ليس التواضع إذلالا بل اعترافا بالواقع، والواقع هو أننا لسنا وحدنا صانعي الخير الذي فينا، بل نحن مدينون به للغيرـ ولا سيما لله كما صرّح بولس الرسول " فمَنِ الَّذي يُمَيِّزُكَ؟ وأَيُّ شَيءٍ لَكَ لم تَنَلْه؟ فإِن كُنتَ قد نِلْتَه، فلِمَ تَفتَخِرُ كأَنَّكَ لم تَنَلْه؟" (1 قورنتس 4: 7). فالتواضع لا يشوّه الحقيقة بل ينسب الخير إلى الله ولا ينكره. وأوضح القديس جان فيانِّيه الإنسان المتواضع بقوله " أن يكون الإنسان متواضعا لا يعني أن يعتبر نفسه أدنى مما هو عليه من الذكاء أو المعرفة أو الفضيلة. يكفي المرء ألاَّ يدَّعي أكثر مما له، أن يعترف بفضل ربه والناس عليه، أن يقف أمام الله بحقيقته أي بالقليل من الخير الذي به وبالكثير من الشر. التواضع هو الصدق مع الذات".