![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بنو حام: كلمة "حام" تعني "حامٍ" أو "ساخن"، لذلك دعي إله الشمس "حامو" Hammu بسبب حرارة الشمس ودفئها. وُلد حام بعدما بلغ نوح 500 عامًا (تك 5: 32؛ 6: 10؛ 9: 24). وقد تصرف هو وابنه الصغير كنعان مع نوح بغير حكمة فسقط كنعان تحت اللعنة (9: 22- 27). وقد قدم لنا حام خلال أولاده الشعوب التي قطنت جنوب العربية والنوبة وأثيوبيا ومصر وأرض كنعان. وإن كان اسم حام أحيانا يطلق على مصر في القطع الشعرية (مز 78: 51؛ 105: 23، 27؛ 106: 22). أولًا- كوش: كلمة "كوش" تعني بالعبرية "أسود". كوش، بكر حام، أنجب خمسة أبناء قدموا خمسة شعوب: سبا "إنسان"، حويلة "دائرة أو مقاطعة"، سبتة "ضارب"، رعمة "ارتعاش"، سبتكا "ضارب". سكنت هذه الشعوب في وسط البلاد العربية وجنوبها، لكن سبا رحل إلى أفريقيا (أثيوبيا)، لذلك فإن كوش في العهد القديم غالبًا ما يقصد به أثيوبيا والنوبة (جنوب مصر)، وأحيانًا جنوب ووسط شبه الجزيرة العربية... وفي كثير من قواميس الكتاب المقدس تعتبر كوش هي أثيوبيا فقط. وقد قدم نسل حام بوجه عام شعوبًا وأممًا مقاومة لعمل الله ولشعبه في العهد القديم، لذا جاء العهد القديم يعلن العقوبة الإلهية على هذه الشعوب بكونها تحمل رموزًا للشر، فكوش كانت تشير إلى ظلمة الجهالة، ومصر إلى محبة العالم التي تستعبد النفس وكنعان إلى العمل الشيطاني إلخ... لكن النبوات في العهد القديم لم تترك هذه الشعوب بلا رجاء وإنما أعلنت رفض شعب الله للإيمان ودخول هذه الأمم إلى الميثاق الإلهي. هكذا الأمم التي كانت تحت اللعنة بسبب وثنيتها ورجاساتها صارت العروس المقدسة التي تتهيأ للحياة الأبدية في حضن الآب السماوي. إن كان الكتاب المقدس قد قدم كشفًا عن عمله خلال نسل سام حيث يأتي كلمة الله متجسدًا من نسل إبراهيم... فإنه يكشف أيضًا عن عمل عدو الخير خاصة خلال نسل كوش الذي قدم نمرودًا، ومن نسل كنعان الذي قدم الشعوب الكنعانية المقاومة لعمل الله، أما بالنسبة لنمرود بن كوش فقيل: "الذي ابتدأ أن يكون جبارًا في الأرض، الذي كان جبار صيد أمام الرب، لذلك يُقال: كنمرود جبار صيد أمام الرب" [8، 9]. كان صيادًا جبارًا، أسس الأسرة الحاكمة في بابل وشعنار وأكاد، وربما كان هو نفسه جلجاميش الأكادي أو البابلي. على أي الأحوال لقد صارت بابل فيما بعد رمزًا لمعاندة الله والكبرياء، كما للزنى الروحي (رؤ 14: 8؛ 16: 19؛ 17: 1- 5). صارت بابل تشير إلى جماعة الأشرار كما يقول القديس أغسطينوس: [كما إلى مملكة الدجال ]. كلمة "نمرود" تعني "جبار" أو "متمرد". أما القول "جبار صيد أمام الرب"، فربما تعني أنه كان عنيدًا ومتمردًا يعتز بذاته في قدرته على الصيد وفي مقاومته للرب. والعجيب أن كثيرين من مقاومي الرب كانوا صيادين للوحوش مثل عيسو. لهذا السبب يقول القديس چيروم: [عيسو أيضًا كان صيادًا، وكان خاطئًا. في كل الكتاب المقدس لا نجد صيادًا عبدًا مؤمنًا إنما نجد صيادي السمك مؤمنين]. كانت مملكة نمرود في أرض شنعار التي تعني "نهرين"، ربما لوقوعها بين نهري دجلة والفرات، وهي المناطق السهلة في بلاد بابل. وقد حوت هذه المملكة أربع مدن رئيسية في ذلك الوقت: بابل التي تعني باب الله (باب إيلو)، أرك أي مستديم، أكد أو أكاد أي مستقيم، وكلنة أي حصن. لم يكتف نمرود أو قبيلته فيما بعد بهذه المنطقة بل انطلق إلى آشور، ونينوى (مأوى الإله نين)، ورحوبرت عير (المدنية الرحبة)، وكالح (شيخوخة)، ورسن (رأس عين). ثانيًا- مصرايم: كلمة "مصرايم" في العبري مثنى، لذا ظن البعض أنها دعيت هكذا بسبب وجود الوجه البحري والوجه القبلي، أو لأن نهر النيل يقسمها إلى ضفة شرقية وأخرى غربية، لكن الرأي الأرجح أنها دعيت "مصر" بالعربية عن العبرية نسبة إلى مصرايم حيث سكن هو وأولاده فيها، وإن كان قد امتد نسله إلى البلاد المجاورة. أما أولاده فهم: لوديم: منه جاء شعب لود أو اللوديون، وهم غير شعب لود من نسل سام [22]. هؤلاء من نسل مصرايم، كانوا يقطنون غربي النيل نحو ليبيا. عناميم: يبدو أن القبيلة التي من نسله سكنت في ليبيا. لهابيم: يبدو أن قبيلة لهابيم هي بعينها قبيلة لوبيم أو "اللوبيون"، وهم أفريقيون، نشأوا أصلًا في مصر. نفتوجيم: نسله من سكان مصر الوسطى، قرب منف مركز الإله بتاح، وربما نزح بعضهم إلى أثيوبيا. فتروسيم: سكنوا في فتروس بصعيد مصر. كلمة "فتروس" تعني "أرض الجنوب". كسلوجيم: معناها "محصن"، نسله غالبًا سكنوا في "كسيونس" وهي منطقة جبلية شرق البلسم، في حدود مصر من جهة فلسطين. وقد خرج من كسولجيم فلشتيم الذي هاجر نسله إلى فلسطين، وهناك نشأ الشعب الفلسطيني القديم. ولعل كلمة فلسطين مشتقة من "فلشتيم"، وتعني "متغرب" أو "مهاجر". كما خرج من كسلوجيم كفتوريم، وتعني "أكاليل"، سكن نسله في كفتور ويظن البعض أنها كانت في كبدوكية بآسيا الصغرى، والآخر يرى أنها قبرص أو جزيرة كريت، وإن كان آخرون يرون أنها كانت في دلتا مصر بجوار منف، حيث وجدت مدينة تسمى "كابت هور" يغلب أنها "كفتور". ثالثًا- كنعان: الابن الأصغر لحام، من نسله ظهرت القبائل الكنعانية، وقد تحدثنا في اختصار عن بعض هذه القبائل في مقدمة سفر يشوع. |