إذا كنا نريد أن نحافظ على التماس مع المراهقين وأن نستطيع التأثير عليهم بشكل مفيد، من الضروري أيضاً أن تكون سلطتنا عليهم مرنة. ان الشخصية المراهقة متريبة حذرة ومستعدة لأن تثور ضد المربين الذين لا يقدرونها حق قدرها ويريدون أن يفرضوا عليها ضغطاً ولو وديًا. يريد المراهق قبل كل شيء أن يعامل كرجل يتعاون مع الآخرين لا مسوق منهم. ويبلغ عنده الشعور بالإستقلال الأخلاقي المبعد لكل قاعدة خارجية درجة كبرى من الحدة. فلا نفرض عليه سلطتنا الا نادراً ولنسعَ قدر الإمكان أن نقنعه إقناعاً. ولكي نصل إلى هذه الغاية لدينا طريقة تفوق بفعاليتها أجمل الإرشادات: لنكن نحن نماذج وشهوداً لهذه الفضائل، لهذا الإتزان الذي نريد أن نكسبه للمراهق. فيتمثل بنا هذا المراهق المحمول كثيراً على الإعجاب بالآخرين، يتمثل بنا بإختيار حر دون أي شعور بالقسر قادر أن يجرح إحساسه المرهف، إذ يكون قد تعرف فينا على تشخيص مهما يكن غير كامل للقيم التي يحبها. ويشعر أن استقلاله قد أرضي لأنه لم يفعل سوى الإستماع إلى نداء صادر من أعماق كيانه وتحقيق أفضل ما هو في داخله. ان أفضل عمل تربوي في هذه السن هي الحضرة المشعة.