![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() * نموذج * أنه يقرأ في حيوة الراهبة عبدة الأحد باراديسوس، المحررة من الأب أغناتيوس نيانته أحد آباء رهبنة القديس عبد الأحد، بأن هذه البتول البارة أي عبدة الأحد كانت مولودةً من والدين فقيرين من قرية تسمى باراديسوس بالقرب من مدينة فيورنسا، ومنذ نعومة أظفارها شرعت تخدم والدة الإله بتعبدها لها. فقد كانت تمارس الصوم في كل أيام السنة، أما نهار السبت فكانت تكريماً لهذه السيدة توزع على الفقراء ذاك القوت الموفر من أكلها. كما أنها يوم السبت نفسه كانت تجول في الحقول القريبة وفي كرم بيتهم أيضاً، وتجمع ما هو ممكن لديها من الزهور وتأتي بها مقدمةً إياها أمام أيقونة والدة الإله، المصورة حاملةً طفلها الإلهي على ذراعيها، الكائنة في بيتهم. فلننظر الآن بكم من حقائق الحب وزيادة المعروف قد كافتها الأم الإلهية عن عبادتها لها المشار إليها، فيوماً ما كانت واقفةً عبدة الأحد عند نافذة البيت (وكان لها حينئذٍ من العمر عشر سنوات) فشاهدت مجتازةً في الطريق أمرأةً ساميةً في الجمال، ومعها طفلٌ مقاد منها بيده، وكانت باسطةً يدها وكذلك الطفل بهيئة طلب الصدقة، فالفتاة عبدة الأحد أسرعت لتأتي بالخبز لتعطيهما، ولكن حالاً من دون فتح باب البيت قد شاهدتهما داخلاً بالقرب منها، ورأت في يدي الطفل وفي رجليه وفي صدره جراحاتٍ. فمن ثم سألت هي تلك الأمرأة قائلةً: من هو الذي جرح الطفل هذه الجراحات: فأجابتها أمه: أن الحب قد جرحه. فالفتاة اذ لاحظت في ذلك الطفل الجميل حقائق الأحتشام قد سألته أن كانت تلك الجراحات تسبب له وجعاً أم لا ، أما هو فلم يرد عليها جواباً سوى أنه تبسم ضاحكاً بأحتشام. وبما أن الثلاثة كانوا واقفين --- أي الأمرأة وطفلها وعبدة الأحد نفسها بالقرب من الأيقونة السابق ذكرها، فقالت الأمرأة للفتاة: أخبريني يا إبنتي ما الذي يحرككِ الى أنكِ تتوجين هذه الأيقونة بالزهور: فأجابتها قائلةً: أن حبي لمريم العذراء ولأبنها يسوع يحركني لذلك فسألتها أيضاً: وكم هو مقدار حبكِ هذا: فقالت لها: أني أحبهما بكل أستطاعتي. فكررت عليها السؤال بقولها: وكم هي أستطاعتكِ. فأجابتها: أنها هي مقدار ما تساعدني مريم وأبنها. فحينئذٍ قالت لها الأمرأة: داومي يا أبنتي على حبكِ لهما بأتصالٍ، وهما يكافئانكِ عنه في الفردوس السماوي: ثم بعد ذلك قد شعرت الفتاة برائحةٍ عطرية كليه الزكاوة بما يفوق الوصف، كانت تنبعث من جراحات الطفل، ومن ثم سألت هي أمه بأية ماهية من المراهم كانت مدهونةً تلك الجراحات، وهل أنه يمكن أبتياع ذاك الدهن لتشتري هي منه، فأجابتها أمه. أي نعم أنه يشترى بواسطة الإيمان والأعمال: فحينئذٍ عبدة الأحد قدمت للطفل الخبز الذي كانت جاءت به إليهما، أما الأمرأة فقالت لها: أن القوت الذي يستعمله أبني هذا أنما هو الحب، فقولي له أنكِ تحبين يسوع وبهذا يبتهج هو، فالطفل عند سماعه لفظة الحب بدأ يتهلل وتمسك بعبدة الأحد قائلاً لها: أخبريني كم تحبين يسوع: فأجابته بأنها تحبه كثيراً جداً حتى أنها نهاراً وليلاً دائماً تفتكر به، وأنها لم تكن تهتم في شيءٍ آخر سوى في أن ترضيه بقدر أستطاعتها، فوقتئذٍ قال هو لها: جيداً تصنعين، فحبيه لأن المحبة له تعلمكِ ماذا ينبغي لكِ أن تفعليه لكي تسريه: ثم من حيث أن رائحة العطر الزكية كانت تنمو متزايدةً ونشرها كان يعبق بفيضانه من تلك الجراحات، فعبدة الأحد صرخت هاتفةً: أواه أن هذه الرائحة هي كافية لأن تجعلني أن أموت من شدة الحب، فأن كانت رائحة طفلٍ ما هكذا هي كلية العذوبة فما عساها أن تكون روائح الفردوس. الا أن الحال قد تغيرت أمام الفتاة، لأنها شاهدت تلك الأمرأة متشحةً بأثوابٍ ملوكية، ونورٌ أبهى من الشمس كان ينبعث من أبنها. ثم أخذ هو الزهور التي كانت موجودةً على أيقونته وأيقونة والدته. وكلل بها هامة عبدة الأحد، التي حينئذٍ عرفت أن تلك الأمرأة هي مريم البتول الكلية القداسة. وذاك الطفل هو يسوع المخلص. ولهذا سجدت لهما في الأرض. ووقتئذٍ غابت عنها الرؤيا. فبعد ذلك هذه الفتاة هجرت العالم ودخلت في رهبنة القديس عبد الأحد. وعاشت بسيرةٍ فاضلة وماتت ميتةً مقدسةً سنة 1553.* |
|