يعلق القديس جيروم
على هذه الدعوة الإلهية، قائلًا: [ترك أور الكلدانيين وترك ما بين النهرين، ومضي طالبًا أرضًا لا يعرفها حتى لا يفقد ذاك الذي وجده (الله). لم يحسبه سهلًا أن يحتفظ بأرضه وبربه في نفس الوقت، فمنذ أيامه المبكرة كان مستعدًا لتحقيق كلمات النبي: "أنا غريب. عندك، نزيل مثل جميع آبائي" (مز 39: 12). لقد دعي "عبرانيًا" ومعناها (عابرًا)، إذ لم يكن راضيًا بالامتيازات (الزمنية) الحاضرة إنما كان ينسي ما هو وراء ويمتد دائمًا إلى ما هو قدام (في 3: 13)، جاعلًا كلمات المرتل أمامه: "يذهبون من قوة إلى قوة" (مز 84: 7). هكذا يحمل اسمه معني سريًا، إذ يفتح أمامك الطريق لتطلب ما هو للآخرين لا ما هو لذاتك...].