَتَنام؟ أَلَم تَقْوَ على السَّهَرِ ساعَةً واحِدَة؟ اِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبة. الرُّوحُ مُندَفِع، وأَمَّا الجَسدُ فَضَعيف (متى 14: 37). وفي هذا المجيء الثاني، فَلنأمَلْ أن يذكرَنا الرب برَحمتِه وبشفاعته الحنونة، هو، أملنا الوحيد، هو، خلاصنا الوحيد!